الرأي

رسائل من هموم المواطن..!!

أبيــض وأســود



من فرط ما نتعرض إليه من إرهاب ومن عمليات تفجير في الطرقات، أصبح قدرنا أن نتناول مواضيع مللنا من الكتابة فيها، حتى أني بيني وبين نفسي أقول لن أكتب مرة أخرى بعد أي حادث إرهابي (كل شي محلك سر) بينما نصبح مثل الذي يفتح جروح جسده بيده، ويتجرع ألم نفسه بنفسه..!
غير أن ما بنا من حرقة على وطننا وأهله تجعلنا نعود ونكتب، وهذا مؤلم لنا، خاصة أن هناك من لا يروق له ما نطرح، ويظن أن فيه استهداف له، وهذا والله ليس هدفنا، ولا نريد أن نستهدف أشخاصاًَ ولا مناصب، ولم يكن ذلك يوماً هدفنا، وإنما نستهدف أن نرى بلدنا وأهلنا ينعمون بالأمن، فنطرح ما نراه يخدم الصالح العام، ونذكر ببعض الأمور، عل الذكرى تنفع المؤمنين.
لذلك سوف أبتعد اليوم عن موضوع الإرهاب الذي كتبنا فيه (معلقات) أطول من معلقات الشعراء الفطاحل، بينما الإرهابي (لا يعلق) بالقانون..!
** ملاحظات قارئة
أرسلت لي قارئة تحت اسم (دلال) رسالة تطرح فيها أموراً كثيرة حول رفع الدعم، فتقول: «إذا ما رفع الدعم عن اللحوم، لماذا ترتفع أسعار اللحوم غير المدعومة؟
أليست هذه اللحوم بسعر ثابت، كل شيء متوقع أن يرتفع سعره مع رفع الدعم عن اللحوم، وعن المحروقات، وسيتذرع التاجر بأن تكلفة النقل ارتفعت، لذلك سيرفع السعر أضعاف ما كان عليه.
إذا ما حصل ذلك، ألا ينبغي أن تكون هناك جهة رقابية بالدولة تضبط الأسعار من القفز إلى مستويات كبيرة وبالتالي الذي سيتأثر هو المواطن»؟
ثم تضيف القارئة: «كل الدول التي انتهجت نهج رفع الدعم ذهبت أولاً إلى تثبيت الأسعار، ووضع نظام رقابي شديد على التجار الكبار وتجار التجزئة حتى لا ترتفع الأسعار، ويثور المواطن، وبالتالي تصبح هناك أزمة سياسية بسبب جشع التجار، فالمواطن لن يثور على التاجر، ولكن سيثور على الدولة»..!
** تساؤلات مواطن بسيط..!
جمعتني صدفة مع مواطن ألتقيه لأول مرة، فأخذ يفضفض ويقول يا أخي كتبوا عن همومنا وعن حياتنا المعيشية.
ثم قال: «أنت متصور حالنا يا أخ هشام، ندرة في الأسماك، واللحوم سيرفع عنها الدعم، تجار الخضروات يهددوننا برفع الأسعار مثل ما يحدث في السعودية، الرمل شحيح ونستورده، الكنكري شحيح ونستورده، وأنت تعرف أن كل ما هو شحيح يرتفع سعره»..!
ويقول: «أنت متخيل حالنا، إحنا في بلد حتى الرمل مو محصلينه، يعني المفروض كل واحد يبتكر له جهازاً يجمع فيه حبات الغبار، حتى يوفر سعر الرمل، حتى السمج نصدر البحريني ونستورد الخارجي، إذا المسؤولون جادون في خفض الأسعار عن المواطن ليش ما يتم وقف تصدير السمج والربيان والقباقب»؟
هذا كلام مواطن مقهور، وهناك كلام قاله لا يكتب، ولا يمكن أن يكتب، وأحسب أن ما نقلته هنا من كلامه صحيح وواقعي ومعايش، ويجب الالتفات إليه ووضع الحلول، وغلق الأبواب التي تزيد من حنق الناس معيشياً.
** مبادرات جميلة غير مقدرة
خلال الفترة السابقة التي أطلقت فيها تصريحات إيرانية مسيئة، قام أهل البحرين بمبادرات جميلة، فمبادرة نادي المحرق في إطلاق وثيقة استنكار التدخلات الإيرانية وكانت بادرة طيبة جداً، وهي تفعل الدور المجتمعي للأندية الوطنية، وهذا الدور كبير ومقدر لنادي المحرق.
كما أن بادرة نادي مدينة عيسى في إقامة ندوة عن التدخلات الإيرانية أيضاً جميلة وطيبة.
أيضاً خرجت مبادرات شعبية يجب أن تقدر، خاصة أن مجالس البحرين أقامت ندوات وفعاليات وأطلقت وثيقة استنكار شعبية للتدخلات الإيرانية، وهذه المبادرات يجب أن تقدر من الدولة ومن المسؤولين.
فقد حضرت قبل فترة فعالية استنكار التدخلات الإيرانية بمجلس الأخ يوسف الجاسم بالرفاع، وقد اتضح أن هناك إعداداً جيداً للندوة، وأن هناك مجهوداً كبيراً بذل من أجل أن تخرج الفعالية بهذه الصورة التي جمعت أهالي البحرين وليس الرفاع فقط.
كما حضر الندوة عدد من نواب الشعب، وألقوا كلمات طيبة.
مثل هذه المبادرات يجب أن تقدر، ويجب أن يشكرعليها من قام بالإعداد لها وتنظيمها، سواء بالأندية أو بكل المجالس الشعبية البحرينية، ولهم جميعاً الشكر والتقدير.
** رجاء من طالبة إلى وزارة التربية
أرسلت لي طالبة بكلية المعلمين رسالة تقول فيها إن لديهم معاناة في استلام مكافأة الدراسة بحسب العقد، فتقول إن المكافأة يتم استلامها في الغالب مع نهاية الشهر الجديد، أي أنها تتأخرعليهم شهراً كاملاً أحياناً، وأن لديهم التزامات كثيرة ويعانون كثيراً من هذا التأخير.
لذلك نرفع شكواها إلى وزارة التربية وكلية المعلمين لتدارك الموضوع.
** شكوى أهالي المحرق من المرور..!
انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي شكوى لأهالي المحرق من ضغط رجال المرور عليهم بالمخالفات، ويقولون إن المرور يتقصد المحرق بالذات، فلا يوجد فيها هوامير، ولا يخشى المرور من الإرهاب..!
هناك من قال إن ما يقوم به رجال المرور صحيح ومطلوب، لكن لماذا استهداف المحرق فقط؟
هل وزارة الداخلية والمرور تفعل ذات الأمر في مناطق أخرى، هل تذهبون إلى قرى تعرفونها ونعرفها أنها خارج السيطرة؟
شخصياً أنا مع تطبيق القانون حتى يلتزم الجميع، وخاصة مع من يوقفون سياراتهم بالشارع، ويغلقون الطريق حتى يذهب إلى مطعم أو الى برادة، أو ينتظر الآسيوي حتى يأتي إليه، هذا يجب تطبيق القانون بحقه، لكن مع هذا يجب أولاً توفير مواقف سيارات للناس قبل أن أسلط القانون على رقابهم.
وإذا كانت هناك شوارع لا تحتمل فتح محلات تجارية، فلماذا فتحت المحلات، وصارت الطرق مزدحمة، والجميع يريد أن يأخذ حاجته بينما لا توجد مواقف..!
نتمنى من إدارة المرور أن تفرض القانون في جميع المناطق دون انتقائية، ودون تسليط القانون على أهالي المحرق فقط، وإنما أنتم تعرفون أين يجب أن يطبق القانون، وفي أي المناطق، والقرى يجب أن يفرض، «وإلا المحرق هي الطوفة الهبيطة»؟..!
** أنا فوق القانون..!
شكا أحد المواطنين ما تعرضت له حين أرادت زوجته أن تنتقل من محلها (صالون نسائي بمنطقة سند) إلى محل آخر بالقرب منها، يقول الزوج إن طلبها رفض، فقرر أن يذهب إلى المسؤول بالبلديات ليعرف لماذا رفض الطلب، خاصة أن المحل الجديد بالقرب من محلها القديم.
فقال له المسؤول، لا يجوز ذلك، هذا مخالف للقانون، فاستغرب من الموضوع.
يقول الزوج ليس هنا المشكلة، المشكلة أن المحل الجديد تم تأجيره بنفس النشاط لامرأة أخرى، وحين قال لها صاحب الملك نشاطك سيرفض من البلدية، فالذي قبلك رفضوا طلبه، قالت: أنا فوق القانون، وبعد أيام علقت لافتة على المحل بالنشاط المذكور..!
يقول الشاكي: كيف تصبح امرأة فوق القانون، وطلبي يرفض، وطلبها يقبل بسرعة..؟
** طلبان للإسكان متأخران..!
المواطن (أ.س.ك) يرفع تظلماً إلى وزير الإسكان بسبب تأخر الحصول على بيت إسكان ويقول رغم أن طلبه منذ العام 1981، وهو من أهل البحرين المخلصين، ولديه ظروف قاهرة، ويسكن في بيت وأسرته في بيت آخر بسبب تأخر بيت الإسكان، ويقول إنه غير طلبه في العام 1993 لكن هذا ليس مبرراً لأن يتأخر كل هذه المدة، وهو يرجو من الوزير أن ينظر في أمره.
مواطن آخر يحمل ذات الشكوى ولديه أيضاً أزمة سكنية فهو يسكن في شقة بالبحير ولديه أربعة أولاد، وبنتان أغلبهم تخطوا سن الـ 18 عاماً، اسم المواطن (سلطان عبدالله جوهر) ورقم طلبه (5353) تاريخ الطلب العام 1995.
نتمنى من الرجل الفاضل وزير الإسكان أن ينظر في أحقية الطلبين، وإجراء ما يلزم وله الشكر والامتنان.
** حديث مع مهرب أسماك..!
أحد الأخوة الكرام نقل لي حديثاً دار بينه وبين مهرب أسماك وربيان، وأحسب أن الرجل صادق فيما نقل.
يقول الأخ: «تحدثت مع مهرب للأسماك والربيان وهو يقوم بتهريب الأسماك والربيان إلى دولة مجاورة جهة الجنوب، وقال: «إن هناك نقاطاً يعرفها المهربون تقع بين نقطتي مراقبة لخفر السواحل البحرينية والتابعة للدولة المجاورة، فيسلكون هذا الطريق ويلتقون مع أشخاص من تلك الدولة في نقطة محددة، فتم تهريب الثلاجات واستلام الأموال».
ويضيف الأخ فيقول: «في غمرة حديثي مع مهرب الأسماك سألني أنت كم راتبك؟ فقلت له 2500 دينار، فقال لي بس 2500؟ هذا أقل من مدخول يوم عمل عندي، أنا أهرب ثلاجة الربيان الواحدة بـ 350 ديناراً وأحياناً 400 دينار»..!
انتهى النقل وكلام الأخ، وهذا الحديث يظهر أموراً كثيرة ربما خافية على البعض، فالذي يهرب الأسماك، يستطيع أن يهرب أموراً أخرى، التهريب واحد، والمخاطرة واحدة.
«يا جماعة خلاص وش لنا بالشقى في الصحافة، والعداوات، والمؤامرات، والوشايات، خلاص بنجوف لنا بانوش ربيان، دام هذه مداخيل الصيد الجائر بالبحر، اشوية ازفورة، يعني نزيد الصابون والسبوح والعطور، وقام الشوط»..!