الرأي

«مُكر بنا».. إنها المؤامرة!

أبيــض وأســود




قبل فترة التقيت أحد الإخوة الكرام من قراء عمودنا المتواضع، ولم تكن لي معرفة سابقة به، فقال لي: «إني احب مواضيعك وأشتري الصحيفة من أجل قراءة عمودك، بس بصراحة تجيب لنا الإحباط لما نعرف كل اللي يصير بالديرة، اكتب لنا مواضيع متفائلة شوي».
بصراحة الأخ القارئ الكريم معه حق، فالمواضيع «تجيب» الإحباط و«تجيب» «المغثة»، لكن هذا هو الواقع، ماذا أفعل؟، هل أصنع الأحداث بنفسي؟
أتذكر مقولة الأخ القارئ، وهي ليست الملاحظة الأولى من نوعها، وأنا أقرأ خبر «محشش بحريني اتصل بالشرطة يخبرهم عن يوم القيامة!».. قلت في نفسي حتى نكتب بتفاؤل أحتاج إلى حشيش الأخ «عشان نضرب لنا حجرين» مثل ما يقول اللمبي، وأكتب ذاك العمود المتفائل الوردي «وأحسسكم أن انتو شعب النرويج، ناقصتكم شوية شمس»..!!
من أين نأتي بالتفاؤل وكل يوم تخرج لنا تصريحات نشعر معها أن البلد ماشية بالبركة، حتى رؤساء الجمعيات تصريحاتهم لا تختلف عن الذي تنبأ بيوم القيامة، الله يجعلنا في ذلك اليوم تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله.
قبل أن أعرج على الحديث المقتضب للشيخ عبداللطيف المحمود حول الانتخابات النيابية، قلت في نفسي؛ وهل كان المحمود يظن أن قائمة التجمع ستكتسح البرلمان؟
رغم أن هناك أسماء محترمة قليلة كانت ضمن قائمة التجمع، إلا أن الواقع يقول عطفاً على دور وأداء ومواقف التجمع، لو أن القائمة أتت بمقعد واحد سيكون «نعمة من الله»!
كلمة «مكر بنا» مبهمة ومبنية على المجهول، لكنها ذكرتني بذات الخطاب من المرحوم عبدالرحمن النعيمي بعد الانتخابات حين «ضحكت الوفاق على وعد ولم تعطهم حتى مقعد متحرك»!
كلمة «مكر بنا» أيضاً أشعرتني أن التجمع سيكتسحون المقاعد، لكن بسبب المكر لم يحصلوا على مقعد..!
لكن السؤال هنا؛ من الذي مكر بكم؛ هل هم قوى سياسية منافسة؟ هل هم شارع الفاتح؟ هل هم من جهة رسمية؟ من الذي مكر بكم؟ هذا هو السؤال؟
يا شيخ عبداللطيف مع محبتنا، «ترى قائمتكم ما تنجح حتى في انتخابات جمعية الحد التعاونية، انزلوا للواقع قليلاً، كفاية كلام أكبر من الواقع، وكفاية نبيع الناس كلاماً، التجمع حرق نفسه بنفسه بسبب مواقفه، وبسبب غيابه عن الساحة ساعة ما كان الناس تنتظر موقفاً واضحاً».
المحمود تطرق إلى حديث يدخل في الذمم، وهذا لا نحب الحديث فيه، ونرفض الحديث فيه، فلا يعرف حقيقة الذمم إلا رب العباد، من أجل ذلك أدعو الجميع ممن لا يملكون إثباتاً ألا يخوضوا في اتهامات الذمم، ليس خوفاً من أحد وإنما خوفً من رب العباد، فهذا الاتهام خطير وعقابه شديد إن لم يكن بدليل قاطع، ويجب أن نترفع عن ذلك.
أما فيما يتعلق بتقديم المحمود لاستقالته هو والحويحي، فأعتقد أنكم وصلتم متأخرين، لكن كما يقول المثل «أن تصل متأخراً..»، فقيادة التجمع هي التي أوصلت شعبية التجمع الطاغية إلى الحضيض، وهي السبب في فشل قائمة التجمع الانتخابية، وهي سبب انسحابات وانشقاقات حدثت أمام الجميع وليس «المكر».
ففي السياسة هناك المكر وهناك الخداع، وهناك الكذب، وهناك الزيف، وهناك أقنعة، وهناك الدجل، ومن كانت السياسة ليست هي بحره، فلا يخوض بحارها.
وإذا كانت في قيادة التجمع استقالات فهل هذا يعني أنها لن تترشح؟
أخشى أن نعيد مشهد الخائن علي عبدالله صالح، الذي قال ذات مرة إنه لن يترشح للانتخابات، فخرجت مظاهرات تطالبه بالترشح، فأصبح رئيساً «نزولاً عند رغبة الشعب!».
أخشى أن يعود إلينا هذا المشهد، وتقولون ترشحنا لأنه لا توجد «كفاءات»، وهكذا نعود لفصول المسرحية الأولى..!
قبل الختام، لا بد من التأكيد على أن شارع الفاتح باقٍ، وجمعية الفاتح لا تعبر عنه، وهذا الشارع هو رمانة الميزان، وسيبقى هو الحصن الأول من بعد الله في الدفاع عن عروبة البحرين وشرعية الحكم وسيادة الدولة، ومحاولة اختطاف البلد ممن ارتموا في الحضن الإيراني الأمريكي المزدوج..!
** تعقيباً على رد (خفر السواحل)
فيما يتعلق برد الإخوة في خفر السواحل؛ فإني أولاً أشكرهم على الرد، وهذا تجاوب طيب من قبلهم، وليعلم الإخوة الكرام أننا نكتب نقداً من شخص محب وليس من شخص حاقد.
ونحن وأنتم بإذن الله نعمل من أجل هذا الوطن، ولا أشك في دوركم الوطني الهام، وأعلم أن هناك رجالاً يعملون في ظروف صعبة في مياهنا الإقليمية يستحقون الشكر والتحية والثناء.
وللعلم فقط أو للتذكير؛ فقد كان العبد لله كاتب السطور من أول المطالبين بتحسين أوضاع رجال خفر السواحل وامتيازاتهم، ومازلت أطالب وأدعو لذلك كونهم على ثغر من الثغور، وربما يتعرضون لمغريات مثلهم مثل رجال الجمارك.
كما كنت من المطالبين بتطوير وتجهيز قوات خفر السواحل بكافة القوارب والأجهزة المتطورة حتى يتمكن الجهاز من أداء مهماته الكبيرة، وأحسب أن ذلك حدث بفضل من الله، وبفضل استجابة كريمة من لدن الرجل الفاضل وزير الداخلية.
أما بخصوص دور جهات أخرى مناط بها ضبط مخالفات الصيد، فإننا أيضاً كنا نقصد الجميع، كل من له مسؤولية في هذا الشأن وأحسب أن خفر السواحل أقدر على هذه المسؤولية من غيرهم بسبب الإمكانات المتوفرة لديهم.
أما بخصوص تزويدكم بمعلومات حول التهريب، فأنا كاتب صحافي، ولست حارس حدود «الظاهر لازم اتعلق في بوية في البحر» عشان أجيب لكم معلومات.
أغلب المعلومات أستقيتها من بحارة مخلصين، لو أنكم تجلسون معهم جلسة مصارحة ستخرجون بمعلومات كبيرة إن كانت هذه المعلومات لا تتوفر لديكم. تحياتي واحترامي ومحبتي لكل رجال خفر السواحل، فهم يشكلون أحد دروع الوطن التي نفخر بها.