الرأي

تحرير عدن.. الرد الخليجي على الاتفاق النووي

ورق أبيض




لم يتأخر الرد الخليجي كثيراً بعد إعلان الدول الكبرى، بقيادة الولايات المتحدة، وإيران للاتفاق النووي، حيث أعلنت لجان المقاومة في الجنوب اليمني عن بدء عملية تحرير عدن، وكان هذا الرد الطبيعي والواقعي على التجاهل أبدته الإدارة الامريكية لمخاوف دول الخليج العربي خلال السنوات الماضية.
ويبدو أن باراك اوباما سيعيد، مرة أخرى، خطيئة سلفه، الديمقراطي، بيل كلينتون عندما آمن بأن بإمكانه احتواء كوريا الشمالية، عبر اتفاق نووي شبيه بما وقع أمس بين الدول الكبرى وإيران، ليتفاجأ العالم بعد ذلك أن لدى كوريا الشمالية عدداً من القنابل النووية وترسانة كبيرة من الأسلحة متوسطة وطويلة المدى.
الخطأ التاريخي يكرره أوباما اليوم، رغبة منه في ستر سوأته أمام العالم، فرغم ولايتين في البيت الأبيض، لم يحقق أوباما ما وعد به ناخبيه، سواء على مستوى السياسة الخارجية، أو على المستوى الداخلي.
هذا الخطأ التاريخي الذي يرتكبه أوباما، لم يكن له أن ينصلح إلا بالرد الحاسم الذي أعلن بالتوازي مع إعلان الاتفاق، وهو انطلاق عمليات «السهم الذهبي»، والتي بدأت تؤتي ثمارها بسرعة البرق، حيث تم تحرير معظم مناطق عدن من مليشات الحوثي وقوات صالح، وبدأت قوات الشرعية اليمنية، ممثلة في لجان المقاومة الشعبية، بدعم من طيران التحالف بالسيطرة على معظم مناطق عدن وبالتحديد مطار عدن وخور مكسر ورأس عمران...
هذه السيطرة كانت الرد العملي والسريع على التجاهل الأمريكي لرغبات الخليج، حيث حاول أوباما المغامرة بعلاقات خليجية - امريكية تمتد لعقود في مقابل ستر عورته بخروج مشرف من البيض الأبيض، لذلك رأيناه قبل أسابيع ينهي عقود قطيعة مع كوبا، واليوم مع إيران، وهي ما تبقى له أملاً بالخروج المشرف.
الرد العربي الخليجي على الاتفاق كان بالإعلان عن قدرة دول التحالف، بقيادة المملكة العربية السعودية، لإدارة شؤون المنطقة، وفرض سيطرتها على الأرض، حتى دون أي دعم أمريكي وخارجي، فواقع الحال يقول إن من وقف في وجه التمدد الإيراني في جنوب الجزيرة العربية هي السعودية، ومعها عدد من الدول، بعضها كانت مترددة والبعض مشاركة بصورة رمزية، فتحملت السعودية منفردة عبء الحفاظ على أمن حدودها الجنوبية، وعبء إعادة الشرعية إلى اليمن..
- ورق أبيض..
ينشغل العالم، ومعه كل المنظمات الحقوقيـة والإنسانيــة، بكـل قضايـــا شعـــوب الأرض، فنراهــــم يتابعـــــون اللاجئين والنازحين في كل بقاع الأرض، يساندونهم ويدعمونهم، ويصدرون عشرات البيانات من أجل حمايتهم، بل وقد يصل الأمر إلى التدخل في سياسات الدول وسياداتها من أجل ذلك.
كل ما تقدم لم نرَه في جنوب اليمن، حيث تعرض الجنوبيون، وعلى مدى أشهر طويلة، لعملية إبادة مخطط لها من قبل الحوثي ومليشيا علي عبدالله صالح، وبمساندة عدد من القيادات السياسية والقبلية هناك، ورغم كل ذلك لم نرَ المنظمات الحقوقية تصدر حتى بياناً واحداً تطالب بحماية المدنيين الجنوبيين.