الرأي

ماذا وراء هذه الإجراءات.. وما وراء هذا الخطاب؟!

أبيــض وأســود



ما حققته الأجهزة الأمنية في الأيام الماضية من إنجازات في الوصول للخلايا النائمة هو محل تقدير وشكر من أهل البحرين، ذلك أن البحرين عانت منذ عملية الانقلاب الفاشلة من الإرهاب المنظم، وحتى قبل عملية الانقلاب، إلا أننا في فترة الأحداث وما بعدها لم نشاهد هذه العمليات النوعية للداخلية كما يحدث مؤخراً.
أحسب نفسي من أكثر المطالبين بالعمل الاستباقي لتجفيف مناطق الإرهاب، وكأن ما نطرح يزعج البعض، أو أن ما نطرح جعل الشكاوى علينا تزداد، وكأنني أطلب شيئاً لنفسي وليس لوطني وأهلي.
ما قامت به وزارة الداخلية من إنجازات في العمل الاستخباراتي وفي الوصول إلى خلايا نائمة متفرعة على طريقة التنظيم العنقودي، يجعلنا نقول شكراً لكل من قام بهذا العمل وهذا الإنجاز، شكراً للمسؤولين، ورجال الأمن ولضباط الأمن ولضباط العمل الاستخباراتي، لهم جميعاً الشكر والتقدير، فمثل هذا العمل هو الذي يجعل الإرهاب في اندحار وانكفاء.
حتى أكون صريحاً فقد فاجأتني العمليات الاستباقية النوعية، وقلت في نفسي «وينكم من زمان.. مو هذا اللي كنا نطالب به»، غير أن تحركات الأجهزة الأمنية مؤخراً بهذه القوة وبهذا الحزم جعلني أتساءل؛ هل هذا حدث بقرار داخلي مفاجئ وبقناعة متأخرة، أم بتوجيه خارجي من دولة جارة قوية؟
هل هناك ارتباط بين العمليات الإرهابية التي استهدفت المساجد في الشرقية مع الأيادي الإرهابية بالبحرين؟
هل المواد التي استخدمت في التفجيرات عبرت للسعودية من البحرين؟
وبالتالي حدث هناك تواصل بين الجانبين البحريني والسعودي من أجل القضاء على بؤر الإرهاب التي تركناها تكبر وتتمدد وتتوسع وتخزن المواد الإرهابية في البيوت والمزارع والمقابر؟
الذي شغلني من بعد ربط الأحداث ببعض هو تحرك الأجهزة الأمنية بقوة مؤخراً، بعد فترة ركود، فهل هذا التحرك من قناعة الأجهزة الأمنية وقناعة القرار السياسي، أم أن هذا التحرك كان بتوجيه قوي وصارم وشديد من دولة قوية؟
إذا كان هناك من يفكر في مستقبل البحرين، فإن أفضل توقيت للقضاء على الإرهاب والوصول إلى خلاياه هو هذا الوقت الذي نمر به، وإذا ما فرطنا في الفرص السانحة التي تأتينا فإن مثل هذه الفرص ربما لن تعود.
على الجانب الآخر لم تكن كلمة وخطاب الرجل الفاضل الذي يحبه أهل البحرين القائد العام الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة في الأسبوع الماضي، لم يكن الخطاب عادياً، لا في الكلمة والعبارة ولا في الأسلوب ولا في طريقة إلقاء الخطاب.
حقيقة كان خطاباً رجولياً شديد الوضوح، والعبارات فيه تنطلق مثل السهام، خاصة حين قال: «إن الحل العسكري حل سريع وحاسم وفعال» أو كما قال، وهذه العبارة استوقفتني كثيراً.
فهل كان المقصود بهذه العبارة (عاصفة الحزم) أم المقصود بها الوضع الداخلي البحريني؟
لا أعرف، لكنها كانت عبارة قوية ولها دلالات تصب في احتمالية أن يكون هناك حل آخر غير الحلول التي يعمل بها الآن للقضاء على الإرهاب، وهذا الحل هو حل عسكري، وإذا جاء الحل العسكري سينهي كل بؤر الإرهاب المنتشرة والمتنامية.
البعض حمل معنى الكلام على الوضع الخارجي، والبعض حمل الخطاب على الوضع الداخلي البحريني، غير أن هناك أيضاً طرحاً يقول ولماذا لا يكون الاثنان معاً، الخارجي والمحلي.
من هنا فإنني وجدت أن التحركات الأخيرة للأجهزة الأمنية كانت لافتة، ولم تكن طبيعية، وكنت أقول إن خلفها ما خلفها، وإلا لماذا لم نفعل ذلك من قبل، فهل خلفها توجيه قوي وصارم من دولة جارة، من بعد الإرهاب الأخير الذي ضربها؟
وإن خطاب القائد العام الأخير أيضاً يصب في ذات التوجه، وإن كان هذا، فالربط بين الخيوط يجعلنا نقول إن هناك أمراً ما قد يحدث داخلياً إذا لم ينته الإرهاب بقوة وسرعة وحسم، وإذا لم تصل الأجهزة الأمنية إلى كل البؤر..!!
** ماذا قال المسؤول عن «الكريكيت»
تحدثت مع مسؤول حول موضوع ملاعب الكريكت، وقال بما معناه: «إن ما هو موجود كمخصص مالي في الميزانية الجديدة لملاعب الكريكيت لا يتعدى مبلغ 50 ألف دينار لإعداد دراسة جدوى، ولا يوجد مخصص مالي مرصود من قبل وزارة المالية لإنشاء ملاعب بعشرة ملايين دينار حالياً»
وأضاف: «إن أحد النواب الذي أخذ الموضوع باتجاه إثارة الرأي العام إنما كان يبحث عن الإثارة، فحتى لو تم تخصيص مبلغ 10 ملايين دينار لإنشاء ملاعب كريكيت فلا توجد أراض لذلك حتى الساعة».
وأشار المسؤول: «إن مستثمرين أجانب بالبحرين يريدون تبني الفكرة، بمعنى لو توفرت الأرض، هم على استعداد للمساهمة في إنشاء الملاعب لما لها من مردود مادي كبير عليهم».
هذا ما دار بيني وبين مسؤول حول ملاعب الكريكيت، وأنا أنقل المعلومة للرأي العام.