الرأي

البحرين ليست أرضاً خصبة لخلية «الأشتر»

البحرين ليست أرضاً خصبة لخلية «الأشتر»


في أواخر عام 2012 تشكلت خلية سرايا الأشتر الإرهابية، وكان لها قياديان يتحركان وفق أسماء حركية، هذه الخلية الإرهابية المتطرفة التي يعود اسمها إلى قائد عسكري اسمه «مالك بن الحارث الأشتر» أحد أصحاب الصحابي علي بن أبي طالب رضي الله عنه، كانت المسؤولة الأولى عن التفجيرات والعمليات الإرهابية التي راح ضحيتها رجال الأمن والمواطنون الأبرياء.
لم تكثف هذه الخلية الإرهابية أنشطتها النوعية وتتزايد إلا في عام 2014، حيث كانت العمليات الإرهابية المتتالية التي لا يفصل عنها سوى شهرين أو ثلاثة، وحتى وإن لم تتسبب جرائمها بأي خسائر في الأرواح وتطال فقط الممتلكات العامة؛ إلا أن طريقة التخطيط وتنفيذ العمليات كانت تكشف عن تنظيم إرهابي مدرب ومجهز لا يمكن قياسه بالإمكانات التي يملكها على مستوى محلي الصناعة، أو تبرئتها من فكرة أنها أحد الأذرع التي تشكل جزءاً من الامتداد الإرهابي في المنطقة.
أمام كل فاجعة يفقد فيها الوطن جنوده ورجال أمنه كانت هذه الخلية بكل صفاقة ووقاحة تعلن عن تبنيها للعمليات الإرهابية وتعمم بياناتها الصادرة التي تهلل وتفخر بهذه العمليات الإرهابية، فحتى عندما خرجت أصوات من «ربع الدوار» تشكك بأن هذه الخلية ليس لها وجود ميداني إنما هي مجرد صفحة موجودة على أدوات التواصل الاجتماعي قام بإنشائها أحدهم باسم مستعار لاستعراض أخبار «ثوراتهم» المزعومة، فيما شكك البعض بأنها إحدى صنائع المخابرات البحرينية، وأخذ يقرن ذلك بالأدلة والحجج الضعيفة نسف كل ذلك أمام بياناتها الاحترافية المعدة مسبقاً التي تبين أن وراءها أجهزة مدربة تقوم بإعداد العمليات الإرهابية مع توثيقها.
وأمام إصدار ممن يدعون أنفسهم معارضة بيان يتبرأ من صلته بهذه الخلية، لعل تصريح المدعو علي سلمان أمين عام جمعية الوفاق الذي خرج بتصريح هدد فيه «لا أحد يستطيع أن يعطي ضمانات أن تبقى المعارضة سليمة بعد الانتخابات في البحرين»، وما تلاه من عملية تفجير أعلنت عن تنفيذها هذه الخلية بتاريخ 9 ديسمبر 2014 بمنطقة دمستان وأسفرت عن استشهاد أحد رجال قوات الأمن، ولم تمض عدة ساعات حتى كان هناك تفجير آخر أودى بحياة مواطن بحريني وإصابة آسيوي جراء تفجير آخر في قرية كرزكان، قد كشف أكثر عن هذه الخلية وأكد أنها خلية تتبع مخططاً كبيراً وأنها فعلاً صنيعه مخابرات ولكن ليست المخابرات البحرينية إنما الإيرانية والعراقية المتآمرة على أمن البحرين.
هذه الخلية الإرهابية لم تكن حادثة استشهاد رجل الأمن هي من أبرزت اسمها على مستوى المنطقة، فهي قد برزت وأخذ اسمها يتردد مطلع عام 2014 عندما فجع شعب مملكة البحرين وتقاسم معه الشعب الإماراتي الشقيق بتفجير الديه الذي أودى بحياة رجلي أمن وضابط إماراتي «طارق الشحي» رحمهم الله، حيث أعلن الحداد الرسمي بالدولة، فيما أخذت هذه الخلية يومها بكل صفاقة تبارك ما وصفته بالإنجاز في إسقاط ثلاثة من رجال الأمن.
إن عملية الانتقال من مرحلة المواجهة بالمولوتوفات والقنابل المحلية الصنع إلى مرحلة التسليح والقنابل الشديدة الانفجار هو الطموح الإرهابي الذي تنشده هذه الخلايا في مملكة البحرين، ولعل الكثير من التحركات التي تمت من خلال تهريب الأسلحة وتدريب الفرق الميدانية في المعسكرات العراقية والإيرانية؛ كلها لا تأتي عبثاً أو من فراغ، إنما تدخل في إطار استكمال المشهد الإرهابي المرتبط مع وضع المنطقة ككل وتحديداً أحداث سوريا والعراق.
وبالعودة إلى الذاكرة الأمنية عام 2011 مع أحداث الفوضى والتخريب؛ كانت هناك مصادر ومعلومات ذكرت عن تلقي 417 بحرينياً تدريبات على يد المطلوب للعدالة يوسف الحوري، أحد قادة تنظيم الخلايا الإرهابية، على أسلحة الكلاشينكوف وتصنيع الأسلحة والعبوات المتفجرة، كما كانت المصادر تشير أن ذلك كان يتم بعلم من الأمريكان ومخابرات سي آي إيه CIA، أن مرور أكثر من نصف سنه تقريباً على فشل مخطط الانقلاب المسلح الذي كان مزمع تنفيذه منتصف عام 2014 وكحد أقصى بين أبريل وأغسطس، كما بينت المصادر، وإحباطه من خلال العمليات الأمنية الاستباقية من جانب وزارة الداخلية ومداهماتها المستمرة لأوكار الأسلحة والمتفجرات، لا يعني أن هذه الخلية الإرهابية ستوقف طموحها في الاتجاه نحو مرحلة المواجهة المسلحة، وإلا ما تفسير ما كشفته الأجهزة الأمنية أمس الأول عن ضبط 10 بحرينيين من هذه الخلية مع بث اعترافاتهم التي تؤكد تورطهم بالتدريب في معسكرات عراقية على أسلحة الكلاشينكوف والآربي جي والمواد المفجرة C4 وTNT، وهي مواد شديدة الانفجار تصنع عادة في المنشآت العسكرية ولها قدرة واسعة على تدمير الدروع؟ ألا يكشف ذلك أن هناك احترافية تتم لتنفيذ الإرهاب بشكل يؤذي أكبر عدد ممكن من الأبرياء؟
كل هذه المعلومات تنفي فكرة أن هذه الخلية الإرهابية وهمية أو من صنع إحدى جهات الدولة أو أن الإعلان عن القبض عليهم هذه الفترة يأتي لكون أفرادها المتهمون كانوا ينوون التطوع في حماية المساجد الشيعية من خطر الدواعش وغيره من «كلام فاضٍ»، وتؤكد أن تغذية أنشطتها تتم من الخارج أي من المعسكرات العراقية والإيرانية، كما إن هروب بعض قيادتها أو ضبط ممن لهم علاقة بها من الجمعيات التأزيمية لا يعني أنه لا توجد لهم خطة بديلة أو أنها ستتوقف، ولا ينفي عنها تهمة أنها خلية إيرانية عراقية الصنع تمت بأيدي وشباب بحريني تم إغواؤهم لطموح إيراني بتحويل البحرين إلى عراق آخر. شعب البحرين أمام هذا التطبيع الحاصل بين المعسكرات العراقية والإيرانية والخلايا الإرهابية عندنا استحمل بما فيه الكفاية، ولابد من وقفة حازمة تقطع رأس هذه الخلايا من خلال قطع طريق إتاحة حرية التنقل بين هذه الدول ومن خلال تنفيذ عاصفة الإعدام تجاه أعضائها المتورطين بعمليات هدر الدماء، فالسعودية لم تتردد لحظة واحدة في إطلاق عاصفة الحزم لتقليم المد الحوثي، ولابد من عاصفة الإعدام لقلع هذه الخلية، فالبحرين ليست أرضاً خصبة لتطبيق ما تم تعلمه في المعسكرات العراقية والإيرانية.
- إحساس عابر..
(1) شكراً لرجال الأمن البواسل على جهودهم في القبض على هذه الأذرع الإرهابية المتكاثرة التي كانت تخطط لإراقة الدماء، فحفظهم لأمن مملكة البحرين يعني حفظهم لأمن الخليج ودماء المسلمين.
(2) هناك من يحاول التقليل من خطورة سرايا الأشتر بدعوى وجود داعش، طيب داعش والأشتر من يمولهم؟ من فتح معسكراته في إيران والعراق لتدريبهم؟ كلاهما وجهان لعملة واحدة؛ فالإرهاب لا دين له، ثم أي نوع من العقول التي لا تحاول إدراك الحقيقة اعترافات مسجلة ويقولون أبرياء ومخلين إيران شماعة «ربع الدوار صحصحوا شوي».
(3) الحادثة المؤسفة التي تعرض لها البحريني الستيني سائق التاكسي على يد جنود أمريكان سكارى ضربوه تحتاج إلى حزم في التعامل، فكرامة هذا المواطن من كرامة جميع مواطني مملكة البحرين، وعلامة الاستفهام هنا؛ لماذا لم نر تحركات سريعة من قبل السفير الأمريكي في استنكار ما حصل؟ هذا البحريني الذي يتكسب رزقه من سيارة الأجرة وين تعويضه؟ أين حقوق الإنسان يا أمريكا؟ ثم لو كان بحريني قد قام في أمريكا بذلك هل كان سيرجع إلى البحرين لمحاكمته أو سيزج به في سجون مثل معتقلات غوانتانامو ولن يرى البحرين بعدها؟ يا خوفنا منظمات دكاكين حقوق الإنسان تطلع بتصريح من نوع «نعبر عن قلقنا الشديد جراء ما شربه الأمريكان من خمور مما أدى إلى ممارسة العنف»، حق هذا المواطن حقنا جميع البحرينيين.