الرأي

رجال أمننا الأشاوس.. «شكراً يا أولي النعمة»

نبضات


تحيط بنا النعم من كل جانب دونما انتباه منا، وقليلاً ما يؤدي بعض منا الشكر لصاحب النعمة والمنة والفضل، نقارن أنفسنا بنماذج مختلفة أحرزت تقدماً ما لنستشعر التراجع والقصور ونبدأ بالتململ، ونتعامى عن مقارنة أخرى في وجه مقابل مع كثير من الدول والنماذج التي تعاني من الإرهاب الخارج عن السيطرة والصراعات والحروب وفقدان الأمن والاستقرار. الأمن الذي أصبح مطلباً عالمياً تقام من أجله المؤتمرات والاجتماعات الدولية والندوات التخصصية والأبحاث العلمية والجهود الضخمة من قبل وزارات الداخلية، وتسخر من أجله ميزانيات طائلة. عندما نقف عند تلك المقارنة بإنصاف، علينا أن نحمد الله بلا انتهاء، على ما ننعم به من أمن وأمان، وعلينا أن نشكر رجال الأمن في البحرين ألف ألف مرة، وما يزيد على كل جهودهم المبذولة من أجل ضمان أمننا واستقرارنا وسلامنا الذين ننعم بهم.
لا يخفى على أحد أن وزارة الداخلية ورجالها الأشاوس صمام الأمان لهذا الوطن، وأن الوزارة بكل أقسامها التي تسيطر على مرتكزات الأمن في البحرين تقوم بواجبها فوق الوجه الأكمل، وهو ما يوجب كلمة شكر بحق تلك الجهود التي تبذل دونما هوادة من أجل المملكة وشعبها الأصيل، ومن أجل كل من وطأت قدماه أرض المملكة. ولكن ما الذي نعرفه عن وزارة الداخلية؟ لعل أول ما يتبادر إلى أذهاننا عند ذكر الوزارة كل من الإدارة العامة للمرور، وقوات مكافحة الشغب، بصفتهم الأكثر انتشاراً في البلد، وتكرار مشاهد تواجدهم في الميدان بصفة يومية تقريباً، ولكننا لم نقف يوماً على فئات أخرى تعمل بصمت.
تطالعنا وسائل الإعلام المحلية بأخبارها المستقاة من تقارير وبيانات وزارة الداخلية بالقبض على خلايا إرهابية بين الفينة والأخرى، وعلى فترات متقاربة جداً مؤخراً، نقف باستمرار على بيانات تكشف حجم مصادرات ضخمة للأسلحة، وتفكيك الخلايا الإرهابية، والتي لا يخفى على أحد ما لها من طبيعة سرية ومعقدة للغاية، من حيث الاتصال والتركيب القيادي، ورغم ما تتطلبه عمليات أخرى كالقبض على عصابات تهريب المخدرات والسرقات من جهود، إلا أن اكتشاف وتفكيك الخلايا الإرهابية يعد من أنواع العمليات الصعبة جداً، وتتطلب عملاً مضنياً للتوصل لجميع المعلومات التي تحيط بها، لاسيما إذا ما تم الأخذ بالاعتبار أن المتورطين في هذا النوع من الخلايا لا يعرفون بعضهم بعضاً بحكم التعقيد والسرية في التركيب، وهو ما يعيق عملية الوصول إليهم، ورغم كل ذلك، وزارة الداخلية البحرينية تبذل جهودها باحترافية عالية وتمضي قدماً في اكتشاف الخلايا الإرهابية واحدة تلو الأخرى.
عندما نتحدث عن مستوى الحمل والمسؤولية الملقيين على عاتق وزارة الداخلية، علينا لزاماً الوقوف على طرفي معادلة الأمن في مملكة البحرين، والوقوف على الإصرار من الجانبين، إصرار الخلايا على ممارسة الإرهاب والاستمرار فيه من جهة، وإصرار الأمن على اكتشافهم وتفكيكهم ودرء الخطر عن البحرين ومن عليها، تلك القوات «في كواليس» أمن البحرين، تستحق الشكر والإشادة لما تتكبده من صعوبات ومخاطر جمة من أجل ضمان أمن وسلامة البحرين، أرضاً وحكومةً وشعباً.
في تصريح سابق له، قال وزير الخارجية البحريني إن المتفجرات المضبوطة كانت كافية لإنهاء مدينة المنامة من على الوجود، وهو ما يعكس عظم الخطر الذي جنبنا رجال الأمن إياه في مملكة البحرين في حماية للأفراد والأموال والممتلكات واقتصاد البلد وسمعته وبقائه.
اختلاج النبض:
أي كلمة شكر لا تفي حق أشاوس البحرين من رجال الأمن، فشكراً مشبعة بالامتنان والعرفان، شكراً محملة بما ندين به جميعاً تجاهكم، شكراً لأولي النعمة سائلين المولى عز وجل أن يديم النعمة، وأن يغمر البحرين بأمن وأمان واستقرار لا تشقى بعدهم البحرين ولا تفنى.