يا أبركها من ساعة.. مغادرة القائم بأعمال إيران
يا أبركها من ساعة.. مغادرة القائم بأعمال إيران
الثلاثاء 06 / 10 / 2015
نتمنى أن يكون رحيل القائم بأعمال إيران رحيلاً أبدياً لا رجعة فيه، هذه الدولة التي لم نر منها ألا الشر، وكل شبر في العالم فيه شر هي وراءه، وحتى شعب إيران نفسه لم يسلم من الشر، فمبروك لشعب البحرين تحقيق أمنيته التي طالما تمناها وسأل الله أن يحققها، وشكراً للدولة التي جدعت انف إيران وخلعته من أرض البحرين، ونتمنى ألا يطال أنف إيران ولا أذنابها ذرة من تراب البحرين أبداً، فيا أبركها وأجملها من ساعة تلك التي أعلن فيها الخبر.
والله أن جدع أنف إيران من الدول الخليجية لا يحتاج إلى تفكير ولا إعادة نظر، بل هو من أبسط الأمور إذا ما قررت الدول أن تنتقم لسيادتها وترد على الثرثرة الإيرانية التي لم تكف عن تهديدها لدول الخليج يوماً، فيوم تقول إنها «ستفجر آبار النفط فيها»، ويوم «ستحتل السعودية»، ويوم «ستحتل الكويت» ويوم «البحرين»، وها هو ممثل المرشد الأعلى الإيراني في الحرس الثوري يعلن بكل وقاحة أن «البحرين والعراق وسوريا واليمن ولبنان وغزة هي عمق إيران الاستراتيجي»، وهذا أمر لا تقبل به أبداً البحرين، فإن قبلت به العراق وسوريا ولبنان وغزة فهذا شأنها، ولكن البحرين قد حسمت موقفها أمام إيران، وكذلك هي اليمن حسمت موقفها منذ بدء «عاصفة الحزم»، و»إعادة الأمل»، التي هي الأخرى جدعت أنف وأيادي وأقدام إيران من اليمن، فهكذا الدول الخليجية والعربية تتصدى للدولة المارقة التي أفسدت حياة الأمة وقتلت شعوبها، وحولت دولاً فيها ذات حياة نعيم بين ظلال أشجار وأنهار تنساب بين مدنها إلى دول أشباح يفر الناس بأرواحهم إلى الصحاري والبحار، وذلك عندما غزت هذه الدولة العدوة دولهم وأبادت منهم الملايين.
كان خبراً أشبه بالحلم، الذي ينتظر أن يكون واقعاً، فإيران هي من قلبت حياة شعب البحرين إلى جحيم، مستغلة هدوء الدولة وتسامحها على أمل أن يكون هناك صحوة ضمير لدى القادة الإيرانيين، ولكن لا ضمير فيها يصحو ولا قلب مشاعره تتحرك، فدولة ترى سفك الدماء في سوريا والعراق واليمن ولبنان والبحرين هو سر استمرارها وعمق وجودها كما صرح ممثل المرشد الأعلى الإيراني في الحرس الثوري علي سعيدي أن «هذه الدول تمثل لها العمق الاستراتيجي، وتضمن استمرار حياة» ما سمته «الجمهورية الإسلامية»، وأن «بدون هذه الدول ستصبح إيران دولة معزولة وبدون تأثير»، على حد زعمه، أي يعني أنها تتخذ سيادة هذه الدول وشعوبها رهائن في مساومتها مع أمريكا والغرب على مصالحها، وذلك حين تستخدم ميليشياتها المستوطنة في الدول الخليجية كسلاح ضد الأنظمة فيها، هذه الميليشيات التي باتت اليوم تتحكم في مؤسسات الدول الخليجية منها السيادية والشركات الحيوية مثل شركات البترول والطاقة والاتصالات والمواصلات، وهي روح الحياة في هذه الدول، فتصوروا عندما تكون هذه الميليشيات تحت يدها مفاتيح الكهرباء، وقادرة على أن تغرق الدول في الظلام وتقطع الاتصالات وتشل المواصلات البرية والبحرية والجوية، لأن الخطة تم إعدادها والعمل عليها وتنفيذها منذ عقود، حتى استطاعت هذه الميليشيات أن تسيطر على مفاصل بعض الدول، كما سيطرت على القطاعات الاقتصادية المهمة من مشاريع عمرانية حتى مشاريع المواد الغذائية، ولذلك لم تخطئ إيران حين تقول إن «هذه الدول تمثل لها العمق الاستراتيجي»، وخاصة بعدما استطاعت هذه الميليشيات أن توسع رقعة تواجدها في أغلب المناطق في هذه الدول بشراء العقارات بتمويل سخي من البنوك الإيرانية وحتى الوطنية، في ظل عدم السؤال أو الانتباه من بعض الدول.
ولكن يبقى رحيل القائم بأعمال إيران في البحرين هو الأمل الذي جدد الصحوة والانتفاضة من الاستسلام والتزام الهدوء تجاه هذا التطاول من المسؤولين الحمقى الإيرانيين الذين يظنون أنهم قد يكونون أسياد هذه الأمة، هؤلاء الحمقى الذين سحقوا الشعب الإيراني وجعلوه يخاف حتى من ظله، فهناك، المواطن الإيراني لا يستطيع أن يفتح فمه أو حتى يومئ برأسه لأن شوك الرافعات تنتظره في الشوارع، هذا الشعب الذي يرزح تحت وطأة الفقر المدقع في أغنى دول العالم التي تصرف على ميليشياتها في دول الخليج مليارات الدولارات حتى أصبح كل ذنب فيهم لديه من الملايين الطائلة في البنوك والعقارات ليس في بلاده بل حول العالم، وها هم الانقلابيون الذين يعيشون في الخارج يملكون أفخم الشقق والبيوت، ويعيشون عيشة الرفاهية، في الوقت الذي حرم المرشد الأعلى خامنئي شعب إيران من قطعة رغيف طازجة، فهذا هو الشر الإيراني الذي عم العالم والأمة الإسلامية بالأخص، ولم يسلم منه حتى شعبه.
فيا أبركها من ساعة وما أجمله من خبر، عندما شاهدنا صورة القائم بأعمال إيران في صالة المغادرة بمطار البحرين، صورة جميلة طبعت في المخيلة لتضيف إلى ذاكرة عزة وطن، استطاع أن يتصدى لدولة مارقة ويلقنها درساً أن قوة الدول ليس بالمساحات ولا بالترسانات، وإنما القوة بالله، ثم بالشعوب، التي تلتف حول قيادتها، ولقد أثبتت البحرين أنها الدولة القوية التي لا تحتاج أن تدعو شعبها للجاهزية أو الالتفاف حولها، لأن شعبها جاهز ورهن الإشارة للدفاع عن البحرين.