الرأي

إيران والخليج.. ما بعد 2030

نظــــــرات









مطلع العام الجاري قدم عراب السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط، مارتين إنديك، رؤيته لإدارة الرئيس أوباما يتحدث فيها عن فشل استراتيجية الرئيس الأمريكي في المنطقة، حيث انتقد إنديك إدارة البيت الأبيض لأنها لا تملك استراتيجية شاملة لإدارة الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة.
شملت هذه الرؤية ثلاثة تصورات، ركز الأول على كيفية إقامة نظام إقليمي أمريكي-إيراني في الشرق الأوسط، وتتضمن هذه الرؤية القيام بتسوية شاملة مع طهران، بحيث تتوقف عن دعم تنظيمات حزب الله وأنصار الله، بالإضافة إلى رفع اليد عن الرئيس الأسد على غرار ما حدث لرئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، وأيضاً تشمل التسوية رفع الدعم عن المنظمات الفلسطينية مثل حماس والجهاد.
أما التصور الثاني فهو يعتمد على استمرار التحالفات القديمة بين واشنطن مع الأنظمة التقليدية في المنطقة، مثل السعودية وتركيا ومصر وإسرائيل، والهدف هنا إحداث توازن مع طهران. وبرر إنديك هذا التصور على أنه سيساهم في إعادة الثقة بالسياسة الأمريكية، ويضمن مشاركة «الحلفاء السنة» في مواجهة داعش.
التصور الثالث الذي قدمه مارتين إنديك يعتمد على تسوية محدودة مع طهران تتعلق بالبرنامج النووي الإيراني فقط، على أن يتم احتواء إيران وموازنتها عبر الحلفاء التقليديين لواشنطن بتوفير مظلة ردع نووية لهم. ويشمل التصور كذلك تجاهل واشنطن لسياسات النظام المصري الداخلية، وأن يتم التقرب من السعودية بتجاهل الإخوان المسلمين والدعم التركي، وأيضاً مواجهة نظام الأسد، والإسراع في تفعيل مبادرة السلام العربية لمعالجة المشاكل العالقة بين الفلسطينيين وإسرائيل.
ثلاث تصورات مهمة قدمها إنديك، ومن الواضح أن إدارة أوباما قررت واختارت خيارات تمثل مزيجاً من التصورات الثلاثة، ونتيجتها معقدة، ولا يمكن تحديد نتائجها في ظل قرب انتهاء الفترة الرئاسية الثانية للرئيس الأمريكي وتزايد التوقعات بأن يكون سيد البيت الأبيض جمهورياً بعد سنوات قليلة.
وبعد توقيع الاتفاق النووي الإيراني فإنه يحق خليجياً التساؤل عن مستقبل البرنامج النووي الإيراني بعد العام 2030، عندما ينتهي الاتفاق، هل سيتم تجديده؟ أم حينها ستكون إيران في حل من أي التزام دولي، ويحق لها الإنتاج أو الإعلان عن قنبلتها النووية؟
ما هي التصورات الخليجية لمرحلة ما بعد الاتفاق النووي، وإن كانت مرحلة مبكرة في منطقة استقرت فيها الفوضى منذ سنوات قليلة. فكرة إنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل باتت خيالية، وفكرة توازن الرعب النووي هي الأكثر احتمالية، فمن الواضح أن هناك رغبة خليجية لموازاة أي مساع إيرانية لامتلاك السلاح النووي مهما كانت الكلفة.