الرأي

وعين الرضا..

من القلب







لاشك بأن الإعلام الغربي يلعب دوراً ملوناً في نقل المعلومات والأخبار، خصوصاً في ما يتعلق بأخبار دول الشرق الأوسط بصورة عامة، ودول الخليج العربية -منها البحرين- خاصة، فالإعلام الغربي لم يعد يتحرى المصداقية في بث ونقل الأخبار المغلوطة والمشكوكة والسوداء عن دولنا، في محاولة يائسة من إعلامهم للحفاظ على مخزون إخباري تشوبه الإثارة والتضخيم الإعلامي عما يحدث في الساحة المحلية، بعدما شهد العالم أجمع المؤامرة الإيرانية للمد الصفوي لمنطقة الخليج وتجنيد الإرهابيين، وزرع الميليشيات المرتزقة في دولنا المسالمة وإثارة الفتن وبث الكراهية والطائفية بين الدول العربية والإسلامية. عندما تسحب حكومة البحرين جنسية الإرهابيين في المملكة، فهي طامة عظمى لدى المنظمات الدولية والإعلام المستأجر وصحيفة الفبركات، ولكن أن تسحب بعض الدول الأوروبية مثل بريطانيا وبلجيكا الجنسية من مواطنيها الإرهابيين، فهذا حق، ولا يجرؤ أحد بأن يستنكر ذلك، ديدنهم المحافظة على أمنهم وأمانهم واستقرارهم.
فالتمييز في الحقوق والحريات واضح تلعب به بعض المنظمات، تارة ترفض وتستنكر وأحياناً تؤيد بل تبارك هذه الخطوة، ولكن «عين الرضا عن كل عيب كليلة وعين السخط تبدي المساويا»، وكأن مملكة البحرين «بنت البطة السودة» التي يجب ألا تنعم بالأمن والاستقرار كباقي الدول، وهي الدولة الحرة المستقلة التي تؤمن بالحريات وبحقوق الإنسان لأبعد الحدود، ولكن الإعلام الهلامي شهدناه في المؤامرة الكبرى على البحرين، ومازال مسلسل الفبركات والمغالطات مستمراً في الإعلام الغربي والصحيفة الصفراء عن البحرين.
فالإعلام يؤدي دوراً في صياغة الرأي العام أيضاً، وبالتأكيد صياغة الأخبار والمواضيع التي تسلط عليها بعض الصحف، يجب ألا تأخذ منعطف التحيز وإثارة الطائفية والتطاول على الأحكام التي صدرت بحق الإرهابيين الذين أسقطت جنسيتهم، فالشعب البحريني يؤيد بل يبارك هذه الخطوة التي تخطوها حكومتنا، فالجنسية البحرينية لا يستحقها «كل من هب ودب» حتى لو كان من مواليد هذه الأرض، من يستحق الجنسية هو من يحافظ على مكونات المجتمع ونسيجه، وليس من يتعاقد مع الشيطان الإيراني، كذلك بالنسبة للوحدات السكنية لا يستحقها إلا البحريني الشريف، كما هو الحال للبعثات الدراسية والمناصب الرفيعة في البلد.
بصراحة أكثر؛ هؤلاء لا يستحقون الوحدات السكنية ولا البعثات، أولاً كونهم إرهابيين وثانياً كون بعض البنوك الإيرانية «ما قصرت» بتمويلها للإرهابيين لشراء الأسلحة والبيوت والعقارات، وللأسف لعبة البنوك الإيرانية تم اكتشافها مؤخراً، مع أن الكاتب الوطني ابن البحرين هشام الزياني كان دائماً ينبه في مقالاته قبل أزمة 2011 عن مؤامرة إيران وتمويل بنوكها لخونة الوطن، ولكن قدر الله وما شاء فعل، والحمد لله تم اكتشافهم قبل فوات الأوان مثل «صاحب صاحبوه اللي كان يوزع الموز ويخش الفلوس بالكوارتين».
على العموم، كل شيء بان وأصبح واضحاً كوضوح الشمس، ولا داعي للف والدوران. الميليشيات الإرهابية في البحرين، تريد أن تدمر هذه الأرض الطيبة وتعتبرها محافظة من محافظات إيران، فلا دعي للتباكي على الجنسية، والأولى لهم بأن يتباكوا على ضياع وطن وعلى غدر وطن، فدموع التماسيح ما عادت تنفع، ما نراه من هؤلاء الإرهابيين أكبر من مسألة جنسية واستحقاق وحدة سكنية، فالجزاء من جنس العمل، وهذا أقل ما يستحقه الإرهابيون.