الرأي

أين كنا.. وأين أصبحنا؟!

أبيــض وأســود



لم يكن سهلاً كل الذي مررنا به كمواطنين منذ 2011 وحتى اليوم، التآمر والتحالف الصليبي الصفوي كان قد بلغ مداه في ذلك الوقت، ومازال وسيبقى، فالحرب التي ترونها في كل مكان اليوم (في العراق، في سوريا في لبنان، في اليمن) هي بسبب هذا التحالف.
كل تلك الحروب إنما هي ضد أمة الإسلام، وأمة التوحيد، البعض يطلب نصر الغرب في قضايا مثل سوريا مثلاً، أو يطلب البعض منهم الوفاء بالتزاماتهم ومبادئهم، غير أن الغرب جلس يتفرج على كل هذا المشهد، لكنه يفتح ملف البحرين مع كل قضية مفتعلة وتافهة.
خلال عمق أزمة البحرين في 2011، كنا كمواطنين محبين لوطنهم مستاءين كثيراً من ضعف إجراءات الدولة، كنا نقول لماذا لا تفعل البحرين كذا، لم لا تتخذ إجراءات ضد كذا، لماذا لا نعلن عن قوة الدولة؟
كلها أسئلة مشروعة من مواطنين محبين لوطنهم في ذلك الوقت، غير أن المؤامرة كانت كبيرة، لم نكن نرى الصورة الكبيرة إقليمياً وعالمياً، كنا ننظر إلى الواقع المحلي وننتقد الدولة على عدم اتخاذ إجراءات حازمة.
اليوم من بعد مرور خمس سنوات، ربما أدرك البعض حجم المؤامرة، وربما التمس بعض العذر للدولة في 2011، لكن هل تخلت الدولة عن مسؤولياتها تجاه سيادة القانون والإعلان عن هيبة الدولة وقوتها؟
يحسب للحكماء والعقلاء بالدولة وهم بلا شك قادة هذا الوطن، يحسب لهم اتخاذ التدرج نهجاً، مع الوصول لكل متجاوز للقانون لاحقاً، فالمتجاوزون إما أنهم هربوا، أو أن القانون قد طالهم.
نعم ننتقد حتى اليوم كمواطنين بعض الإجراءات وبعض القصور في تطبيق القانون خاصة تجاه الإرهابيين، لكن هذا لا يعني أن الدولة تخلت عن التزامها، وإنما كل ما مر الوقت، ضاق الخناق أكثر على من يتجاوز القانون.
كنت أسترجع في ذهني بعض المواقف وبعض الأحداث التي مررنا بها طوال السنوات الخمس، فقد تم الترويج (بعد أحداث 2011) أن فلان أمين عام الجمعية الفلانية إنما هو خط أحمر، لا تستطيع الدولة أن تطبق عليه القانون لحصانة أمريكية (حصانة الشيطان الأكبر)..!
لكن السؤال اليوم هو: أين هو الخط الأحمر، هل هو طليق أم أن القانون طبق عليه بسبب ما اقترفه من تجاوزات؟
أين من قيل عنه إنه خط أحمر أيضا وإنه ممثل حقوق الإنسان، وإن الاتحاد الأوروبي وأمريكا لن تقبلا المساس به، ألم يطبق عليه القانون مرتين، وحتى الإفراج عنه جاء بمكرمة، أي بقوة من الدولة؟
أين من دعا إلى إقامة جمهورية إسلامية موالية لإيران؟
أين من كان يدعم العمل المسلح ضد الدولة، وأصبح منظراً للمتشددين في منطقة النويدرات وما حولها؟
أين من حرض المعلمين والطلبة على الإضراب؟
القائمة تطول، لكن الأكيد أن القانون وسيادة الدولة وهيبتها طالت المتجاوزين (حتى ولو بعد حين) والذين أشاعوا أنهم (خطوط حمر)..!
رغم امتعاضنا في موضوع محدد وهو عدم الوصول إلى الخلايا الإرهابية في أماكن الإرهاب وتركها تكبر وتتمدد، ورغم انزعاجنا من تكرار حوادث التفجيرات وقتل رجال الأمن بتوجيه وتحريض صريح ومبطن من المنابر الدينية، إلا أن مسيرة القانون طيبة، وأصبحت مصدر ارتياح لأهل البحرين، حتى ونحن نطالب بالمزيد.
حتى في القضايا الصغيرة أصبح القانون قوياً ويصل إلى الفاعلين، فمن حبس القطة وحرقها وهي حية، وصل إليه القانون، وطبق عليه، وهذا أمر طيب ويظهر أن الدولة تصل إلى أغلب القضايا بقوة القانون وسلطة الأمن.
الذين عذبوا كلباً على أحد السواحل وشنقوه، وصل إليهم القانون، وطبق عليهم، وأصبح أمرهم بيد القضاء، كل ذلك يعطي رسائل للمجتمع البحريني هامة وقوية، وهي أن القانون يطبق، ويصل، حتى وإن تأخر، فإن اتصل متأخراً خير من ألا تصل.
الذي اعتدى على عامل آسيوي وصول الفعل، طبق عليهم القانون، والأمر بيد القضاء.
الذي يسجل مقاطع فيديو وينال من أهل البحرين ويصفهم بأوصاف غير لائقة وكان يوهم البعض أنه (مدعوم) وصل إليه القانون.
الذين شتموا (في التواصل الاجتماعي) أم المؤمنين الطاهرة عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما زوج الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وصل إليهم القانون، والذي شتم سيف الله المسلول خالد بن الوليد أيضاً وصل إليه القانون، واعتدل لسانه بعد الاعوجاج.
ومن كتب في إحدى الصحف وأهان أهل البحرين بتشبيهات قصد منها الإساءة إليهم، ومن اتهم مجلس النواب بأنهم يدعمون مجاهدي خلق دون دليل، أحسب أن القانون اليوم أو غداً سيصل إليه، والأمر بيد مجلس النواب وأعضاء المجلس.
انظروا أين كنا في 2011، وانظروا إلى أين وصلنا، بجرد حساب للأحداث، وبحساب الخسائر والأرباح ستجدون أن أهل البحرين قد ربحوا الكثير، وأن من كان يبيع الوهم على الناس من أنه لن يطاله القانون، فإن القانون قد طاله، وربما حكم عليه بحكم قضائي وسجن.
لا نريد أن نجلد ذاتنا كثيراً، بينما ما كان ينادي به البعض قد تحقق فعلاً، حتى وإن تأخر، لكن الأمور في كثير من الأحيان والظروف، وفي المؤامرات الدولية التي حيكت لنا تحتاج إلى الحكمة والتروي وعدم الاندفاع، مع عدم تضييع الحقوق وتطبيق القانون لو بعد حين.
دعونا نفرح بتطبيق القانون وتحقيق أغلب ما نريد كمواطنين محبين لوطنهم، دعونا نفرح بانتصارات اليمن، وأحسب أن التحالف لن يترك اليمن إلا وقد تحررت من الصفويين عملاء إيران، وخونة صالح.
بإذن الواحد الأحد ستحرر اليمن، وسيضاف إلى قوات التحالف جيش آخر قوي وهو الجيش اليمني، هزائم الحوثيين جعلتهم يهرعون إلى مسقط طلباً للحوار، وطلباً لتنفيذ توصيات المؤتمر الوطني، الذي انقلبوا عليه، وأرادوا الاستئثار بالسلطة، اليوم هم يريدون الحوار بعد هزيمتهم في عدن ولحج وأبين والبقية تأتي.
تتشابه المواقف كثيراً، فمن كفر بالحوار بالبحرين وأراد تعطيله وانسحب منه أكثر من مرة، عاد ليتباكى وينوح ويلطم ويطلب إعادة الحوار، كل ذلك يحدث حين هزموا على الأرض، ولذلك دلالات كثيرة، أهمها وأولها هو ألا تجعل الدولة طرفاً يستقوي عليها بالسلاح، أو الإرهاب، حتى يملي على الدولة من فوق طاولة الحوار ويلوي ذراع الدولة والمجتمع، هذا أهم الدروس ونتمنى أن تعلم من ذلك.
** تجميل شارع البديع..!!
أعلن مسؤولون في وزارة الأشغال، وفي هيئة الثقافة عن إطلاق مشروع تجميل شارع البديع.
المبدأ جميل للغاية، ونفرح لتجميل شوارع البحرين كلها، والمشروع في حد ذاته رائع وطيب، لكن السؤال هنا: هل اختيار الموقع يساعد في استمرارية (التجميل) مدة طويلة؟
أم أن الحرق والتخريب سيطال كل شيء، فالشارع المذكور جراء الإرهاب اليومي تحول إلى شارع من السواد والحفر، والأماكن التي حوله صابها السواد وطالها الحرق، فهل من الحكمة أن أجمل شارع يضربه الإرهاب كل يوم؟
أليس من باب الأولويات أن أجمل الشارع القادم والمؤدي إلى جسر الملك فهد كشارع هام ويستقبل الزوار كل يوم؟
الرؤية الوطنية مازالت غائبة عن بعض المشاريع..!