الرأي

للأيام القادمة.. يا بحريني لا ترمِ سلاحك!

للأيام القادمة.. يا بحريني لا ترمِ سلاحك!



بمناسبة احتفال العالم بيوم الشباب العالمي، والذي يصادف في 12 أغسطس سنوياً، حيث يركز فيه هذا العام على الاحتفال بالطاقات الكامنة للشباب بوصفهم شركاء أساسيين في المجتمع العالمي للتغيير، ولتأكيد أهمية تفاعل الشباب ومشاركتهم لتحقيق تنمية إنسانية مستدامة؛ نود إن نوجه بهذه المناسبة رسالة خاصة إلى شباب البحرين المخلص، والذي يعد شريكاً هاماً أيضاً في المجتمع العالمي الإلكتروني، ومشاركته منذ سنين طويلة في الدفاع عن تنمية البحرين واقتصادها وأمنها.
شباب البحرين اليوم ينقسم إلى نوعين؛ الأول وطني يتفاعل دائماً مع أي أنشطة شبابية أو اجتماعية على أرض الواقع ويشارك فيها لخدمة مجتمعه، وآخر مأسوف عليه يغرر به ويستغل لتنفيذ الأجندة الخارجية، والتي شرعت في جعل 14 أغسطس سنوياً ذكرى تدفعه للمشاركة بالتخريب والإرهاب بدعوى أنه تاريخ استقلال البحرين.
هناك نوع ثالث من الشباب نود أن نتحدث عنه، وقد بدأ يظهر في مملكة البحرين خلال السنوات الأخيرة، وتحديداً منذ أزمة 2011 الفائتة، ولم يلق الضوء عليه وقد لا يحتسب في معادلة الحراك الشبابي رغم نشاطه الكبير على شبكات التواصل الاجتماعي، وهذا النوع من الممكن وصفهم بـ»جنود البحرين الإعلاميين الإلكترونيين»، حيث شرعوا طيلة سنين مضت بلا كلل وتعب وملل في إطلاق وقيادة الحملات الإلكترونية الوطنية للدفاع عن البحرين وكشف الحقائق وإبراز إنجازاتها والرد على حملات التشويه، شباب يعملون ليل نهار؛ بعضهم يدير شبكات إخبارية بأسماء مستعارة والبعض يظهر باسمه الحقيقي، يسارعون في بث الأخبار؛ بل بعض الحسابات الإخبارية تعمل بنظام النوبات، شخص يديرها نهاراً وآخر يديرها ليلاً.
نحن هنا لا نتحدث بالطبع عن الحسابات التجارية التي حولت الموضوع لتجارة وبث إعلانات مقابل الأموال، هنا نتحدث عن شباب تطوع بتصميم الكثير من الشعارات والصور وإنشاء مجموعات وطنية على برنامج الوتس أب الهاتفي وإطلاق الهاشتاقات، وتخصيص كثير من الجهد والوقت والمال الذي يصرف على الأجهزة الإلكترونية والهواتف الذكية دون مقابل؛ فقط حباً للوطن ولعكس مواقف شرفاء البحرين المتكاتفة مع النظام ولدعم مختلف أوجه التنمية والدفاع ضد من يشوه سمعة البحرين إلكترونياً.
شباب سهروا وضحوا بالكثير من أوقاتهم الخاصة والعائلية من منطلق غيرتهم وحميتهم الوطنية، الوطن الحافل بعطائهم وحبهم سيشهد تاريخه يوماً وهو يوثق جميع المواقف والأزمات، وكيف كانت الحملات الإعلامية الإلكترونية على أدوات التواصل الاجتماعي جزءاً من عملية الدفاع عن الوطن والرد على حملات التشويه وتكوين رأي عام وطني خليجي عربي موحد إزاء القضية البحرينية.
عندما أطلقت حملة «الإعدام لكل إرهابي»، والتي جاءت لإيصال رسالة بضرورة تطبيق الإعدام وتفعيل القوانين بحق الإرهابيين وقادتهم، حيث تصدرت مشهد «تويتر» في البحرين فور إطلاقها، ووصل عدد التغريدات إلى 10 آلاف تغريدة خلال سبع ساعات، فقط و19 ألف تغريدة بعد مرور يوم واحد، و37 ألف تغريدة بعد مرور عدة أيام من تدشينها، ليتم إدراجها ضمن أنشط «الهاشتاقات» البحرينية في إحصائيات «تويتر» بمشاركة العديد من المواطنين والإعلاميين والنواب والشعراء البحرينيين والخليجيين، مما يعكس أن تطبيق الإعدام بات مطلباً ملحاً، ليس عند المواطن البحريني فحسب؛ بل أيضاً الخليجي والعربي، ويؤسفنا القول إنه ظهرت بعض الأصوات السلبية التي أخذت تقول «ما فائدة الكلام والمطالب نفسها تكرر منذ عام 2011 دون تنفيذ؟» و«الكلام لا يفيد بل المطلوب من الدولة تطبيق القانون وانتهى!».
بعض هذه القناعات قد تكون محقة بعض الشيء؛ إلا أنها أغفلت جانباً مهماً ولم يفطنوا له، وهو أن أدوات التواصل الاجتماعي تمثل اليوم ساحة حرب أيضاً لابد من خوضها مع أعداء البحرين، ولا يمكن لأي مواطن مخلص اليوم وأمام حملات التشويه الإلكترونية المتعمدة والتي جعلت الكثير من دكاكين حقوق الإنسان والمنظمات تتفاعل مع ما يصلها لتبثه على وسائل الإعلام الإلكترونية العالمية، ألا يكون هناك إعلام إلكتروني مضاد يعري الأكاذيب ويدافع عن سمعة البحرين، السلاح الإلكتروني والإعلامي الذي يمتلكه كل مواطن اليوم سلاح لا يجب أن يترك ويسمح لليأس أن يتسلل إلى نفسه، لأن له أبعاده في تشكيل الرأي العام العالمي وإيجاد مواقف داعمة للبحرين خارجياً، فالمجتمع الإلكتروني العالمي بات اليوم قرية صغيرة، ولا ننسى أيضاً أن هناك جهات ومنظمات عربية ودولية ترصد وتدرس وتوثق اتجاهات الرأي العام في البحرين ومطالبه، وجزء من التوثيق يتم احتسابه من خلال ما يعبر على أدوات التواصل الاجتماعي، خاصة «تويتر».
رسالة إلى كل مواطن مخلص شريف دأب طيلة السنين التي مضت مشكوراً بالدفاع عن البحرين وأخذ اليأس يتملكه مؤخراً نقول له؛ انظر للطرف الآخر فنفسه طويل في هذا الميدان، وماذا يفعل رغم عدم تحقق مطالبه الخارجية الهوى وفشل مخططهم الانقلابي وتكاتف دول الخليج ضدهم وفضحهم، سنين طويلة، حتى قبل أزمة البحرين وهم مجتهدون بكل إصرار على مطالبهم التدميرية وحملات التشويه والكذب الإلكترونية رغم أنهم على خطأ لا على حق، تابعوا نقاشاتهم في منتدياتهم؛ الكثير من الخلافات والهجوم على بعضهم البعض، لكنهم مع ذلك لم يتفرقوا ويتوقفوا ولا ليوم واحد عن ترويج الفتن على وسائل التواصل الاجتماعي، ولم تتوقف عجلة إرهابهم الإلكتروني على أمل تشويه سمعة البحرين ومن ثم تدمير اقتصادها وسياحتها وتهريب رؤوس الأموال والمستثمرين.
هل تابع أحدكم الحسابات المشهورة لقادة التواصل الاجتماعي من إخوتنا العرب والخليجيين وكيف يتفاعلون مع القضية البحرينية ويستعرضون الصور والأدلة المقتبسة بسبب تواصل حسابات شرفاء البحرين معهم، مما جعل ألوف المتابعين لهم المطلعين على كتاباتهم يتضامنون مع البحرين ويتفاعلون بالتغريد أيضاً.
صحيح أن كثيراً من المواطنين لم ينتظروا أن يتم دعوتهم للمشاركة؛ بل بأنفسهم تفاعلوا مع حملة المطالبة بالإعدام والحملات الأخرى كـ»لا للتدخلات الإيرانية» و»إيران تستهدف أمن البحرين»، وهؤلاء نقول لهم شكراً لأنهم يدركون أهمية هذا السلاح الإعلامي الإلكتروني، ولأنهم يدركون أنهم باتوا اليوم جنوداً إعلاميين في معركة الحق والباطل، غير ما نود أن نلفت النظر إليه هناك الكثير من الشباب بالمقابل لا يفطنون إلى أهمية السلاح الإعلامي الإلكتروني الذي بيدهم وتأثيره البالغ في تشكيل الرأي العام وتحديد اتجاهاته، أدوات التواصل الاجتماعي اليوم تندرج عالمياً تحت مسمى الإعلام الاجتماعي، والمواطن التي يستخدمها يتم اعتباره مواطناً صحافياً.
البحرين دولة شبابية؛ وقد أظهرت تقارير أجرتها هيئة تنظيم الاتصالات بمملكة البحرين أن نسبة مستخدمي الإنترنيت من الأفراد وصلت إلى 87% عام 2014 بعد أن كانت 77% عام 2011، كما كشفت دراسة سابقة لجمعية الإنترنت العالمية في عام 2009 أن البحرين هي الثانية على مستوى العالم العربي في استخدام شبكة الإنترنت، وأظهرت دراسة حديثة تحت عنوان (شباب البحرين 2009-2013) أعدها فريق بحثي لمشروع تغيير البحريني؛ أن 64% من الشباب البحريني مشترك في شبكات اجتماعية كـ»تويتر» و»فيسبوك»، وأن 30% منهم يمضون أكثر من أربع ساعات يومياً على تلك المواقع، مما يعني أن هناك مملكة إلكترونية بحرينية باتت متواجدة على أدوات التواصل الاجتماعي من الواجب على كل مواطن مخلص محب لأرضه موالٍ لقيادته أن يسخر ما بيده من أسلحة إلكترونية وإعلامية في إظهار الحقائق والدفاع عن وطنه إلكترونياً.
ولابد من إيصال رسالة إلى أن شباب البحرين على الإنترنت أيضاً اليوم يشارك في تحقيق تنمية مستدامة للبحرين من خلال تأكيد حقيقة الوضع الأمني للبحرين واستقراره، والذي يسعى الطرف الآخر لتشويهه بغرض هدم أركان الدولة التنموية، وكما لبى شعب البحرين مشكوراً دعوة وزير الداخلية للاصطفاف الوطني والالتفاف الشعبي مع القيادة ضد من يتآمر على انتهاك سيادة البحرين ويستهدفها بالمخططات والمؤامرات؛ لابد من إكمال تلبية مشهد الاصطفاف الوطني إلكترونياً أيضاً.
- إحساس عابر..
- تداولت وسائل التواصل الاجتماعي صورة لأعضاء «حزب الله» في مدينة الزيداني بسوريا، وقد كتبوا تحية لمن وصفوهم بشباب 14 فبراير، مبدين دعمهم لهم في زحفهم للميدان، كما بث بيان لعدد من دكاكين المنظمات الحقوقية تدعي دعمها للتظاهر اليوم (الجمعة) 14 أغسطس، طبعاً معروف أسباب خروج الدعم من قبل حزب الله والحرس الثوري الإيراني أمام خسائرهم الفادحة في مدينة الزيداني، حيث اضطر وزير الخارجية الإيراني للتوجه إلى سوريا لبحث مبادرة إيرانية تستهدف وقف الحرب.
- بخصوص شعار «الزحف الجماهيري 14 أغسطس»، الظاهر الشعار القادم بيكون «اتجهوا إلى الشوارع زاحفين، من رأي منكم زحفاً فليزحف.. ازحفووهم»، والله إنكم مفلسون.