الرأي

أين نصرف إنذارات الإعلام..؟!

أبيــض وأســود



جزء من حالة فوضى الحريات، أو فوضى التعديات على الآخرين التي أشرت إليها في عمود الأمس، تنطبق على وسائل إعلامية دأبت على ضرب كل ما يمثل الدولة ويمس الدولة، ويمس المكون الأصيل والراسخ والكبير في المجتمع البحريني بصورة ممنهجة وبعمل موجه بالتوقيت المحدد، وإن كانت هذه هي (الحريات) فإنها أقبح وأبشع أنواع الحريات التي تنال من الوطن والمجتمع البحريني الأصيل.
ليسمح لي الأخوة الكرام في وزارة شؤون الإعلام، فما دمتم تتقبلون كل الإساءات لأهل البحرين وضرب المكون الرئيس، وضرب الدولة وشخوصها تحت بند حرية الرأي والتعبير، فعليكم أن تتقبلوا منا حرية الرأي التي نأمل ونرجو أن تكون حرية من أجل الوطن والمجتمع البحريني، لا من أجل تحين الفرص لضرب الوطن والمجتمع.
بالله عليكم كم من إنذار تم توجيهه إلى وسيلة إعلامية بعينها، في فترة زمنية قصيرة؟
السؤال هنا: هل إجراءاتكم تقف فقط عند حد توجيه (إنذار أصفر) للصحيفة المعنية؟
هل هذا هو القانون فقط؟
لماذا أوقفت صحيفة أخبار الخليج عن الصدور كعقاب على مقال عن خامنئي، ولا تعاقب صحيفة على ذات الفعل برغم الإساءة لأهل البحرين؟
أنا كمواطن بحريني، أين أصرف إساءة تشبيه أهل البحرين باليهود والنصارى..؟
أين أصرف إنذاركم الذي أصبح محل تندر من أهل البحرين؟
الغريب أن ما جاء في فحوى الإنذار يحتاج إلى أن يقوم أهل البحرين بمنح هيئة شؤون الإعلام إنذاراً، فقد جاء في حيثيات إنذاركم (بسبب نشر معلومات غير صحيحة) وكأن العمود المشار إليه ينتقد وزارة من الوزارات وقال معلومة خاطئة، وليس تشبيه الكاتب لأهل البحرين باليهود والنصارى..!
حتى صيغة الإنذار صيغة خاطئة ركيكة، ولا تضع النقاط على الحروف، ولا تقول للناس ماذا بعد كل هذه الإنذارات التي أصبحت مضحكة لأهل البحرين؟
حتى في كرة القدم، حين يحصل اللاعب على إنذارين صفراوين في ذات المباراة فإنه يطرد من الملعب، لكن إنذارات هيئة شؤون الإعلام تعتبر (حلول يمعه) وجودها والعدم واحد.
كان أقذر وأقبح ما فعلته تلك الصحيفة التي تعبر عن الجمعية الخائنة، وتعبر على توجه الولي الفقيه، ما قامت به في العام 2011 حين نشرت أخباراً ملفقة كاذبة لأحداث تظهر تعدي رجال الأمن في بلدان عربية وغير عربية ونسبها إلى شرطة البحرين، حتى تزيد الحنق الشعبي على الشرطة، وحتى توصل رسالة إلى السفارات بأن شرطة البحرين تنتهك القوانين وتقوم بأعمال تعذيب واستباحة للأعراض.
كان ذلك في عام الانقلاب الفاشل، أقبح الوجوه تلك الوجوه الخائنة لوطنها، التي تنتظر السفينة أن تميل فتخرج خناجرها لتضرب في الظهر، وهذا ما حدث فعلاً من وسائل إعلامية، ومن جمعيات، ومن شخوص، ومن تجار، ومن شعراء، ومن أعضاء بمجلس الشورى..!
هذه وقائع حقيقية حدثت أمامنا، وليست اتهامات، كل شيء موثق ومثبت، بالتاريخ وبالتصريح، فلا يحتاج إلى أدلة وإثباتات، لكن ما نقول للذين تهون عليهم أنفسهم، (فمن تهن عليه نفسه، فكيف تكرمه) وهو الذي يهين نفسه بنفسه..!
لم يقتصر الأمر على الخيانة العظمى في 2011 (وللحقيقة فإن من أخبر الأجهزة الأمنية عن تلفيق الأخبار في تلك الصحيفة عميل مزدوج، هو الذي أبلغ عن تلفيق الأخبار وحصل على المقسوم وقتها، وهو الذي أساء مؤخراً لأهل البحرين أيضاً، هذه معلومة على الطاير فقط، ولدينا مزيد) بل تجاوزت ذلك إلى إساءات كثيرة أخرى.
فالذي يقود سفينة الدجل يقع في شر أعماله، حين قال كلمة وقد خرجت في ذلك الوقت حين قاموا بالاعتداء على طبيبه من أهل البحرين بالضرب، وقال لها: (إنتوا الطالعين وإحنا الباقين) وهذا كلام طائفي لا يحتاج إلى تفسير وإثبات، فقد نشرت الصحافة الواقعة، وكتب كتاب الأعمدة عنها، فإذا كان قائد سفينة الدجل بهذه الطائفية، فماذا تتوقعون؟
إليكم أيضاً بعض ما دأبت عليه من يلفقون الأخبار، ويشوهون سمعة وطنهم كلما سنحت لهم الفرصة:
• نشر موضوع عن الدعارة منتصف القرن الماضي ومكان فريج الدعارة، والهدف كان إلحاق هذا الفريج بمكون أصيل من أهل البحرين، بينما مكان الفريج يقع في مكان آخر وهو بمنطقة النعيم أو يقاربها، مما أثار حفيظة أهل تلك المنطقة من عوائل بحرينية كريمة، وقاموا بالرد على صحيفة موضوع الدعارة..!
• نشر موضوع ملفق وغير صحيح (في توقيت الفورمولا 1) لسيدة تجمع القمامة من حاوية القمامة مع أن الصورة في إحدى القرى، وأنها تقتات من القمامة هي وعائلتها، واتضح أن الموضوع ملفق تماماً، وهذه السيدة تتلقى معونات ومساعدات من الدولة، وقد فضحت الصحيفة وزارة التنمية الاجتماعية حين نشرت مجموع ما تتلقاه السيدة.
• في اليوم العالمي للمرأة نشرت الصحيفة خبراً عن طرد العاملات بمشروع الصوف وتم تكسير معداتهن ورميها، وزارة التنمية الاجتماعية ردت على فبركة الموضوع والصورة المفبركة بأن العاملات لم يطردن وإنما تم نقلهن إلى مكان حضاري أكثر، واتضح كذب الخبر وتلفيقه، وتم فبركة الصورة مع الموضوع.
• أما موضوع تحريف وتزوير التاريخ لأبعاد طائفية، فقد تجلى ذلك في ما كتبه (كبيرهم) حين أراد الكذب على الناس، وقال إن سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ورضي الله عنه، كان أول من قتل في المسجد (عطفاً على حادث تفجير مسجد بالكويت).
وكانت هذه السقطة كارثة كبيرة لم ينفع معها اعتذار، فالجميع يعرف أن أبا لؤلؤة المجوسي (الذي يحتفل بقبره الوهمي في طهران، ويطاف حوله) هو أول قاتل في المسجد حين قتل سيدنا الخليفة العادل (الذي فتح بلاد فارس، وفتح القدس الشريف) عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكان هذا أكبر دجل وبهتان وتزوير للتاريخ، وهذا ليس بمستغرب على من امتهن الكذب والدجل والفبركة وكان الهدف من ذلك هو هدف طائفي..!
بالله عليكم يا وزارة الإعلام، عن أي إنذارات تتحدثون (بلوها وشربوا مايها) يبدو أنكم أخذتم دور اتحاد الكرة، وأنتم اليوم تتفرجون على كل هذا الدجل، وكل هذه الإساءات، التي تختار توقيتاً محدداً للإساءة للبحرين، مثل اختيار توقيت معرض الطيران، أو الفورمولا1، أو مؤتمر المنامة، أو يوم المرأة العالمي، كل ذلك يحدث بشكل ممنهج مدروس، والهدف هو الإساءة للبحرين وحكومتها، والإساءة إلى أهل البحرين.
مجموعة التجاوزات المذكورة، إنما هي من الذاكرة فقط، وبالتأكيد لدى وزارة الإعلام أرشيف الإساءات، لكنكم على ما يبدو في حالة وئام وانسجام وتودد، مع من يقوم بهذه الإساءات، وقد ظهر ذلك جلياً في مناسبات عدة.
كل الأخبار الداخلية أو الخارجية التي فيها إساءة للبحرين، تتصدر الصفحة الأولى لتلك الصحيفة، فماذا تسمون ذلك؟
هل من يفعل ذلك هو إنسان مهني؟ إنه إنسان تسري في عروقه دماء الخيانة، وضرب الوطن وأهله وحكومته، والإساءة الدائمة للمكون الرئيس في البلد، وهو يعمل ضمن مشروع الولي الفقيه، ومشروع الجمعية الخائنة.
من شبه أهل البحرين بالتشبيهات السيئة والمنحطة، عليه أن ينظر إلى وجهه في المرآة، وفي وجوه من هم حوله، حتى يأتيه الانطباع الحقيقي الواقعي عما كتب..!!