محاربة الإرهاب قبل أن تصبح البحرين لبناناً آخر
محاربة الإرهاب قبل أن تصبح البحرين لبناناً آخر
الثلاثاء 01 / 09 / 2015
نسمع في كثير من الدول الخليجية أن القصاص إنزال بمروج مخدرات أو بقاتل عمد، وكذلك هي الدول الغربية، وحتى أمريكا التي لا تنتظر محاكمات ولا القبض على الأشخاص، بل تشن غارات على مجموعات سواء كان بينهم مشتبه بهم أو حتى بدون مشتبه، ثم تعلل ذلك بأن ما تقوم به حرب على الإرهاب، تجوب طائراتها القارات تتعقب وتلاحظ ثم ترسل صواريخها لقتل عائلات في مراقدها، فكم قتل ناس في مواكب حفلات وأعراس.
أما هنا فلا نسمع أن القصاص أنزل بمن قتل وسفك دماء رجال الأمن، مجرد صدور أحكام ثم خففت الأحكام ثم أجلت، وهكذا يظل الإرهابيون يعيشون في سجون مرفهة تشرف عليها المنظمات الأجنبية وكل يوم ترسل مراسيلها للتأكد أن حال الإرهابيين طيب، وأن ملاعبهم تم إنشاؤها حسب المعايير والمقاييس، وتطمئن على نوعية طعامهم، كما تسأل عن حالتهم النفسية وعن عدد زيارة الأهل والأصدقاء والأقارب لهم، وهكذا تحتضن السجون الإرهابيين بكل حب ودلال.
هؤلاء الإرهابيون الذين وجدوا لهم آلية إعلامية رسمية تدافع عنهم كل يوم، وهاهم اليوم يطالبون تجريم تسميتهم بإرهابيين، وهم يقودون حملات تحريضية ضد رموز الحكم، حملات من على منابرهم تسقط في الحكومة، وتحرض على رجال الأمن وتسميهم بالمرتزقة. وعلى لسان كبار قادة الإرهاب جاءت هذه التسميات والتوصيف، أنهم الإرهابيون الذين ضمنوا سلامة العيش ورفاهة في دولة تراعي مواطنيها فوق اللازم، وتراعي الإرهابي بأحسن ما يكون، فيمكن محاربة الإرهاب وبأي طريقة ووسيلة؟!
الإرهاب في البحرين ينمو ويكبر، بعد قيام مؤسسات مدنية وشخصيات بتحويل الإرهاب إلى مجرد موضوع كراهية وازدراء، كي تنتهي وتذوب من حملتها جرائم الإرهاب، حملة تسعى إلى تمكين الإرهابيين ورعايتهم بعد أن بررت ما حدث في البحرين بأنه مجرد كراهية، هذه بعض النماذج التي تحاول أن تغطي على الإرهاب كي تعطيه أذناً وتصريحاً فيعود الإرهابي إلى عمله بعد قضاء محكوميته ويستلم تعويضاً وقد يرقى في وظيفة، ونماذج من هذه الحالة كثيرة، فتشوا في ترقيات موظفي شركات وطنية كبرى بعد المؤامرة وسترون العجب من خلق وظائف لا حاجة لها وترقيات وتوظيف، وكلها من ميزانية الدولة التي تضخ سنوياً عليهم مئات الملايين، فكيف يمكن محاربة الإرهاب عندما يضمن الإرهابي مستقبل أفضل بعد كل محكومية.
جميع دول العالم تنفذ القصاص، بل تنفذ بما جاء في شريعة الإسلام، دول غربية لا تعرف عن أحكام الله في المفسدين في الأرض ولكنها تنفذها وتزيد عليها، وذلك عندما قدمت أمنها القومي وسيادة بلادها وسلامة شعبها والحفاظ على مؤسساتها على أي شريحة تقوم بأعمال إرهابية، فلا تستأذن ولا تنظر إلى قضيتهم مهما كانت، ولا تطالب موافقة من أي مؤسسة أممية ولا مجلس أمن، لأنها تعتبر أن مسؤولية الأمن تقع على رئيس الدولة وحكومته، فتقوم هذه الدول بتسليح رجال أمنها وحتى شرطة المرور وتعطيهم صلاحية الدفاع عن نفسهم، كما تقوم بملاحقة الإرهابيين في منازلهم، دون أن تحاسب لسؤال ولا استنكار ولا إدانة، لأنها تتعامل مع الجهات التي تدعم الإرهاب وتدافع عنه، بأنها جماعة حاضنة للإرهاب فتحاكمهم وتقاضيهم كما تقاضي الإرهابيين.
نعم محاربة الإرهاب ضرورية وتنفيذ القصاص على الإرهابيين أولوية، نشد على يد حكومة البحرين ونؤيدها كما نؤيدها دائماً، وذلك عندما تحقق مطالب الشعب بتنفيذ القصاص العادل في الإرهابيين ومن يقف وراءهم، فهؤلاء الإرهابيون ورؤوس الإرهاب لا يسعون إلى شق الصف فحسب، بل يسعون إلى إسقاط هيبة الدولة في عيون شعبها، كي يصلوا بها إلى ما وصلت إليه لبنان، عندما أعطت الدولة فرصة للإرهابيين وجعلت للإرهاب مكانة ومقاماً حتى سموه «مقاومة»، وصار أصحابها في البرلمان والمناصب العليا، وصار الأمن والجيش في يدهم حتى وصلوا إلى رئاسة الدولة، وهنا يسعون إلى تطبيق نموذج الدولة اللبنانية، وذلك عندما جعلوا من الإرهاب أداة تهديد للدولة، وذلك بعدما سمحت للإرهابيين أن يتمددوا في مساحات واسعة من مدن وقرى حتى وصلوا إلى قلب بيروت.