الرأي

نصرالله يهدد البحرين بحسم الثورة

نصرالله يهدد البحرين بحسم الثورة



تطورت العمليات الإرهابية نوعياً بشكل متصاعد في الفترة الأخيرة، فإلى جانب تطاولها على المدنيين والأطفال بات هناك، بعد سلمية السلندرات والمولوتوف والقنابل، مخطط «سلمية التفجير المزدوج!».
«سلمية التفجير المزدوج» تعني سد أحد الشوارع وافتعال شغب وأعمال تخريبية لاجتذاب رجال الأمن إلى موقع مفخخ، فما إن تفجر القنبلة الأولى بالقرب من رجال الشرطة والمواطنين، الذين سيهرعون كرد فعل طبيعي إلى الاتجاه الآخر، تكون هناك قنبلة أخرى مخبأة بانتظارهم لتنفجر وتتعمد إصاباتهم وإيقاع الشهداء.
هذه الخطة التي تأتي كـ «تكتيك وكمين إرهابي» يجر الأبرياء إلى مواقع القنابل التفجير، لن نستغرب إن جاءت بعدة طرق أكثر بشاعة وإجراماً من بعد «سلمية التفجير المزدوج»، ألم يقم أتباع زعيم الإرهاب البحريني عقيل الموسوي بتقطيع سني وحرقه في العراق؟!
هذا لا يعني أن البوصلة الأمنية لمملكة البحرين ستضيع خلال الفترة القادمة، فللبحرين رجالها وقت الحاجة، وهي محمية بفضل من الله ثم جنودها المخلصين، إنما القصد الكشف عمن يدير ويدبر هذه الأعمال الإجرامية، والذي تأتي وراءها منهجية مدروسة وإجرام احترافي يقيس حتى المسافات أثناء التفخيخ كمحاولات لإسقاط الشهداء وهدر الدماء بأي طريقة كانت، كما إنه يكشف عن محاولة الانتقال إلى مرحلة استهداف المدنيين لإشعال فتيل الفتنة الطائفية والحرب الأهلية، مما يعني أن من يقف وراء كل هذه العمليات ينوي خلال الفترة القادمة تصعيد الوضع الإرهابي لمرحلة متطورة يطمح فيها لإيجاد مدخل يحقق له طموح الانفلات الأمني الذي لا يحمد عقباه.
تطرقنا بمقالنا السابق عن خطورة المطلوب الأمني الإرهابي عقيل الموسوي، وقدمنا معلومات تثبت أنه أحد قياديي الحرس الثوري الإيراني وذو مرتبة عالية في حزب الله، وأن الجماعات الإرهابية في سوريا والعراق ولبنان قد عينته أميناً عاماً للمقاومة في البحرين، باختصار هو حسن نصرالله البحريني الذي ينوي تأسيس دولة إرهابية، وهو الذي عمل خلال التسعينات بقوة دفاع البحرين لمدة ثلاثة أشهر ثم طرد من العمل بسبب عدم التزامه، ولجأ إلى إطلاق «انتفاضة البحرين» حينها، وهو أمر يؤكد تاريخه التأزيمي حيث بقى داخل البحرين ولم يفر كبقية رفقائه الإرهابيين ويطلب اللجوء السياسي، رغم أنه مطلوب للعدالة بعد أزمة 2011 لهدف واحد فقط لن يتنازل عنه إلا عندما تعلق رقبته على حبل المشنقة ويعدم، وهو إسقاط النظام البحريني مهما كلف الأمر.
هذا الإرهابي الذي يمتلك قدرات عسكرية عالية وضع كعمود فقري لنشر الإرهاب في البحرين بعد تهيئته ومشاركته في حرب لبنان 2006، وحضوره للعديد من الاجتماعات عام 2008-2009 لقيادات الحرس الثوري وحزب الله، حسب ما أكدته عدد من المصادر، يتجول ويسرح في عدد من مناطق البحرين بتخفٍ شديد دون أن يدرك الناس حقيقته وتبوأه لقيادة «المقاومة الإسلامية في البحرين» وشروعه في تحريك الخلايا النائمة والعصابات الإرهابية، ودليل وجوده في البحرين لا يمكن الجدال فيه، فقد ظهر علانية أثناء تشييع أخيه الإرهابي علي الموسوي يوم الخميس، 20 فبراير 2014، بمنطقة سار، ثم فر هارباً بعد محاصرة المنطقة من قبل وزارة الداخلية.
الموسوي يختلف عن بعض العناصر الإرهابية التي تتلون في مواقفها بدعوى الإصلاح أو الحوار وتحقيق مطالب الشعب وغيرها من الشعارات الرنانة المضللة، فهو يتبنى منهجية واحدة وهي الكفاح المسلح ويحمل شعار «ارحلوا» ويطبقه بحذافيره، ألم يقل في أحد تصريحاته «ارحلوا قبل أن ترحّلوا.. لا مكان لكم في هذه الأرض أرض الشرفاء والأحرار»؟ مما يعني أنه يرى بأن البحرين لن تكون إلا لأتباعه فقط. بتاريخ 18 يوليو 2015 الفائت خرج بتصريح مفاده أن القوى الثورية تملك كلمة الحسم في إدارة الثورة، القارئ بين سطور تصريحه سيفطن أنه يحمل تلميحاً عن الأوكار التي أسسها للتخطيط والتحضير للانقلاب باتت جاهزة لما يمكن وصفه بالدفاع المقدس.
نثق بكفاءة الأجهزة الأمنية، فهي كالسيف الذي يقطع كل ذراع ممتد من الخارج لأجل منع التصعيد الأمني من خلال العمليات الأمنية النوعية التي تقلم نشاط العصابات الإرهابية وتضبط مخازن الأسلحة، وكلها جهود تشكر عليها وتقدر، لكن عند استقراء الوضع الإقليمي والتدخلات الإيرانية لابد من ضمان أن التقدم في عاصفة الحزم باليمن والخسائر التي تتعرض لها الميليشيات الإيرانية في سوريا والعراق لن يكبد البحرين بالمقابل خسائر بشرية فادحة ويجرها إلى مستنقع الطائفية، وأنه لن يرجع على البحرين بمردود تمركز العصابات الإرهابية، إن تخصيص جوائز مالية للإبلاغ عنه ليس بدعة أمنية؛ بل هو نظام مطبق في كثير من الدول. شعب البحرين مطالب اليوم باستيعاب أبعاد المؤامرة الإرهابية التي تحيط بمملكة البحرين، ومطلوب منه أيضاً التكاتف مع الدولة من خلال تسجيل مواقف شعبية تعكس اتجاه الرأي العام وحراكه، مطلوب منه أيضاً التكاتف مع الجهاز الأمني وتفعيل مبدأ الشراكة المجتمعية وإنهاء ظاهرة الأصوات التي تتبنى القناعة السلبية في التعاطي مع الأحداث وهي تقول «مللنا من تكرار كلامنا مقابل عدم استجابة مطالبنا بإعدام الإرهابيين وتطبيق القوانين من قبل الدولة.. بالمشمش»، لهؤلاء نقول؛ ألسنا نقول لعملاء إيران بالمشمش تحقق أوهامكم؟ وبالمشمش أن تقبل دول الخليج بقائد معمم يشرع في تحويل البحرين إلى عراق ولبنان وسوريا أخرى؟ رغم كل ذلك انظروا لنفسهم الطويل ولاستمرارهم في حراكهم رغم فشله ليس عام 2011 فقط؛ إنما منذ فترة الثمانيات والتسعينات، وعلى شعب البحرين اليوم أن يحسم موقفه بتكثيف المطالبات بإعدام رأس أفعى الإرهاب الإيراني.
إحساس عابر: على أهل القرى الشرفاء اليوم التي تشهد مناطقهم باستمرار العمليات الإرهابية تقديم أي معلومات عن الإرهابي عقيل الموسوي الذي جاء لتدمير البحرين بالحروب الطائفية !