الرأي

هو العدل الإلهي يا صديقي

بنــــــــــادر



أنا واحد من المؤمنين إيماناً مطلقاً بأن كل فعل يقوم به الإنسان، بعد وصوله إلى سن الرشد، يكون مسجلا في صحفه الكونية، سواء كان هذا الفعل جيداً أو سيئاً، فإذا كان سيئاً فهو لن يغادر الأرض قبل أن يعاقب على فعله السيئ، وإذا كان جيداً فسوف يكافأ بما قدمه من خير إلى الآخرين.
في قانون الكرما الهندي، وهو قانون العقاب والثواب في الحياة الدنيا، يقول هذا القانون إنه لا يوجد مجال للهروب من هذه الأفعال، لا مجال للتغاضي عنها حتى لو سامحه من تضرر منه، فإنه لا بد للكون أن يأخذ حقه من هذا الظالم أو السارق أو القاتل، بصورة أقسى إضعاف المرات مما قام به.
ولقد رأيت في الحياة التي عشت مجموعة من الناس الذين ظلموا غيرهم، وشاهدت بعيني نهايتهم المفجعة والتي أثبتتت أمامي صحة قانون الكرما، أو قانون العدل الإلهي، الذي لا يمكن الفكاك منه إلا عبر تنفيذه على الأرض.
وقبل فترة قصيرة قرأت في أحد المسجات التي تصلني وأنا أحفر في فضاءات الإنترنيت، قصة عن العدل الإلهي، تعلمنا أن العقاب والثواب، خاصة المرتبطة بالعلاقة مع أمثالنا من البشر الذين يعيشون في هذا الكواكب ويتنفسون من هوائه ويشربون من مائه، هذا العقاب قادم، فعلينا الامتناع عن الأفعال السيئة لكي لا يقترب منا، تقول الحكاية..
خرج موسى «عليه السلام» يوماً لمناجاة ربه سبحانه، ثم سأل ربه قائلاً: يا رب كيف يأخذ الضعيف حقه من القوي؟
أجابه ربه سبحانه: اذهب بعد العصر إلى مكان كذا.. في يوم كذا.. لترى وتعلم كيف يأخذ الضعيف حقه من القوي.
ذهب موسى إلى المكان، فرأى شلالاً من الماء يخرج من جبل، جلس موسى ينظر متفحصاً متأملاً، فإذا بفارس يأتي راكباً ناقة له يريد الماء، نزل الرجل عن ركوبته وخلع حزامه الذي كان يعيق حركته أثناء وروده للماء ووضعه على جانب قريب منه، شرب الفارس واغتسل ثم انصرف ناسياً حزامه الذي وضعه في مكانه.
جاء غلام صغير راكباً حماراً إلى شلال الماء، اغتسل وشرب أيضاً ثم حمد الله تعالى، وعندما أراد الانصراف وقعت عينه على حزام الفارس الذي كان قد نسيه بجوار شلال الماء، فتح الغلام الحزام فإذا هو ممتلئ بالذهب والأموال والمجوهرات النفيسة، فأخذه وانصرف.
وبعد ذهابه بقليل أقبل على الماء أيضاً شيخ عجوز ليشرب ويغتسل، وبينما هو كذلك، جاء إليه الفارس الذي نسي حزامه عند شلال الماء مسرعاً يبحث عن حزامه فلم يجده، سأل الفارس الشيخ العجوز: أين الحزام الذي تركته هنا؟ أجاب الشيخ لا أعلم و لم أرَ هنا حزاماً. فأشهر الفارس سيفه وقطع رأس الشيخ العجوز.
كان موسى عليه السلام ينظر ويتأمل ويفكر، ثم قال: يا رب إن هذا الفارس ظلم عبدك الشيخ العجوز.
قال له ربه: يا موسى.. الشيخ العجوز كان قد قتل أبا الفارس منذ زمن وهرب، أما الغلام فكان أبوه قد عمل عند والد الفارس عشرين سنة ولم يعطه حقه.
فالفارس أخذ بحق أبيه من الشيخ العجوز القاتل، والغلام أخذ بحق أبيه من الفارس، وسبحان من سمى نفسه الحق ولا تضيع عنده المظالم.
إنه العدل الإلهي قد يتأخر بعض الوقت ولكنه لا يمحى.