الرأي

ما وراء داعش.. سيناريوهات المستقبل

نظــــــرات



في ظل تعدد التصورات والرؤى لمستقبل منطقة الشرق الأوسط مع انتشار الجماعات الراديكالية المتطرفة وممارساتها الإرهابية، والفوضى المستقرة التي تتسع، كيف سيكون المستقبل؟
السيناريوهات المحتملة كثيرة، ولكن يمكن اختصارها في ثلاثة ألوان أساسية لاستيعاب ملامح المستقبل رغم المتغيرات والتحولات المعقدة التي لا تساعد على حسم القضايا والأزمات العالقة. تبدأ السيناريوهات الأكثر احتمالاً من اللون الأصفر، ثم تنتقل بتفاؤل إلى اللون الأخضر حيث يحمل الحسم، أما اللون الأحمر فيمثل الأسوأ لدول مجلس التعاون والشرق الأوسط، وننتقل إلى السيناريوهات:
السيناريو الأصفر؛ هو سيناريوهات المواجهة المفتوحة، مما يعني استمرار الصراع بين مختلف الأطراف المحلية والإقليمية والدولية، والسبب تمسك كل طرف بأجنداته ووجود رغبة في إطالة أمد الصراع لدى بعض الأطراف. وفي النهاية، فإن هذا السيناريو يعتبر الأكثر احتمالاً، ولكنه بعبارة أخرى معركة صفرية تكون فيها كافة الأطراف خاسرة، لأن الصراع بمختلف مستوياته سينهك الدول والمجتمعات ولن يؤدي إلى نتيجة. ويمكن تشبيه هذا السيناريو بـ (الحرب على الإرهاب) الذي أطلقه الرئيس الأمريكي الجمهوري جورج بوش الابن عام 2001، وهي حرب مازالت مستمرة، ولا يبدو أنها ستنتهي في يوم ما.
السيناريو الأخضر؛ هو سيناريو الانتصار على التطرف، بمعنى قدرة الأطراف المشاركة في الحرب ضد الإرهاب حالياً على مواجهة الجماعات المتطرفة مثل داعش وولاية الفقيه. وهذا السيناريو يتطلب استراتيجية ذكية وعملاً جماعياً مشتركاً يقوم على المصالح والتعريف المشترك للتطرف ومصادر الإرهاب، إلا أن غياب العمل الجماعي والتعريف المشترك سيقود إلى ما هو أسوأ وهو السيناريو الأحمر.
السيناريو الأحمر؛ هو أسوأ السيناريوهات على الإطلاق، لأن نتيجته انتصار قوى التطرف، وأسبابه كما ذكرنا غياب العمل الجماعي والتعريف المشترك للتطرف ومصادر الإرهاب. ومتى ما تحقق هذا السيناريو فإننا بصدد خليج عربي جديد، وشرق أوسط جديد لا نعرف شكله، ولا يمكننا توقع مستقبله لعقود مقبلة.
هــــذا الملخـــص لكافـــــة السيناريوهات المحتملة لما بعد الحرب ضد داعش وولاية الفقيه، رغم أن الحرب ضد الأخير مازالت في بداياتها المتواضعة. ولكن كما في تقنيات ابتكار السيناريوهات، كافة الاحتمالات واردة وفقاً لطبيعة المتغيرات والتحولات الدولية والإقليمية، خاصة إذا ما تم احتساب مصالح وأدوار القوى الإقليمية المتصارعة وكذلك الدولية. بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه السيناريوهات قابلة للتحكم طبقاً للاستراتيجيات التي يمكن أن تتبعها دول الخليج العربي والدول العربية الأخرى إذا استشعرت فعلاً أنها أمام تهديدات حقيقة تمارس مصيرها ووجودها الجغرافي والتاريخي.