الرأي

من المحلي إلى الإقليمي.. «ملكني هوى البحرين»

نبضات



ترفعت على خلافاتها الداخلية وتوتراتها الوقتية، لتقف صفاً واحداً متراصاً في وجه كل من أراد بها شراً، اجتمعت في صرخة «لا» على قلب رجل واحد، لا للإرهاب، لا للتدخلات الإيرانية، لا للمزيد من المماحكات السياسية غير المجدية، مطالبة بحلول جذرية.. إنها دول الخليج العربي، التي أفزعت باتفاقها الأخير دولاً معادية وخصوماً، باتت تبحث عن ثغرات جديدة لاختلاق الفتنة والفرقة بينها.
ولكن.. أثمة حلول جذرية وقفت دولنا الخليجية عليها أو عملت على تطبيقها؟! يبدو لي أن إجابة السؤال جاءت تترنح خجلى من بعيد، رغم المزاج العالي للتصالح الخليجي، والتكاتف الملحوظ في رأب الصدع الداخلي لمواجهة الأخطار باستجماع القوى، إلا أن مزيداً من التحديات الكبرى التي تواجه الخليج العربي في توحيد سياساته إزاء بعض القضايا والتهديدات في المنطقة؛ لاسيما إيران، مازالت تنغص الكثير من فرحة الوحدة وتعرقل مشروعاتها.
لطالما نادينا في أوقات سابقة كثيرة بأهمية العمل على وضع خطة استراتيجية إعلامية لمواجهة الأخطار التي تهدد المنطقة، ومازلنا نجدد الدعوة ونقف على أهميتها وإن عاد تنفيذ تلك الخطة داخل كل دولة على حدة وفق خطتها التنفيذية الخاصة المنسجمة مع الوضع السياسي والاقتصادي والعلاقات الدبلوماسية وعلاقات الجوار التي تحدد خصوصية كل بلد. إن لم نجد الاتفاق الكامل فلا ضير من الاتفاق في الأهداف والرؤى العامة، والعمل بالحد الأدنى من الاتفاق على تجنب بعض الإشارات وتعزيز أخرى في الإعلام الخليجي بما يكرس لصورة نمطية معينة حول الخليج ومواقفه من الأخطار التي تهدده.
إننا بحاجة للعمل وفق منظور متزن، في برامج خالية من الانفعالية، منزوعة «الشياط» الخليجي عند كل تصريح خارجي مهدد أو فتان. علينا العمل بصمت ونفس طويل، والتخلي عن سكرة الأزمات الوقتية، التي ما أن نخلعها حتى خلعنا معها جل قضايانا المصيرية ووضعناها في رف النسيان، إلى أن يأذن آخرون من الخارج بإيقاظ فتنة جديدة.
تتوالى الفتن والتحريضات والتهديدات على الخليج العربي وخصوصاً البحرين منذ أعقاب الثورة الخمينية حتى يومنا هذا، فهل ثمة ما أعددناه لأي مرحلة من تلك التي شهدتها البحرين؟! نتوقع علانية بعض المنغصات المستقبلية في بلادنا والمنطقة عموماً، فهل نملك استعداداً ما، ما عدا استعدادات أمنية أنهكت رجال أمننا وأتلفتهم دون الوصول لحلول حقيقية؟!
نحتاج اليوم أن نضع أدواراً واضحة لإعلامنا الخليجي، وما الذي نطمح لتحقيقه من خلاله، نحتاج لشراكة المؤسسات الإعلامية شراكة حقيقية مع المؤسسات الأمنية والثقافية والاقتصادية، والتعامل بمبدأ «البروبوغندا الدفاعية»، بعد تكريس الثقافة والهوية الوطنية الأصيلة، نحتاج لأن نضمن إنتاجنا الإعلامي رسائل القوة والمنعة والقدرة، وأن نرفع من مستوى الوعي السياسي المطروح في الإعلام وخصوصاً في البحرين.
إننا بحاجة ماسة للعمل على تأسيس برامج تكرس الفكر الوحدوي على المستوى المحلي والإقليمي في الخليج العربي، ومن المهم جداً أن تتعاطى دولنا بنفس جماعي وحدوي يدرك أن الهدف من زعزعة أمن البحرين هو ضرب الخليج من خاصرته، لاسيما لما تحظى به من مكانة وأهمية بالغتين بالنسبة له، ما يدعو لتعزيز المواقف الخليجية بصفة منظمة لدعم البحرين على المستوى الإعلامي بنوعية ما يقدم من قضايا.
يتطلب الأمر وقفة جادة لتقييم الظرف الذي تشهده كل دولة على حدة، والوقوف على مقومات القوة ونقاط الضعف، وتكريس مفهوم الوحدة الوطنية بغرس ثقافي ناضج ومتزن بعيد عن نمطية التلقين التي نقلت عدواها من مناهجنا التعليمية إلى إعلامنا الوهن – مع الاحترام، لنا في بعض النماذج قدوة، وتجارب جديرة بالاستفادة منها، كالتسويق الذكي للإمارات من خلال إعلامها، وثقافة «ارفع راسك انت كويتي» والاعتزاز بالانتماء للكويت، الاعتزاز الذي لا يترجمه الحد الأدنى من إعلام بعض دولنا الخليجية كالبحرين والسعودية.
- اختلاج النبض..
منى النفس.. أن تكون للبحرين صورة حقيقية تقدمها للخليج العربي والعالم أجمع.. تغرس في نفوس مواطنيها وتمتد لمقيميها، ملؤها الاعتزاز النابع من ثقة ورفاه بالغين، غير أن لذلك مقومات لا نجدها تتحقق بعد، فهلمي يا 2030 وحققي حلمنا الوردي على عجل. إلا أنه ورغم ذلك.. ملكني هوى البحرين.