الرأي

أهالي المحرق سيفوتون الفرصة على إيران وأذنابها

أهالي المحرق سيفوتون الفرصة على إيران وأذنابها






إن التفجيرات التي تحدث في عمق أحياء المحرق منذ 2011، لم تستطع ولن تستطيع أن تجر أهالي المحرق إلى الصدام الطائفي، لأن أهالي المحرق أهل حكمة ونظرة سياسية بعيدة وهم أعلم بنوايا إيران وأذناب إيران الذين يحاولون أن ينفذوا نفس المخطط الإيراني الطائفي في العراق بتفجير مناطق السنة ثم تفجير مناطق الشيعة، والتي عن طريقها نفذت عمليات الإبادة ضد أهل السنة ومن ثم الاستيلاء على مناطقهم في العراق.
ومع عمليات التفجير، يتماشى الإعلام الصفوي المحلي بحملة يروج فيها عن الاضطهاد والكراهية تمهيداً للخطة المقبلة، إذ إن الإعلام الصفوي يسبق خطة التنفيذ العملي، وذلك كي تكتمل الصورة بأن في البحرين اضطهاد وكراهية ضد فئة من الشعب، ثم يؤكد ذلك الصدام الطائفي الذي يعلمون أنه إن بدأ سيكون له ردود فعل إعلامية قوية سيتولاها الإعلام الصفوي والقنوات الغربية والإيرانية، والتي على أساسها تتم فبركة الأخبار والمشاهد وخروج أصوات تطالب بالتدخل الأممي، وهم يتقنون فن التمثيل والعويل كما يجيدون استخدام الأصباغ، وخاصة اللون الأحمر.
أن هذه التفجيرات الإرهابية التي حدثت في المحرق بالطبع وقعها على أهالي المحرق وشعب البحرين ككل ليس بالسهل، بل إنهم تأثروا تأثراً كبيراً، وذلك حين يشاهدون أن يد الإرهاب الغاشم وصلت إلى بيوتهم، وقد تصل غداً مدارس أبنائهم، هذا الإرهاب الذي لا يختلف عن إرهاب «داعش» عندما فجر المساجد في الكويت وفي السعودية، والذي قامت فيه الدنيا وقعدت وبالذات الإعلام الصفوي الذي يحاول أن يستغل إرهاب «داعش» ليغطي على جرائمه، وليوهم العالم بأن الإرهاب الأخطر هو الإرهاب السني، وأن الشيعة يتعرضون للاضطهاد في الدول السنية، وإن كانت «داعش» هي إحدى الخلايا التي تديرها وتمولها إيران لتنفيذ أجندتها في الدول الخليجية، كما استغلتها في العراق والتي استطاعت من خلال «داعش» أن تحتل أكبر المناطق الحيوية السنية في العراق وإخلاء أهلها منها، إنه الإرهاب الإيراني الذي اتخذ أسماء وصفات وشخصيات مختلفة ليحقق مآربه، إنه نفس الإرهاب الذي ضرب المحرق بالأمس، وقد تكون هناك عمليات إرهابية أخرى في مناطق سكنية أو حيوية في المحرق تتبناها «داعش» والتبني هذا ليس بالصعب، فقط تكفي رسالة من إيران على لسان أحد عملائها الداعشيين أوالصفويين.
تفجيرات المحرق كشفت أن منطقة المحرق منطقة مغلقة ذات كثافة سكانية ومبان تفوق الطاقة الاستيعابية للمدينة، مما تكون ملاذاً ومكاناً آمناً للإرهابيين، وخاصة في السنوات الأخيرة عندما تم شراء العقارات من قبل عملاء إيران، مما سهل للصفويين سهولة الاستيطان فيها، كما تغلغلوا في مناطق وأحياء لم يكون لهم فيها أثر في الماضي ومنها امتدوا إلى الحد، كما امتدوا إلى البسيتين، هذا مما ساعد على تنفيذ العمليات الإرهابية بكل سهولة ويسر، وإن عدم اليقظة من ذات الجهات ذات العلاقة لهذا التغيير الديمغرافي في البحرين، تسبب في تحويل المحرق إلى منامة أخرى، وذلك حين استبدلت الأهالي الأصليين بمواليين لإيران، خاصة أن المحرق يقطنها من الموالين لإيران، وهذا لا يحتاج إلى تقصٍ وبحث. إن مخطط إيراني يهدف إلى استدراج أهالي المحرق، ليكونوا سبباً في انطلاق شرارة الاقتتال الطائفي، الذي تتمناه إيران وتحلم به كما يحلم به أتباعها، وذلك بعد فشلهم في المؤامرة الانقلابية، ثم جاءتهم «عاصفة الحزم» التي قطعت عليهم الأمنيات والتمنيات التي كانوا يظنون أنهم قد يتمكنوا من الاستفراد بالبحرين، ولذلك لم يتبق أمامهم إلا سفك الدماء لا تهمهم إن كانت الدماء سنية أو شيعية، خاصة أن مصلحتهم في سفك الدماء الشيعية التي ستخدم أهدافهم، أكثر من سفك الدماء السنية، فها هي دماء أهل السنة تسفك في العراق وفي سوريا سنوات لم يتحرك لها مجتمع دولي ولا طائرات تحالف ولم يتبناها إعلام عربي ولا غربي، بينما تفجير مراقد في العراق، وتفجير مساجد للشيعة هزت العالم بأسره وتسارعت الاستنكارات والإدانات، واتخذت الإجراءات الأمنية في الدول الخليجية التي أدركت أن هذه التفجيرات تخدم المصالح الإيرانية.
سيفوت أهالي المحرق الفرصة على إيران وأذنابها، ولن يتحقق لهم حلم الاقتتال الطائفي، لأن أهالي المحرق على يقين بأن مهمة حفظ الأمن من مهام المؤسسة الأمنية التي استطاعت بالله ثم بإرادة وشجاعة رجالها الأبطال أن تبسط الأمن في كافة مناطق البحرين.