الرأي

أسياد «جوانتانامو».. يعلموننا حقوق الإنسان!

اتجــاهـــات



والله شر البلية ما يضحك، وللأمريكان نقول بأن لدينا من الأمثلة الشعبية التي تعلق على «تناقض» القول والفعل بالنسبة للشخص ما «يقشعر» منه البدن لدرجة لذاعته، وأنتم بالفعل تستحقون هذا المستوى من الخطاب، فالعين «العوراء» مستمرة بتعمد، وهكذا نلاحظ.
نعم؛ الأمريكان يصيبون حينما ينتقدون الأفعال الإجرامية والإرهابية في البحرين، وهذا أمر لا يستوجب شكر على الإطلاق، بل هو رد الفعل الطبيعي لأي إنسان سوي عاقل يرى الأمور بحيادية وعقلانية، بل لأي إنسان يطبق «فعلياً» لا «شكلياً» شعاراته الشخصية في شأن محاربة الإرهاب والإرهابيين.
لكن أن يبدأ الأمريكان القول إيجاباً وينهونه «كفراً»، فهنا نقول لهم «لحظة، يكفي هرطقة»، فآخر من ينصح البحرين اليوم في شأن حقوق الإنسان هم أنتم يا من بدأتم تاريخ دولتكم العظيمة بـ «إبادة الهنود الحمر» ودشنتم تاريخكم الحديث بإلقاء «القنابل الذرية» على الشعب الياباني الذي يجب أن تقدموا له الاعتذار كل يوم على ضحاياه نتيجة إجرامكم.
آخر من ينصح البحرين بالحوار هم الأمريكان، فلا أنتم تحاورتم مع أسامة بن لادن ولا غيره ولا العراقيين الذين أوهمتوهم بأنهم ستنقذونهم من صدام حسين فحولتم بلادهم إلى أشلاء ممزقة.
البحرين أصلاً تفوقت على أمريكا وبيتها الأبيض ورئيسها في شأن حقوق الإنسان، البحرين منحت انقلابيين وإرهابيين ومخوالين للخارج فرصة الجلوس مع رموز البلاد ومسؤوليها للتحاور والنقاش، هذا الأمر الذي من المستحيل أن تفعله أمريكا صاحبة الجملة الشهيرة التي رددها سياسيون وقادة أمريكان عدة، ورسختها «هوليود» بذكرها في أفلامها بأن «أمريكا لا تفاوض إرهابياً أبداً».
بل البحرين سجونها مفتوحة للجمعيات الحقوقية التي أغلبها «صناعة أمريكية»، في حين لا يسمح الأمريكان بأي لابس لباس الحقوق بدخول معتقل جوانتانامو الرهيب الذي تحصل فيه صنوف التعذيب وأشنع أنواعه وبحق أشخاص لم تتحقق لهم محاكمات عادلة وبعضهم زج فيه لسنوات فقط للاشتباه.
من أجل أمن الولايات المتحدة يتجاوز الأمريكان كل الأعراف، ولا مكان للإعراب لحقوق الإنسان، ويطلق الشرطة الرصاص الحي، ولا تفاهم، بل لا قبول بأن يتدخل أحد في شأن داخلي أمريكي.
نحن ندرك حجم الولايات المتحدة وأنها قوة عظمى، لكن هذا لا يعني أن تقبل الدول منها الإساءة من خلال أسلوب تعاط خاطئ وغير دقيق و»متعمد»، هذا لا يمنحها الحق في التدخل بشكل سافر في الشؤون الداخلية للدول. نحن نحترم علاقتنا معكم، وكل ما نريده أن تحترموا علاقتكم مع دولة متسامحة طيبة مثل البحرين، أو أقلها احترموا شعاراتكم المعنية بحقوق الإنسان والحرية والعدالة والإنصاف في علاقتكم معنا.
أيعقل بأن الدولة صاحبة أقوى جهاز مخابراتي في العالم عاجزة عن إدراك حقيقة ما يحصل في البحرين، وكيف هو ارتباط جماعات الانقلاب وحماة الإرهاب والمحرضين بالخارج وإيران تحديداً، وغيرها من أمور؟!
والله تعرفون كل شيء وبتفاصيله الدقيقة وربما ما يخفى علينا ونحن أهل الشأن، لكن يظل التعامل بطريقة مريبة غريبة.
هنا نكرر القول بأن على الأمريكان إن أرادوا قراءة الشأن البحريني والتعاطي معه أن يكونوا منصفين، وألا يطلبوا منا شيئاً هم من الاستحالة أن يفعلوه في بلادهم، لا تطلبوا منا أن نتحاور مع «إرهابيين» قبل أن تتحاوروا أنتم معهم.
وختامها نقول بأن منجزات البحرين على صعيد حقوق الإنسان عديدة يدركها الإنسان السوي المنصف، ولسنا بحاجة لـ «أسياد جوانتانامو» و»مبيدي الهنود الحمر» سكان أمريكا الأصليين ولا قاتلي الآلاف بـ «قنابل ذرية» ليعلموا البحرين بحقوق الإنسان، البحرين العربية المسلمة التي يدعو دينها لحفظ حقوق البشر منذ 14 قرناً.