هجرة اللاجئين السوريين والعراقيين.. فضيحة العصر
هجرة اللاجئين السوريين والعراقيين.. فضيحة العصر
الخميس 03 / 09 / 2015
بصراحة.. لم أعد متأكدة من مدى اتزان ردود الفعل العربية وسلامتها تجاه قضية اللاجئين العرب، وخصوصاً مأساة النازحين السوريين والعراقيين، يبدو أن ثمة شيئاً ما قد تغير في مركب ما كان يسمى (العروبة). ويبدو أننا بحاجة لإعادة النظر في الفرضيات التي كانت يقينية والتي أقنعتنا أن ليس على وجه الأرض من هو أكرم وأنبل وأكثر شهامة من العربي، وأن العربي يبيع ثروته وإن كانت ناقة أو فرساً، ويبيت راضياً وهو يسمع أبناءه يتضورون جوعاً في سبيل إطعام عابر سبيل قد يكون أغنى منه. هل كانت تلك قصصاً حقيقية أو خرافات انتحلها العرب ليخلقوا صورة وهمية عن أنفسهم؟!
لا يستطيع المرء إلا أن يقول إنها فضيحة تاريخية، وسمت جبين العرب بالعار الذي لا يمحى، أن يهرب مئات الآلاف من أبناء جلدتهم ليبحثوا عن الأمان والاحترام والإنسانية في بقاع أراض ليست عربية ولا إسلامية، فضيحة تاريخية أن يكتفي العرب بالفرجة على صور المئات من جثث إخوانهم وهي تطفو على سطح البحر الأبيض المتوسط وتلقي بها الأمواج على السواحل العربية البائسة. وصور أخرى للاجئين آخرين نجوا من البحر ليموتوا اختناقاً في الشاحنات؛ فضيحة عربية بامتياز أن يتفرج العرب النشامى على صورة امرأة عربية تركع مقبلة يد أحد رجال الشرطة ليسمح لها بالنفاد إلى حدود بلده، وصلنا إلى زمن صار العربي لا يفكر من حيث المبدأ أن يطلب خيراً من شريكه في الدم واللغة والدين. ومن حقنا أن نسأل بجدية أين عشرات المليارات التي تبرعت بها الدول والأفراد والمنظمات لإغاثة اللاجئين؟!
في المقابل وقفت (الأخت الفاضلة) أنجيلا ميركل لتعلن تعاطفها مع الحالة الإنسانية للاجئين السوريين، حيث عبرت أنه من غير الممكن إعادتهم إلى بلدانهم الملتهبة بالحروب وأن على أوروبا تحمل مسؤوليتها الإنسانية تجاه قضية اللاجئين، واقترحت مشروعاً لتقاسم أوروبا المهاجرين بالتساوي. كما زارت بنفسها مركزاً لإيواء اللاجئين السوريين تعرض لهجوم من قبل النازيين، ونددت بالرسائل العنصرية ودلالات الكراهية التي بعث بها المهاجمون.
في المقابل أيضاً خرج آلاف المواطنين الأوروبيين في ألمانيا والنمسا والمجر يعبرون عن ترحيبهم باللاجئين السوريين ورفعوا اللافتات المرحبة واستقبلوا القادمين منهم بالوجبات الغذائية وبالمياه المعلبة، بل إن بعضهم أعرب عن استعداده لاستضافة العائلات اللاجئة في منازلهم! كما أن بعض البيانات الرسمية بينت عن تسامحها مع لجوء السوريين إلى أوروبا، فالسوريون يختلفون عن غيرهم فهم متعلمون ومنفتحون وشباب وليسوا كبعض الفئات التي تتبنى ثقافة الإرهاب، حسب أحد البيانات الأوروبية الرسمية!.
بصراحة.. لا أجد تعليقاً يسعفني تجاه المأساة العربية التي يحياها إخواننا السوريون الذين خسروا وطنهم وأهلهم ومستقبلهم، غير أن شعوراً مؤلماً بالبؤس والخيبة أخذ يهيمن علي منذ فترة ليست بالقصيرة.
بصراحة أكثر.. من المخجل أن تكون عربياً في هذا الزمن.