الرأي

ركز على الدافع الخفي للامتياز

بنــــــــــادر



لم يتفق التربويون على مفهوم موحد للتركيز، وأغلبهم جمع بين التركيز والانتباه، فمن خلال التعريفات التي تناولت مفهوم التركيز نجد أن معظمها لم يتناوله بمعزل عن مفهوم الانتباه، وإنما جاء هذا المفهوم مقروناً بالانتباه، ولعل السبب في ذلك يعود إلى العلاقة الوثيقة والارتباط المتين بين المفهومين؛ فالتركيز يؤدي إلى الانتباه والأخير يؤدي إلى التركيز، وبالتالي ينتفي حدوث التركيز إذا انعدم أو فقد الانتباه والعكس صحيح.
في كتابه «ركز.. الدافع الخفي للامتياز» وببصيرة حاضرة وأمثلة متنوعة وعلم حديث؛ يبين لنا دانيال جولمان بالدليل المقنع أن القدرة على التركيز هي المفتاح للتفوق في كل من حياتنا الشخصية والمهنية، ويوضح لنا أيضاً كيفية تعزيز هذا التركيز، وهذا الكتاب المسلي وعميق التفكير يعلمنا كيف يمكن للمرء تفهم الانفعال الجماعي؛ أي القدرة على الإدراك والتركيز على الإشارات العاطفية التي يصدرها الفرد أو الجماعة والتي تعد شديدة الأهمية لنجاح القيادة الحديثة، وهو أمر يوصى به بشدة.
يقول كبير المديرين التنفيذيين بشركة ذا اتيرجي بروجيكت دانيال جولمان إن الانتباه هو أعظم شارح لحياتنا الداخلية، وبالفطنة والذكاء الحاضر نتمكن من تغيير الطريقة التي نعي بها قوة عواطفنا. يبين لنا جولمان هنا الدور الذي يلعبه الانتباه في حياتنا، ولقد عكفت على دراسة الانتباه لمدة تزيد على العقد، ولكنني تعلمت شيئاً جديداً في كل صفحة من هذا الكتاب، وهو دليل فعال للتحكم في انتباهنا، وأقل ما سيوصلك إليه هو التحكم في حياتك.
وفي كتابه الذكاء العاطفي قام دانيال جولمان كاتب العلوم الشعبية برسم على بحث علم الأعصاب الاجتماعي ليقترح أن الذكاء الاجتماعي هو عبارة عن الوعي الاجتماعي «يشمل التعاطف والتناغم والمعرفة الاجتماعية»، أما التسهيلات الاجتماعية فتشمل؛ التزامن وعرض الذات والتأثير والقلق.. ويتضمن بحث جولمان الواسع أن علاقاتنا الاجتماعية لها تأثير مباشر على صحتنا الفيزيائية وكلما كانت العلاقة أعمق كان التأثير أكبر.
وقال جولمان إن من بعض التأثيرات الفيزيائية لعلاقتنا على صحتنا هي تأثيرها على تدفق الدم في الجسم، وتأثيرها على التنفس، وتأثيرها على المزاج «مثل التعب والاكتئاب» وحتى تتسبب في نقص قوة جهاز المناعة.
ويرى هوارد جاردنر وجون إتش واليزبيث آي هوبز أستاذة علم الإدراك والتربية بكلية هارفاد أن الانتباه شديد الأهمية، غير أن الأشخاص العاديين لا يكترثون له، بينما يستخدمه العلماء في أدق التحليلات، ومن خلال توسطه بين هذين النمطين المتغايرين، جمع دانيال جولمان ما نعرفه وما نحتاج إلى معرفته.
ودلالات سمة التركيز؛ تجنب التشتت، لا ينشغل بالنشاط دون الهدف، دائماً نحو الهدف، دائماً يصيب، لا يترك الهدف، لا يبتعد إلا ويعود للهدف، حياته بهدف، عمله بهدف، يبتعد عن التشتت، كلامه فى نقاط، يحب الكلام الموجز، يحب الاختصار.
ويضيف العلماء أيضاً أن من دلالات سمة التركيز؛ لا يحب كثرة الكلام، إذا تحدث بلا تشتت، إذا نظر بلا تشتت على نقاط معينة، قراءته بغير تشتت، كلامه غير مشتت، يكتب بغير تشتت، تفكيره نحو الهدف، عمله بلا تشتت، يفكر في نقاط محددة، يتحدث في نقاط محددة، نطقه غير متشتت، لا يصغي إلى التشتت، لباسه غير متشتت.
أما الأثر الإيجابي لتطبيق سمة التركيز؛ عدم التشتت، يحيا بهدف، كلامه ملخص مفيد، لديه رؤية ورسالة، لديه هدف واضح، يبتعد عن التفكير السلبي، لا يبالي كثيراً بالمؤثرات الخارجية ويحاول الابتعاد عنها وعدم التأثر بها، يقترب كثيراً من التخصص.