الرأي

موالو إيران.. صراخهم على قدر الألم

اتجــاهـــات






جن جنون الطابور الإيراني الخامس في البحرين أمس الأول، ووصلوا لمستوى الصراخ والسباب المتواصل في مواقع التواصل الاجتماعي، فقط لأن أبناء البحرين «المخلصين» الموالين لها لا لغيرها، وقفوا صفاً واحداً وقالوا لا للتدخلات الإيرانية.
أي وطنية كاذبة هذه حين يدعونها في أوقات عديدة؛ لكن عندما تحين «ساعة الحقيقة» وتكون إيران في الصورة يعوج اللسان وتنقلب الوجوه ويختفي من يتصدر الساحة الإعلامية حينما يكون الموضوع شتم البحرين والنيل منها ودس السم في الكلام غمزاً ولمزاً بهدف استهداف قيادة البلاد.
هذا النموذج الذي برز أمامنا يختزل الصورة، يبين كيف أن هذا حال كثيرين ممن ولاؤهم لإيران لا يقبلون انتقادها بحرف، لكن في شأن البحرين يفرحون بنقدها وشتمها، وحتى الفبركة وتزوير الحقائق للنيل منها.
عودوا بالذاكرة وتذكروا الوفاقي خليل مرزوق في برنامج «الاتجاه المعاكس» في قناة الجزيرة قبل أربعة أعوام، كيف شوه صورة البحرين وحاول النيل من كل مكتسبات المشروع الإصلاحي وانتقص من البرلمان رغم كونه عضواً فيه، وحينما سأله المقدم الدكتور فيصل القاسم عن إيمانه بولاية الفقيه التي تعني إيران ولا أحد غيرها «تلعثم» مرزوق وثقل لسانه.
هذه المواقف تكشف حقيقتهم، تسقط الأقنعة، ويفترض بأنها تفتح عيون الدولة في إطار التزامها الدستوري بحماية البلد وأهله المخلصين.
وبمناسبة الحديث عن الوفاق؛ فمن الاستحالة أن نرى لها حرفاً واحداً ينتقد إيران، وكيف تنتقد نظام الخامنئي والأخير هو الذي عمد مرجع الوفاق عيسى قاسم ومنحه صفة «آية الله»، والله منهم بريء.
طبعاً لا داعي لذكر الأتباع والأذيال من جمعيات، فهم مجرد عدد تستخدمه الوفاق، وهم يتبعون الرأس أينما ذهب، لكن نقول العار لكم على قبولكم استهداف بلادكم العربية الخليجية.
وعن الإعلام الأصفر يطول الكلام؛ لكنه يضحك لضخامة المهزلة، فالتعاطي الوطني من قبل الشعب المخلص للبحرين للقضية وموجة الغضب ضد التصريحات الإيرانية وكأنه شيء لا يعنيهم، وكأن البحرين لم يكن فيها شيء سوى القضايا التي يلوكونها ويطرحونها يومياً بنزعة طائفية صريحة، أهذا إعلام بحريني يدين بالولاء للبلد وقيادته وجلالة الملك؛ أم إعلام إيراني تابع للخامنئي؟!
اصرخوا على إيران وفشل مخططاتها تجاه البحرين، فصراخكم على قدر الألم، وسيستمر بإذن الله.
لكننا نقول ختاماً للدولة التي ندافع عنها ونواليها، لا توجد دولة في الخليج تقبل بأناس داخلها يشتمونها علانية ويناهضونها صراحة ويصطفون على المعتدي الأجنبي ضدها، لا توجد دولة تقبل بإعلام أياً كان من داخلها يعمل وكأنه إعلام لدولة طامعة يعمل كل يوم على ضرب البلد ومؤسساته واستهداف مسؤوليه ويغمز ويلمز رموز الحكم.
هذه ليست حرية تعبير، هذا غض النظر عن خناجر داخلية تحاول أن تتمكن من جديد لتضرب البلد الذي تدعي أنها تنتمي له.
الانتماء والوطنية والإخلاص للبلد ليست كلمات تكتب وأقوال تصدر أو توقيعات على وثائق استنكار تتم بنية «التقية السياسية»، بل بمواقف مخلصة ترفض أي إساءة للبلد من أي كان.
جزى الله المصائب عنا خيراً في البحرين، إذ عرفتنا من هو مخلص لهذا البلد ومن هو مخلص لإيران ومرشدها.