الرأي

تطلعات صيف البحرين

على خفيف







في البداية يجب أن نعترف أننا نعيش في واحدة من أحر المناطق في العالم، وأنه عندما يأتي موسم الصيف فالكل عندنا يبحث عن وسيلة وعن مكان لإطفاء نار ساعات وأيام وشهور الصيف الطويلة، وفي الدول التي تقع معنا في منطقة واحدة، أو تلك التي تقع في مناطق ملتهبة مثلنا ليست هناك من وسيلة لإخماد حرارة الصيف إلا الماء.
وحدها التي آثرت أن تشذ عن الدول الأخرى المجاورة والبعيدة واختارت أن تتصدى لحرارة الصيف ببضعة عروض موسيقية ومسرحية تقام لساعات محدودة في المساء بالصالة الثقافية، حيث تنخفض درجة الحرارة كثيراً ويخلد الناس وخاصة الأطفال في بيوتهم وأسرّتهم.
الدول التي مثلنا يحيط بها البحر من كل اتجاه وتتكون من عدة جزر تفتح الواجهات البحرية وتقيم المشروعات بهدف تطويرها، تحول السواحل الكثيرة والمنتشرة في المدن والقرى إلى شواطئ وتزودها بمتطلباتها من نظافة وحماية بحرية إلى رمال نظيفة ومظلات وأكشاك لبيع المشروبات والمأكولات وغيرها من احتياجات الشواطئ المعروفة، ومن ثم تجعل من هذه الشواطئ أماكن عامة يقضي الناس فيها أيام الصيف بكاملها بما فيها ساعات المساء التي لها طعم خاص ووسائل ترفيه مختلفة على الشواطئ، الموسيقى واحدة منها..
وحدها البحرين (غير وغير) التي توازن بين مفاخرتها بأنها تتكون من 33 جزيرة، كل جزيرة أجمل من أختها، وكل جزيرة تحيط بها السواحل وتنتشر بها الشواطئ، وبين كون هذه الجزر والسواحل إما مهملة أو محجوزة أو مغلقة، وفي جميع الحالات يصعب على الناس في الصيف وفي كل الفصول الوصول إليها والتمتع بمائها ورملها.
منذ الاستقلال وكل وزير بلديات يأتي يدلي بأول تصريح له يقول فيه: لدي تعليمات وتوجيهات بأن تقوم وزارتي بتطوير وافتتاح أربعة أو خمسة شواطئ هذا العام..
ويذهب الوزير ويأتي الذي بعده ليعيد على مسامعنا ما قاله سلفه، وتبقى السواحل مهملة، مغلقة، محجوزة، وبالمقابل تصرف ملايين الدنانير التي يفترض أن تستخدم في تطوير السواحل والشواطئ والجزر على استيراد المزيد من الفرق الموسيقية الأجنبية لإحياء ما يسمى بمهرجان صيف البحرين، حيث تصم الآذان وتصمت الأفواه وتغمض العيون بضجيج الموسيقى، وتطير الطيور بأرزاقها من فوق الشواطئ المغلقة إلى أجل غير مسمى.