الرأي

علماء صغار في الطريق إلينا

بنــــــــــادر



أفرح مثل الطفل المندهش، حينما أسمع أو أشاهد أو أقرأ الأخبار العلمية التي تساهم في إضافة الجديد إلى الحياة التي نحياها، وتخفف من الأعباء التي تواجهنا، فالمخيلة القوية التي يمتلكها الشباب، في كل مكان في العالم، والبيئة المتجددة، بأحدث تقنيات التكنولوجيا الحديثة، وثورة الاتصالات التي بدأت ولا تعرف التوقف، كلها تساهم في رفد المخيلة، بصورة من الاختراعات الحديثة في أذهانهم، خاصة إذا كان هؤلاء الشباب جادين في تحقيق ذاتهم بين الآخرين.
قبل عدة أيام قرأت أحد الأخبار المفرحة والمبهجة والتي تجعل القلب مبتسماً، وهو يحاصر بأخبار الحروب والكوارث والأمراض والمزيد من الجوعى والهاربين من ويلات الحروب، بحثاً عن مكان آمن، في زمن لم يعد يهتم بالإنسان.
يقول الخبر إن أربعة طلاب إماراتيين بمعهد التكنولوجيا التطبيقية هم علي محمد الطنيجي، وسعيد خميس الزعابي، ومحمد عبد البسيط الشامسي، وعمر علي المناصير، ابتكروا حذاءً مولداً للطاقة، ويعمل أيضاً على تدليك القدم أثناء المشي، وهو عبارة عن حذاء للاستخدام اليومي مزود بمولد كهربائي ينتج الكهرباء عن طريق تحويل الطاقة الحركية للقدم إلى ميكانيكية تولد طاقة كهربائية، وهو قادر على شحن بطارية وإضاءة مصباح كهربائي، وذلك بحسب خبر نشرته صحيفة «الإمارات اليوم».
وأوضح الطلاب أن «حذاء الطاقة المتجددة يقوم بتوليد الطاقة بمجرد استعماله ويخزنها في خلية جافة لكي تستعمل لاحقاً لشحن الهاتف المتحرك أو لتشغيل مصباح صغير ومزود أيضاً بمحركات صغيرة تقوم بتدليك القدم عند الشعور بالتعب والإرهاق»، مشيرين إلى أن «الجهاز يتكون من مولد طاقة ميكانيكي ومفتاح تشغيل وبطارية تخزين ومحركات تدليك».
وجاءت فكرة الابتكار بعد ملاحظة تعرضهم وزملاءهم للإرهاق أثناء ممارسة الرياضة إذ أن القدم تتعرض للكثير من الإرهاق ما يؤثر سلباً في أداء الرياضي فقرروا عمل حذاء يوفر الراحة للقدم، ثم طوروا الفكرة بعد ذلك، ليصبح الجهاز قادراً على توليد الطاقة أيضاً، وذلك لإيجاد حل لمشكلة نفاد شحن الهواتف النقالة وأجهزة التابلت والكمبيوترات الشخصية أثناء ممارسة الرياضة أو أثناء الوجود في مكان بعيد خالٍ من الكهرباء.
وأشاروا إلى أن «الدائرة الكهربائية في الحذاء تقوم بتحويل طاقة ضرب الكعب بالأرض إلى طاقة دورانية، ما يجعل القسم الدوار يلتف مع وجود الحقل المغناطيسي ونتيجة لذلك يتولد تيار ضمن الملفات ينتقل عبر الأسلاك للبطارية التي تكون مثبتة في الحذاء»، مضيفين أن «عملهم على هذا الابتكار بدأ منذ مطلع السنة الدراسية وخضع لتجارب عدة وتعرض للفشل أكثر من مرة، لكن إصرارهم جعلهم ينجحون»، مؤكدين أن «دعم أسرهم والمدرسة جعلهم يتغلبون على جميع الصعوبات».
وفي خبر آخر يقول، نجحت طالبة سعودية متخصصة في علوم الفيزياء في اختراع جهاز جديد يستخدم لشحن الهاتف الجوال بواسطة طاقة المشي أو الجري بحيث يثبت جهاز الشحن الصغير في أسفل الحذاء.
والاختراع الجديد عبارة عن جهاز شحن صغير يتم تثبيته في أسفل الحذاء، ويقوم بدوره باستغلال طاقة المشي والجري، لتحويلها لطاقة كهربائية، يمكن الاستفادة منها في شحن الجوال أو تشغيل أي جهاز يعمل بنفس طاقته، كما أن لهذا الجهاز فوائد عدة غير شحن الجوال، فهو يعودنا على ممارسة رياضة المشي أو الجري، بدعوى شحن الجوال، وهذه بحد ذاتها فائدة كبيرة.
وقالت سلطانة البابطين من جامعة الملك سعود بالرياض إنها استلهمت فكرة جهازها بعد الاستماع إلى محاضرة عن الطاقات المهدرة في جسم الإنسان ومنها طاقة المشي والجري التي نزاولها يومياً في حياتنا ولا نستغلها بما يعود علينا بالنفع.
وبتشجيع من زميلاتها، تولد عند الطالبة حماس قوي لتجسيد الفكرة.
وأضافت «عقب إعلاني عن هذا الاختراع تلقيت اتصالات من عدة جهات تثني على فكرة الجهاز ولا أنكر أن أول جهة بادرت بمساعدتي لإنجاح فكرتي بعد الله هي واحة العلوم حيث طرحت عليهم الفكرة لمعرفة مدى نجاحها وبعد دراستهم المستفيضة لها اثبتوا لي نجاحها علمياً 100% وأشاروا علي بسرعة تسجيل الفكرة للحصول على براءة اختراع كي لا تتسرب».
افرح لأي طفل يحمل رغبة قوية للعمل على اختراع ما، شجعه، حفزه، اتركه يواصل حلمه، دون أي نوع من أنواع الإحباط.