الرأي

هذا الواقع المؤلم..!!

أبيــض وأســود






قدر لي أن أكون مرابطاً في مستشفى السلمانية لمدة تجاوزت الأسبوع، وكانت هذه الزيارة بعد مدة طويلة من الزمن لم أذهب فيها للسلمانية وأحسب أن آخرها قبل الأحداث المؤسفة (وادعو الله أن يبعد عنكم زيارته وأن يشفي كل مريض هناك)، لكن هذه الزيارة حتى وإن كانت بسبب ظروف معينة، إلا أنها كشفت لي واقعاً عايشته فترة من الزمن، وأريد أن أنقله لإدارة المستشفى ووزير الصحة، وإلى الناس بشكل عام. من أجمل الأشياء التي وجدتها تفرح القلب هي أن الأذان يرفع في سماعات المستشفى 5 مرات يومياً، كان هذا الأمر مفرحاً للناس، كما أن مسجد المستشفى حتى وإن كان صغيراً إلا أن هناك إمام ثابت للصلاة بمواقيت ثابتة وبلوحة مثبتة داخل المسجد تظهر مواقيت الأذان والإقامة، وهذا أيضاً أمر جميل تشكر عليه إدارة المستشفى ووزير الصحة، والأخت وكيل الوزارة عائشة بوعنق. أكبر مشكلة تواجه المراجع تقع في مواقف السيارات، وهذه مشكلة كبيرة أصبحت تضايق كل السكان حول المستشفى، ويعاني منها أيضاً طلبة جامعة الخليج العربي وموظفو السلمانية، دون أن يكون هناك حل، وهي مشكلة مؤرقة جداً، وأتمنى من الوزير حلها سريعاً. وأخشى أني فقدت كل رصيدي من النقاط في قانون المرور الجديد بسبب شرطي مرور يترصد للناس هناك، بينما لا توجد مواقف أصلاً ولا توجد بدائل، ففي كل مرة أخرج من المستشفى أجد بطاقة دعوة جميلة من الشرطي لزيارة إدارة المرور معلقة في الزجاج الجانبي. أكثر ما يؤلم وأنا أطوف بين أقسام الأجنحة وصولاً للمكان الذي أقصده، هو أن عدد الأجانب الذين يشغلون أسرة المستشفى طاغية على المستشفى بأسره، كنت أقول كل هؤلاء يتعالجون على نفقة البحرين؟ يأتون بأمراضهم من بلدانهم ويجرون عملياتهم على حساب مملكة البحرين؟
والله لا نعلم هل هم أجانب أم يحملون الجنسية، أصبحنا في كارثة حقيقية، دون مبالغة فإن عدد الأجانب يفوق التوقع، وهم يشغلون أسرة مواطنين يحتاجون للعلاج، وهذا لا تجده إلا بالبحرين.
حتى بعض دول الخليج لا تعالج البحريني بالمجان، لكننا نعالج هنا الأجانب من الآسيويين وغيرهم بالمجان، هذه كارثة يجب أن يوضع لها حل وحل. مما رأيت أيضاً في المستشفى أن قنوات تلفزيون البحرين ثابتة على الشاشات، بعد أن كانت قنوات المنار والعالم هما شعار المستشفى في أقبح وأسوأ حقبة مرت على المستشفى وكان ذلك تحت عين الدولة وسمعها. أمور كثيرة مازالت تحتاج إلى تصحيح في السلمانية، نعم (كنا وين، وصرنا وين) لكن لا يجب أن نغفل أن هذا المستشفى كان أحد بؤر الانقلاب، ويحتاج إلى تصحيح مسار، ليصبح مستشفى وطنياً، وليس مستشفى مليشيات طائفية، كما أني أدعو المسؤولين الذين على عاتقهم اتخاذ قرارات مصيرية أن يقوموا بواجبهم لتصحيح مسار المستشفى خاصة في التوظيف، ليصبح مستشفى لكل البحرينيين.
** 30 ألف مدمن بالبحرين
الرقم صادم بكل معنى الكلمة، وأعتقد أن الرقم الحقيقي أكبر، ذلك أن هناك مدمنين لم يعلم عنهم بعد، وهذا مؤشر خطير للغاية في بلد صغير وشعب صغير. أعرف حجم العمل الذي يقوم به الأخ الفاضل مبارك بن حويل في إدارة مكافحة المخدرات، وأعرف كم هو العمل الكبير الذي يقوم به في حدود إمكانات الإدارة البشرية والمادية، لكن من الواضح أن ترويج المخدرات أصبح تجارة كبيرة.
من هم الذين يتاجرون بالمخدرات بالبحرين؟
من هم الذين يهربون المخدرات للبحرين.
أحد مشاريع الدولة الصفوية هو تهريب المخدرات لشعوب الخليج، حتى تصبح الشعوب مخدرة وغارقة في وحل المخدرات، حتى يسهل عليها إتمام مشروع احتلال الخليج، لذلك تجد المهربين يصطبغون بصبغة واضحة..! هناك اليوم مسؤولية على الدولة محاربة المخدرات، نرجوكم ابحثوا الأمر من كل جوانبه، اجتمعوا مع مدير إدارة مكافحة المخدرات، اسمعوا منه ما يقول، فمكافحة هذا الوباء مسؤولية وطنية على الجميع، الرقم صادم بكل معنى الكلمة. ابحثوا كيف يمكن علاج المدمنين من أجل أن يتشافوا من هذا الوباء ويعودوا إلى أسرهم وحياتهم الطبيعية، ابحثوا ماذا تحتاج إدارة مكافحة المخدرات لتقوم بواجبها. المسؤولية تقع على الجميع، إعلام وصحافة ووزارة داخلية ووزارة صحة، يجب أن يكون هناك مشروع وطني لمكافحة المخدرات مفعل.
** ما حكاية موضة الشركات..؟
كلما طرح موضوع تطوير في جهة حكومية أو في هيئة نسمع ذات الموضوع، سيتم الاستعانة بشركة استشارية خارجية من أجل كذا وكذا..!
بالله عليكم كم تدفع الدولة إلى هذه الشركات؟
ألا يوجد بالبحرين خبراء، ألا يوجد بالبحرين كفاءات، أم عقدة الخواجة مستمرة؟
مئات الألوف تذهب إلى شركات تضع استراتيجيات وتصورات، وخطط تطوير، وبالنهاية نكتشف أن الشركات أغفلت أموراً كثيرة، لأنها تجهل الواقع البحريني، وليس لدى الخبراء نظرة وطنية للأمور.
إذا كانت الدولة تبحث عن تقليص المصروفات، أوقفوا مسلسل الشركات التي يستعان بها من الخارج، هذا أصبح يغيظ أهل البحرين، وكأن الخبراء سيأتون ويعيدون اكتشاف الذرة..!
** بيع وتهريب الروبيان عبر الجسر
موضوع الروبيان موضوع خطير جداً، وهو لا يتعلق بمنتج غذائي بحري واحد، فصيد الربيان يدمر البحر بسبب عدم الرقابة، وبسبب ما يستخدمه العمال الأجانب من معدات تدمر البحر.
بالأمس خرج صيادون وقالوا إن قرار حظر صيد الروبيان غير مطبق بالأصل، وهو يباع ويهرب عبر جسر الملك فهد؟ وهذا كلام خطير للغاية، وهذا يعني أن قرار الحظر فقط على أسواق البحرين، لكن للخارج عادي يهرب ويباع. من المسؤول عن ذلك؟ يجب وقف تصدير وتهريب الروبيان حتى يصبح متاحاً للمواطن بسعر مناسب، ويجب أن يطبق الحظر واقعاً وليس اسماً، الحظر يشبه الوهم، فحتى في بعض الأسواق تجد الرويبان ويباع (بالخش) يعني ما في حظر أصلاً، والبيئة البحرية تدمر طوال العام.. اصحوا يا جماعة شوي..!
** دعم لمن لا يحتاج الدعم
من الأمور التي تحتاج إلى تصحيح هي حصول الأثرياء على خدمات تقدمها الدولة للأسر الضعيفة ومتوسطة الحال، وهذا الأمر لا يجب أن يحدث، وقد تحدثنا في هذا الأمر ذات مرة، وأمس تحدث فيه الأخ النائب علي العرادي. بل أن في الدول المتقدمة يدفع الأثرياء ضرائب أكثر من غيرهم، ويساهمون في تكافل المجتمع، ونحن في البحرين نقدم الدعم للجميع، بينما يجب أن يزداد للضعفاء والطبقة المتوسطة، ويوقف عن الأثرياء.
** شهادتنا فيك مجروحة..!
للأخت الدكتورة الفاضلة جهاد الفاضل عضو مجلس الشورى كل الشكر على تعقيبها حول موضوع مشروع رفع سقف التقاعد، وقد كتبت التعقيب في حسابي الخاص.
فقد قالت الدكتورة جهاد إنها رفضت هذا المشروع حينه في مجلس الشورى، ورفضت أن تكون الدكتورة مقررة للمشروع، وقالت الدكتورة في حينها «يجب أن نبحث عن أهل البحرين، وليس من أجل أنفسنا والتفكير في كيفية زيادة الامتيازات». والله يا دكتورة شهادتنا فيك مجروحة، إنت وبقية الأعضاء المحترمين في الشورى والنواب الذين رفضوا المشروع.
** بيئة الأعمال والحسد والحقد..!
ترد لي بين فترة وأخرى قصص كثيرة عن ما يعانيه بعض الموظفين والموظفات في القطاعين من بيئة عمل غير نظيفة البتة، بل أن جل الشكاوى تصب في خانة الحقد والحسد بين الموظفين، وأن هناك مدراء ومسؤولين يمارسون التمييز بين الموظفين لاعتبارات كثيرة.
عدد كبير من الشكاوى جاءت من الفتيات والنساء، وأغلبهن يشتكين من فتيات ونساء أخريات، وأن الحسد والحقد والبغضاء هي المسيطرة على أجواء العمل.
إحداهن قالت: من أكثر الأمور سوءاً أن تكون المسؤولة في العمل من ذات جنسنا، والله نعاني الأمرين من بعض الأمراض النفسية للمسؤولات وتضيف: «هذا يحدث في الوزارات، والشركات والبنوك والهيئات، إنها ظاهرة مؤسفة تجعل الإنسان من يكره الذهاب إلى الدوام». كما أن هناك فتيات يمارسن أدواراً ليست نظيفة من أجل التسلق على ظهور من يملك الكفاءة والشهادات والخبرة، ففي غمضة عين تأتي إحداهن وتتخطى الجميع في فترة قياسية، وتصبح هي الآمر الناهي..! هذا جزء من هموم الكثير من الموظفين والموظفات في بيئات الأعمال، وهو أمر مؤسف يجعل الإنسان ضعيف الإنتاجية، وتجعله أيضاً يصاب بالأمراض المزمنة.