الرأي

دولة آيات الله.. لماذا الحقد على المسلمين؟

في الصميم





بداخلي غضب عارم، أريد التنفيس عنه، بأن أصرخ في وجوه العالم: لماذا كل هذا الصمت عن جرائم الإبادة التي ترتكبها إيران ضد المسلمين؟
ولماذا هذا الكم من الحقد الفارسي ضد المسلمين والعرب؟ هل ترانا إيران كشعوب، غير مسلمين أم أنها غير مسلمة؟
تعال أولاً نقرأ الفاتحة على روح الفتاة الكردية فريناز خسرواني آخر ضحايا الحقد الفارسي، وكل ضحايا دولة آيات الله في الأحواز المحتلة والعراق وسوريا واليمن ولبنان.
ما ستقرؤه الآن لم يحدث من العدو الإسرائيلي ضد شعب فلسطين المحتل، سمعنا عن فعل شبيه له يقع في ميانمار لمسلمي بورما على يد البوذيين، وكذلك سمعنا عن فعل مشابه له يقع لمسلمين يتعرضون للاضطهاد والقتل والتعذيب في أفريقيا الوسطى، وكان يحدث سابقاً في صـربيـا، لكن تلك الجرائم كانت ترتكب بأياد ليست مسلمة، أما أن يحدث ذلك في دولة مسلمة ترفع شعارات آل البيت، كما تدعي، فذلك أمر يبعث ليس على الاستهجان فحسب بل وعلى القرف.
«فريناز خسرواني» الاسم الذي هز أرجاء مهاباد الكردية التي تحتلها إيران منذ سنة 1946، دفعت حياتها ثمناً لشرفها الذي حاول أن يدنسه أحد أزلام نظام حكم الملالي، حيث كانت تعمل في خدمة الغرف بفندق «تارا» في مدينة مهاباد، حين قامت بإلقاء نفسها من إحدى نوافذ الفندق في محاولة للفرار، بعد قيام عناصر من الحرس الثوري باقتحام الغرفة التي كانت تتواجد فيها، بغرض اغتصابها، فلقيت حتفها وتسببت وفاتها في انتفاضة غضب أهالي مدينة مهاباد الشجعان احتجاجاً على الجريمة، فالأكراد، كالأحواز والبلوش، ضاقوا ذرعاً بتسلط الولي الفقيه وظلمه، ويحلمون باليوم الذي ينالون فيه استقلالهم وحقوقهم. جريمة خسرواني أعادت إلى الأذهان جريمة إعدام ريحانة جباري، الفتاة الأحوازية السنية، التي حوكمت وأعدمت قبل ستة أشهر، بتهمة قتل ضابط الاستخبارات الإيراني الذي حاول اغتصابها، أيضاً، فكلتا الضحيتين، من أراض محتلة وأقلية مضطهدة من قبل الولي الفقيه، وهي تجسد معاناة الأقليات في دولة آيات الله المحكومة بالحديد والنار، لكن الجديد هو أن تلك الشعوب المضطهدة والحرة باتت تنفض غبار الذل في وجه المحتل الفارسي وبطريقة لم يعهدها الفارسي، وهو من تعود على إذلال كل الشعوب التي يحتلها، بدءاً من العراق وانتهاء بشعب سوريا.
الحقيقة كل ما حدث لـ»فريناز خسرواني» وقبلها «ريحانة جباري» وما يحدث للمسلمين السنة في إيران، يصنف على أنه أوضاع «غير إنسانية» مثيرة للشفقة، وهو تصنيف ظالم، لأن إقران كلمة «غير إنسانية» بنظام الملالي في حد ذاته، يعتبر ظلماً ليس لضحايا هذا النظام فحسب، بل ظلماً لأعتى النظم الإجرامية والديكتاتورية على مر التاريخ والتي مارست أفعالاً غير إنسانية، لأن ما يحدث في دولة آيات الله تجاوز كل فرد فقد إنسانيته، فهذا النظام لم يكتف بالاحتلال والظلم ضد هذه الأقليات، بل يفرط في طغيانه واستبداده فيستغل حتى ضعف النساء.
الغريب في الأمر أن دول العالم التي تدعي التحضر التزمت صمت القبور أمام جريمة «فريناز خسرواني» ولم تنبس ببنت شفة، أما الأنكى فهو أن المفارقة السابقة لا تقتصر على مجرد استخفاف دول العالم «المتحضر» بدم إنسانة بل المثير في الأمر أنه حتى منظمات حقوق الإنسان كـ»امنستي وهيومن رايتس ووتش» تعاملت مع الجريمة ببرود أعصاب وعدم مبالاة، وكأن أكراد إيران أو شعب الأحواز غرباء عن هذا الكوكب.
لم يعد الأمر غريباً، فإيران وكما اشترت مرتزقة وخونة وميليشيات، اشترت أيضاً منظمات حقوق إنسان!!
صدقني، لم نكن في حاجة إلى جريمة خسرواني حتى نتأكد من نفاق امنستي وهيومن رايتس ووتش التي ترفع شعار الدفاع عن حقوق الإنسان، ولا تحاول أن تجهد نفسك بتذكيرهم أو تحاول إقناعهم بالجرائم التي يرتكبها الولي الفقيه ضد كل المسلمين في العراق وسوريا، لا تطلب منهم أن يأخذوا هدنة للتفكير والمراجعة فلن يفعلوا، وعليك أن تختار؛ إما أن تخضع لهم وتستسلم لابتزازهم أو ترقص معهم على دماء المسلمين!!