الرأي

طريق ليس مفروشاً بالورود

طريق ليس مفروشاً بالورود







حملة «بتحالفنا نحمي أوطاننا» التي انطلقت على مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، و«انستغرام» الأسبوع الماضي، بمبادرة عدد من المغردين البحرينيين والخليجيين والعرب وعدد من نشطاء الأحواز العربية، كشفت عن تغيير بالإمكان إيجاده إن وجد الإصرار، رغم أصوات البعض التي حاولت بث الإحباط في النفوس واليأس مقابل عزيمة القائمين عليها في إيجاد حملة إلكترونية إعلامية لأجل دعم قوات التحالف في «إعادة الأمل»، وإيصال رسالة لهم مفادها «نحن معكم بالدعاء والأمنيات بالنصر»، إلا أن اللافت قيام الموقع الإخباري العالمي BBC ببث خبر عن الحملة مما شكل دعماً إضافياً عمل على انتشارها على نطاق أوسع لدرجة اهتزاز بعض جماعات عملاء إيران ومحاولاتهم لاستفزاز القائمين على الحملة بالدخول على بعض حساباتهم وكتابة كلمات سب وشتم أو توجيه اتهامات تحمل عنوان «أنتم مأجورون!».
ما نود أن نشير إليه للأصوات المحبطة أنه «بعزمك وإرادتك تستطيع تخطي الحواجز والمعوقات، فلا يوجد طريق مفروش بالورود، عندما تخطط لعمل ما، ولا تتوقع وأنت تعمل ألا تجد من يحاربك، إن ثقافة الإيمان بداخلك يجب أن تظل مشتعلة متوقدة حتى تنطلق في ركاب الإنجاز، بكلمات أخرى، لا ترمي اللوم، عندما تبادر بأي عمل ما، على أطراف حكومية أو جهات تدعي أنها ستكمم صوتك أو لن تتفاعل معك وتحاربك أو تقيس بعض المواقف السلبية وتعممها على الجميع، وتجعل نظرتك ضيقة الزوايا، أنت اليوم في قرية إلكترونية تستطيع من خلالها تجاوز مساحة وطنك إلى الأوطان الأخرى، وانظروا للأطراف الأخرى المسيئة للدولة كيف تستغل هذه الأدوات.
في عام 2011 نظمت مجموعة من الشباب الناشطين حفل تدشين ثلاث كتب صادرة توثق أهم أحداث أزمة البحرين وتكلم خلال الحفل عدد من الشخصيات الهامة لإيضاح حقيقة مواقفها تجاه أزمة البحرين منهم عدد من ممثلي الجاليات والطوائف الهندية والمسيحية والبهرة، ونائب مدير عام «اليونيسكو» للإعلام والاتصال، كما تم عرض قصص وشواهد حية للعنف والإرهاب تعرض لها بعض المواطنين، بعد أن عملوا عدة أسابيع على توثيقها بالفيديو والتصوير، الشباب وجهوا دعوات إلى معظم مراسلين المحطات العربية والأجنبية في مملكة البحرين، ومنها مراسل القناة والموقع الإخباري المذكور أعلاه، ولم يحضر أي مراسل، رغم تأكيد حضورهم، باستثناء مندوبي الصحف المحلية، ومع بداية الحفل عندما تم الاتصال بهم كان عذر بعضهم وقوع عمل تخريبي بسيط بأحد المناطق جعلهم يتجهون لتغطيته بدلاً من حضور هذا المؤتمر الهام، كان واضحاً تحيز مثل هذه القنوات ووسائل الإعلام لنقل أي أعمال إرهابية تعكس وجود اضطراب أمني وفوضى في البحرين، والتركيز على تغطية مواقف فئة معينة مقابل مواقف ومطالب الأطراف الأخرى بالدولة.
إن بث خبر عن الحملة الإلكترونية الأخيرة اليوم على موقع BBC لم يكن ليصل إلا بالاستمرار في إطلاق الحملات وتكرار المحاولات وعدم اليأس، لو وقف القائمون عند ذلك الموقف السلبي لما وجدوا بصيص نور وأمل في التغيير، لطالما قلنا إن العالم الخارجي دائماً ما يرصد حراك الرأي العام بداخل أي مجتمع والرأي العام المحلي أو الخليجي أو العربي بعيداً عن الموقف الرسمي للدولة، إن التوحد تجاه موقف ما لا يمكن لمثل هذه القنوات والمواقع الإخبارية العالمية تجاهله، وإن فعلوا ذلك فلن يتمكنوا من الاستمرار بشكل دائم في التجاهل، خاصة إذا أخذت الحملة تتقدم وسط إحصائيات «تويتر»، فور إطلاقها كهشتاج وتفاعل معها جميع من هم في الأقطار العربية، 11 ألف تغريدة بعد يوم من انطلاق حملة «بتحالفنا نحمي أوطاننا»، وظهور أكثر من تنبيه على «تويتر» بأنه من «الهاشتاجات» النشطة التي تتقدم «لربما نقول» هو ما جعلهم يحررون الخبر، وربما لأسباب أخرى، إنما المهم أن الحملة وصلت وانتشرت وحققت عدداً من أهدافها وهو الأهم!
إن زرعت اليأس بداخلك فستكبل حياتك بالإحباط، والوقوف في مكانك، وإن زرعت الأمل أوجدت لك بساتين من التطور والتقدم، إن الإصرار على القضايا أهم من القضايا نفسها، وإن احتساب أجرك بالآخرة قبل التفكير بمصالحك الشخصية والدنيوية هي المعادلة التي لا يدركها سوى الإنسان المؤمن البصير.
الموضوع الآخر الذي ننبه إليه في العشر المباركات هذه أهمية إحياء العبادات والإكثار من الصدقة وصلاة النوافل وسنن التكبير والتحميد والتسبيح التي لها فضائل عظيمة كما إن صوم يوم عرفة أجره عظيم، وقد سئل الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عن صيام يوم عرفة فقال «يكفر الله به السنة التي قبله والسنة التي بعده».
إحساس عابر
أطلق منذ فترة عملاء إيران «هاشتاجاً» مسيئاً، فبادر مواطن سعودي بإطلاق هاشتاج «لماذا نحب حمد ؟»، ولم تمض ساعات حتى خرج أكثر من هاشتاج «لماذا نحب مليكنا حمد؟ لماذا نحب الملك حمد؟»، وانتشروا بطريقة «خربت شغل جماعة عملاء إيران وكشفت عن موقف الرأي العام الخليجي أمام من يتصفح «تويتر»، مثل هذه المواقف توصل رسائل لمثل هذه الأطراف المسيئة، بأن هناك من سيظل يتصدى لهم دائماً، وفي كل موقع ليس على مستوى أمني فحسب، بل حتى إعلامي وإلكتروني.