الرأي

إيران ستغزو.. والاغتيال السياسي وارد

إيران ستغزو.. والاغتيال السياسي وارد







«إيران ستغزو الكويت»؛ عبارة كتبت على سور إحدى المدارس الكويتية في مايو 2010، ورغم استنفسار الأجهزة الأمنية حينها لمعرفه الفاعل خرجت أصوات كويتية مشككة، وأخذت تلمح أن من فعلوا ذلك لابد أن يكونوا بعض «القوى السلفية المؤججه» التي تود إشاعة الاحتقان والتخويف أمام إقدام الحكومة الكويتية على إيجاد علاقات كويتية إيرانية متميزة.
جاءت هذه الحادثة بعد كشف جهاز الاستخبارات الكويتية عن شبكة تجسس إيرانية مطلع الشهر ذاته، حيث خرجت بعدها مطالبات في مجلس الأمة بقطع العلاقات مع إيران وطرد السفير الإيراني وسحب السفير الكويتي من طهران، وفي عام 2012 أصدرت محكمة الجنايات أحكام تتراوح بين المؤبد والسجن لعدة سنوات على أعضائها بعد اعترافهم بتجنيد عملاء لجمع معلومات عن الجيش الكويتي والقوات الأمريكية، وتلقي تدريبات في معسكرات الحرس الثوري وتصوير قاعدة علي السالم الجوية ومعلومات عن أنابيب النفط ومستودعات الأسلحة والطيارات الصواريخ والآليات العسكرية، وحصر أسماء كبار الضباط وتسليم الصور والمعلومات للمخابرات الإيرانية، كذلك إعداد وتصنيع المتفجرات لتدمير مواقع نفطية، وخرجت أخبار بعد ثلاث سنوات من سجنهم أنه تم تسليمهم لإيران ليكملوا مدة الحكم عليهم في إيران!
أيامها كان هناك كثير من السخرية بادعاء أن إيران باتت مسمار جحا في كل قضية، كثير من التحليلات زعمت أن الكتابة على سور المدرسة جاء كمحاولة لإثارة السخط الشعبي على إيران، وادعاء أن الالتفات لهذه الحركة والاهتمام بها يعد من الأمور غير العقلانية.
وكعادة السياسة الإيرانية في ممارسة نظرية الإنكار، والتي تعني النفي الدائم يعني إثباته، نفت السفارة الإيرانية بالكويت علاقتها بالخلية التجسسية، كان واضحاً أن الكتابة على جدران المدرسة بهدف إثارة البلبلة ورمي الاتهامات على جهات أخرى وإشغال الشارع الكويتي بهذا الجدل، بالمناسبة أليس سيناريو الأمس هذا شبيه بسيناريو اليوم في إشغال العالم العربي بداعش، لدرجة أن كل تفجير إرهابي يأتي على يد هذا التنظيم يكون بعد الكشف عن ضبط خلايا إيرانية إرهابية.
عام 2011 ومع اندلاع الأزمة البحرينية ارتأت كثير من التحليلات السياسية أن الكويت ستكون البلد الثاني المعرض للإرهاب الإيراني بعد البحرين، ورغم العديد من المؤشرات كالتي ذكرناها في بداية المقال، والتي كانت تستلزم يقظة الأجهزة الأمنية الكويتية وعدم التهاون، تجادلنا أيامها كثيراً مع بعض أشقائنا في الكويت، كانت لديهم نظرة تفسر أن موجة التخريب بالبحرين تأتي لأجل مطالب شعبية، وقد انطلت على بعضهم خدعة مظلومية الوظائف والتمييز الطائفي، وليس أن ما يتم يأتي وفق أجندة إيرانية تتبنى فكراً وعقيدة أن البحرين ومعها دول الخليج هي أراضٍ صفوية تتبع تاريخياً إيران.
هذا الكلام نقوله كونه يخرج من قلب خليجي محب لبلده الثاني الكويت، لقد برهنت الأيام أن كل شعارات أزمة البحرين الأمنية البراقة كانت مجرد ستار للأجندة الإيرانية، فإن كان هناك فعلاً تمييز ومظلومية بالبحرين أوصلهم لمحاولة الانقلاب؛ فما عذر الخلايا الإرهابية في الكويت والتي حولتها إلى مخزن للأسلحة والمتفجرات؟ وما عذر الخلايا الإرهابية في شرقية السعودية؟
تذكروا هذا الكلام جيداً ودققوا فيه؛ المؤشرات تقول إنه بعد الكويت والسعودية ستأتي الإمارات مباشرة في استهدافها أمنياً ومحاولة إشغالها بعد لمواقفها العربية وفزعاتها الأخوية ودعمها الأمني للبحرين، لذا لن نستغرب إن تكشفت الأيام القادمة عن مخطط إرهابي يحاك ضدها لإشغال قواتها الأمنية، أو أنها تحوي مخازن للأسلحة والمتفجرات. ولا غرابه إن اكتشفنا أن هناك مخططات للاستهداف الأمني للإردن، ومنها إعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة على يد تنظيم داعش، كذلك ما كشفته القوات الأمنية الأردنية من إحباط مخطط لعملية إرهابية كان ينوي فيلق القدس تنفيذها بتاريخ 7 يوليو 2015، وما تم ضبطه من 45 كيلوغراماً من مادة الـ (RDX) شديدة الانفجار كانت مخبأة في أحد مناطق محافظة جرش، وهي المادة المتفجرة نفسها التي استخدمت لتفجير موكب رفيق الحريري، وأن العنصر الذي تم القبض عليه يعمل في الحرس الثوري الإيراني يبرهن محاولات إشغال الأردن أمنياً. بعد هذا الخبر خرجت الأبواق الايرانية لتكذيب الخبر.
كل هذه الأحداث تعد مؤشرات خطرة وتؤكد بأن الخلايا الإرهابية الإيرانية النائمة متواجدة في الدول الخليجية والعربية، وتعمل على تهريب الأسلحة والمتفجرات، كما يلاحظ أن التصريحات الإيرانية في حال ضبط أي خلية إرهابية تكون دائماً جاهزة لإصدار بيانات النفي ومن ثم يدعم هذا النفي عملاؤهم في الدول العربية وإعلامهم الأصفر بالتكذيب والتشكيك.
كمية الأسلحة والمتفجرات التي ضبطت في الكويت، وهي جزء بسيط من مخازن أخرى، ورغم كل محاولات تكذيبها إلا أنها تعكس حجم الحقد الطائفي ومخطط الإبادة لشعب الكويت، كل خبر يمر يبرهن أن سياسة حسن النوايا وإمساك العصا من النصف مع إيران لا تجدي لأنها دولة صفوية لها مشروعها التمددي بالخليج.
إن التحديات الأمنية التي تواجه قادة الأمن الداخلي لدول الخليج في اجتثاث الإرهاب الإيراني كبيرة جداً، ولن تتم إلا من خلال الاتحاد الخليجي الأمني وتشكيل وحدة استخباراتية موحدة، تدعمها وحدة إعلامية تساند مواقف الخليج الداخلية والخارجية، لذا فالسؤال المطروح؛ ماذا بعد كل ما كشف؟ ما هي الخطوات الخليجية الأمنية القادمة؟ لا ننسى أن الأسلحة الفكرية التي تواجهها دول الخليج أخطر بكثير من الأسلحة الإيرانية المخبأة، لأن الأولى ساهمت في التغرير بعقول جزء من شعوبها واختراق مؤسسات الدول الخليجية وحكوماتها من الداخل.
السيناريو الإرهابي الإيراني تكرر اليوم في الكويت، ومثلما انقطعت الكهرباء في البحرين ثم اكتشفنا تهريب الأسلحة خلال الانقطاع، كذلك تم في الكويت، وهذا مؤشر خطر يعني أن هناك خطة جاهزة للانقلاب، ومن الواضح أن تجميع أكبر عدد من الأسلحة والمتفجرات ونثرها في كل منطقة من الوطن، ثم عندما تحين ساعه الصفر تخرج الخلايا النائمة لتنفيذ عملية الانقلاب والإبادة، وهو المشروع الإيراني الجديد بعد شعارات لا للطائفية والمطالب الديمقراطية الزائفة، وعندها لم يتحقق لهم ما أرادوا في البحرين؛ بدؤوا بادعاء السلمية وشعارات إخوان سنة وشيعة، حتى وصل الوضع بعدها لمرحلة القنابل والمتفجرات والإرهاب المسلح، إن عبارة الاستهزاء المبطن التي يرميها عملاء إيران بالادعاء أننا نهول من إيران بالقول «كل قضيه دخلتوا فيها إيران، إيران لو تبي تدخل بلادكم بتدخلها بدقيقة»، تحمل شيئاً من الحقيقة، فلو قرأتها من زاوية أخرى لوجدتم أن تفسيرها بأن إيران بالأصل موجودة في بلادكم وداخلة بشكل غير ظاهر، وقد أوجدت مخازن هائلة للأسلحة والمتفجرات وما ينقصها فقط إطلاق إشارة البدء.
لأشقائنا في الكويت؛ خسرنا العراق العربية والمخطط الإرهابي عليكم كبير، فلا تتهاونوا وخذوا الأمر بجدية، ولا تلتفتوا للأصوات المشككة، ونرجو من الله ألا تذوقوا ما ذقناه من إرهاب إيراني، ولن نستغرب إن خرج تفجير إرهابي لا سمح الله خلال الفترة القادمة على يد داعش لإلهائكم، فالتحدي الأمني الذي تواجهونه كبير وواجب تطبيق القصاص معه بحزم وإعدام كل إرهابي.
- داخلية البحرين تهزم إيران..
- أمام التصريحات الإيرانية المستفزة، حيث ارتفعت النبرة إلى التلميح باستخدام الإرهاب المسلح، وأمام دعوات التحشيد للخروج يوم 14 أغسطس لتكرار سيناريو 14 فبراير، ومقابل البيانات الإعلامية التي كثفت طيلة الفترة الماضية، وأمام صدور بيان مفبرك من الإعلام الأصفر بشأن قلق واشنطن العميق ودعوتها لضبط النفس مع متظاهرين 14 أغسطس، لابد أن نوجه الشكر لرجال الأمن البواسل، وعلى رأسهم معالي وزير الداخلية لإحباطهم المسبق للفوضى الإرهابية التي كان مخطط لتنفيذها في 14 أغسطس، وجهودهم الاستباقية في مداهمة أوكار الأسلحة والمتفجرات ونصب نقاط التفتيش، يجدر القول إن البحرين مستهدفة أمنياً بسبب تداعيات الوضع الإقليمي في المنطقة ومحاولات إيران الدائمة بإشغال الدول الخليجية والعربية المساندة لها أمنياً، ما حصل يوم الجمعة الماضي من إفشال مخططهم الإرهابي واقتصار الخروج على أعداد متواضعة من المغرر بهم؛ يعكس نجاح الداخلية وانتصارها على إيران التي كانت تمني نفسها باضطراب أمني داخل البحرين.
- فرق بين المرابطين الذين يحرسون في سبيل الله وبين المرابطين للأجندة الإيرانية، وبين من يضحي لأجل حماية الوطن ومن يضحي بالوطن لأجل المخططات الإيرانية، فحرق سيارة الشرطة التي كانت تحرس أحد المساجد في سند لا يعدو عن كونه وقاحة تفعل أي شيء فقط لأجل تنفيذ الأوامر الإيرانية الصادرة لهم، قلناها مراراً فعلاً محمول ويرفس..