الرأي

بدايات زوال نظام إسرائيل

بنــــــــــادر







كل شيء في حالة حركة مستمرة لا تتوقف، كل شيء له بداية ونهاية وصعود وهبوط،
كل شيء مهما بقي طويلاً، فإن قانون التغيير سوف يطيح به، سواء كان إنساناً أو مجتمعاً متكاملاً، أو حضارة متطورة، تعيش في أقوى حالات التكنولوجيا المتقدمة. إنها قوانين الكون، التي لا أحد يستطيع أن يغيرها إلى ما يريد وما يشاء، إنها قوانين الحياة المتحركة في المجرات السماوية وداخل الإنسان.
قبل عدة أيام شاهدت أحد الفيديوهات التي تتحدث عن المشكلة الكبيرة التي يعانيها البحر الميت في الجانب الفلسطيني، والذي يسميه النظام العنصري إسرائيل، وحيث أوضح الفيديو، بصورة لا لبس فيها، طبيعة التشققات التي حدثت في البحر الميت والتي ستؤدي بخسارة تصل إلى ملايين الدولارات وخسائر للشركات ورعب السياح من هذا الشيء غير المتوقع.
وفي هذا الصدد، قال نقيب الجيولوجيين صخر النسور، إن «الهزة التي ضربت منطقة وسط البحر الميت قبل فترة، ناجمة عن حركة الصفيحة الأرضية العربية عند حفرة الانهدام باتجاه الشمال خلافاً لحركة صفيحة سيناء».
وأوضح النسور أن «مثل هذه الهزات تعد تفريغاً للطاقة الأرضية» مشيراً إلى «فائدتها في حال كانت حول المستويات المتوسطة».
وذكر أن «الهزات الأرضية التي شهدتها المنطقة لم تتجاوز هذه المعدلات المتوسطة، باستثناء حادثة عام 1927، حيث بلغت شدة الهزة حينها 6 درجات على مقياس ريختر».
وتشير الدراسات المتعددة إلى أن «البحر الميت قد أطلقت عليه تاريخياً عدة أسماء قديمة في العهد القديم مثل: «بحر الملح»، و»بحر العربة»، و»البحر الشرقي»، و«عمق السديم»». وفي عهد سيدنا المسيح عيسى عليه السلام، عرف بـ «بحر الموت»، و»بحر سدوم» نسبة إلى منطقة سدوم المجاورة، كما أطلق عليه «البحيرة المنتنة» لأن مياهه وشواطئه لها رائحة منتنة. كما سمي «بحيرة زغر» نسبة إلى بلدة زغر التي كانت تقع على شاطئه الجنوبي الشرقي، وأطلق عليه اسم «بحر الزفت» نسبة إلى قطع الزفت التي كانت تطفو على سطحه في بعض الأحيان.
وبحسب بيانات المرصد الزلزالي، فإن «هزة البحر الميت التي بلغت شدتها 4.3 درجة على مقياس ريختر، تبتعد مسافة 87 كم شمال الكرك، و81 كم جنوب غرب العاصمة عمان، وبعمق 10 كم، وكانت ملموسة في المناطق الغربية من وسط وشمال وجنوب المملكة، دون تسجيل أضرار بشرية أو مادية».
وأوضح المرصد أن «مناطق الأغوار وخليج العقبة تشهد هزات أرضية خفيفة تكون في الغالب دون الثلاث درجات وغير ملموسة، إلا أن المنطقة شهدت في الآونة الأخيرة عدداً من الهزات التي زادت عن 4 درجات على مقياس ريختر».
وإذا كنت واحداً من الذين يطرحون السؤال القديم متى ستزول إسرائيل، ورغم قناعتي الذاتية الكبيرة بهذا الزوال، إلا أن الكثيرين الذين يعرفونني والقريبين مني، يقولون بأصوات مرتفعة، ما أنت إلا أحد المثاليين، الذين لا يقرؤون الواقع، فأضحك في سري، لأني أرى ما لا يرون، وأكتشف في الكون ما لا يكتشفون، وقد طرحت منذ عدة سنين أن طبيعة الأرض التي صنع فوقها الكيان الصهيوني، لا تقبله، وبالتالي سيكون فترة وينتهي إلى غير رجعة.
يقول د. مصطفى يوسف اللداوي إن «بعض اليهود المتدينين يؤمنون أن كيانهم الجديد قد آذن بالرحيل ودق جرس الانطلاق وأن الرب الذي وعدهم بالملك قديماً هو الذي أنذرهم بالرحيل في هذا الزمان، ولهذا فإنهم يعارضون استمرار الكيان ومن قبل رفضوا تأسيس دولة لهم، لأنها تتوافق مع البشارة وتعجل في النهاية وبعض هؤلاء يسكن فلسطين ويرفض الانخراط في «دولة إسرائيل» ممن ينتمون إلى الطائفة السامرية، وإن كان عددهم اليوم قليلاً نتيجة عدم انتشارهم وانحصار زواجهم ببعض وعدم اختلاطهم بغيرهم إلا أن رأيهم مكدر، وإيمانهم معزز، بنصوص وآيات من ثوراتهم وإن أخفاها البعض فهي عند غيرهم بينة ومعلومة».
إن إسرائيل سوف تتآكل من الداخل، كما يتآكل أي شيء، حتى لو لم تكن هناك عوامل خارجية مساعدة لهذا التآكل. سيكون هناك نظام بديل، يشترك في تشكيله، المسلمون والمسيحيون واليهود، ضمن دولة ديمقراطية، الهوية الوطنية فيها الأساس، وليس الهوية الدينية.