الرأي

دول عدة ستقول: «ليتنا اليمن»

نبضات






شرع الحديث عن «عاصفة الحزم» الأبواب للاعتزاز بالمفاخر والبطولات الخليجية، واستعادة العزة وصناعة القرار إلى قلب الوطن العربي؛ خليجه النابض، وبقدر ما أنصف الكتاب والمحللون العاصفة والفاعلين فيها، بقدر ما أخذوا بها نسبياً لغير وجهتها، أو بمعنى أدق أخرجوها في بعض الأحيان من معناها الحقيقي وما قامت من أجله، والذي يأتي في مقدمه الحفاظ على أمن واستقرار اليمن ودعم القيادة الشرعية فيه.
شهدت السياسة السعودية في عهدها الجديد تحقيق قفزات نوعية رائدة على عدد من الأصعدة وفي ميادين مختلفة، ولعل أهمها القضية الأبرز في الساحة «اليمن»، وهو ما يبرز جلياً سعة خاطر الرياض على اليمن في أزمتها، والأهمية التي توليها المملكة العربية السعودية لجارتها الجنوبية وعمقها الاستراتيجي.
لقد حظيت اليمن -كما لم تحظَ مثيلاتها- بمشاركة عسكرية تسعى لإعادة الأمور إلى نصابها، بعدما نالت اهتماماً سعودياً وتحشيداً خليجياً ومباركة عربية ودولية، ترجمت بانطلاق عملية «عاصفة الحزم»، ليستتبعها التحالف بقيادة سعودية بعملية «إعادة الأمل» في وقت لاحق، وظهور المبادرة الخليجية بكل ما شملته من أهداف ذات أهمية في مرحلة حاسمة وحساسة في تاريخ اليمن، بعد نظام حكم فاسد لأكثر من ثلاثين عاماً تسبب في تردي وتدهور أوضاعه الاقتصادية والاجتماعية والأمنية، ومع ظهور ميليشيات الانقلاب الآثم.
إن اجتماع الرياض الأخير، وربما اجتماع جنيف، وما حظي به اليمنيون من إعفاء من شروط الإقامة، فضلاً عن المساعدات وصندوق دعم اليمن، لاسيما مبادرة الهدنة، والدور السعودي الرائد في حشد الدعم وتشجيع العمل الإنساني وأعمال الإغاثة، كلها مواقف تحسب للمملكة العربية السعودية وتؤكد دورها المهم ليس في اليمن وحسب، وإنما في الأمتين العربية والإسلامية، ولعل الأزمة اليمنية لم تكن سوى المناسبة التي ظهر فيها هذا الدور ليستعيد مكانته من جديد في ساحة القوى الفاعلة في السياسات الإقليمية والدولية، ما حدا ببعض الدول الأخرى إلى ترقب أدوار مماثلة لحل أزماتها ووقف معاناتها.
إن الدور السعودي الجديد إنما هو بشارة لمواقف عربية وسيادة خليجية فاعلة.. تمكن الدول العربية والإسلامية من الالتجاء لها بثقة تامة ويقين بإيجاد الحلول والعمل من أجلها.
- اختلاج النبض..
بعض دول العالم الثالث ستتمنى أنها «اليمن».. إن لم تكن فعلت.