الرأي

بعد اليمن وسوريا.. تنكيس رايات كسرى في الخليج

بعد اليمن وسوريا.. تنكيس رايات كسرى في الخليج


البحرين تتفاعل مع قضايا أمتنا، فنعييش أحزانها وننتعش بأفراحها، وها هو نشيد أبطال الجيش السوري الحر وهو يشدو بكلمات العزة والكرامة يطرب أسماعنا ويهز أوتار قلوبنا، هذه الكلمات التي طالما اشتاقت آذاننا لسماعها فأعدنا سماعها عشرات المرات، إنه النشيد الذي تتوق إليه نفوس الأمة التي كانت ولا زالت تعشق التضحية في سبيل عزتها، فنشيد «أحفر قبرك في القلمون» جاء في لحظات ذروة الانتعاش.
إنها كلمات رائعة داعبت تلابيب القلب بعد أن مل كلمات الهوان والخضوع والرجاء، كما ملت الآذان المجاملات والعبارات اللطيفة؛ فتارة تصف عدوها بالدولة الصديقة وتارة بالدولة الجارة، وغيرها من بيانات رددتها الأنظمة العربية والشخصيات الدبلوماسية، ونعتقد أن الوقت قد حان لتعريف العدو باسمه، فأطراف خارجية وجهات أجنبية لا نريد سماعها بعد هذه اللحظة، فإيران قد أعلنت نفسها عدواً للأمة، وها هي طائراتها ودباباتها وجنودها يقصفون ويقتلون أهلنا في العراق وسوريا واليمن وفي السعودية، ولا زال شيطانها في لبنان يتوعد، هذا الشيطان الذي بإذن الله ستجدع قرونه وتقطع عروقه على أرض الشام.
فوالله إن أبطال الشام سيبرون بقسمهم كما قالوا في نشيدهم: «قسماً يا حزب الشيطان، لن تبقى فيها وتكون، هَيِّئْ لجنودك أكفان، وأحفر قبرك في القلمون، يا ضاحية العار انتظري حان القتل لكل خؤون.. قولي لسيدكم خامنئي، إن زوالك في القلمون.. اليوم ننكس رايتكم، راية كسرى لا لن تكون.. في أرض الشام هزيمتكم، أما القبر ففي القلمون».
وها هو الشاعر الكويتي عبدالله محمد حسين يقول عن الشام «يا شام صبرك فالأحداث قادمة.. والشعب يزأر في أصفاده جلداً.. فإن تمادى بغاث الطير في دعة.. ففي غد ينجز التاريخ ما وعدا»، وبالفعل ها هو التاريخ ينجز ما وعدا، وها هم أبناء الشام قد زأروا، وبغاث الطير لا زالوا يأملون بأن تكون لهم في الشام مساكن، فوالله ليس لهم غير الخزي والقتل، فقد حانت منيتهم ودنت آجالهم، وسيكونون لأمثالهم عبرة في البحرين أو أي دولة تحدث بها أنفسهم بأنهم يمكن أن يستنسروا، فوالله ما بعد عاصفة الحزم ولا بعد ثورة الشام لهم باقية، فلا بقاء لأراذل أنذال لا ينفع فيهم طيب ولا كرم، قد كدروا عيش العرب في الشام واليمن، فاللهو والأخذ والرد فات آوانه ولم يبق إلا الجد والردع، فلهم الخيار بأن يعيشوا في حسن أخلاق وأدب أو أن يذهبوا إلى دار خامنئي فهي أولى بهم، فيتبادلون فيها الود والغزل ويقصرون العناء بين جوالة ورحالة بين قم والنجف، أما إذا أرادوا العيش في بلاد العرب فعليهم الامتثال بالسمع والطاعة دون جدال ولا كثر كلام، وليس لهم أن يطالبوا بنصيب في الحكم، فالشعوب في الخليج قد وعت واستنهضت، وهي ترفض أن تعيش بين تهديد ووعيد، تهديد من إيران ووعيد أذنابها في الداخل، كما لا ترضى هذه الشعوب لدولها أن تتنازل وتقدم حلولاً تسترضي فيها أحزاب ولا جمعيات ولا تجار ولا رجال أعمال.
ولا نقول إلا كما قال أحرار الشام في نشيدهم «يا نصر الإجرام سئمنا، لن نتراجع مهما يكون»، نعم لقد سئمنا في الخليج وفي البحرين من إجرام ميلشيات حزب الله التي عاثت فساداً بين حرق وقتل وتنكيل وتهديد، إنها المليشيات نفسها التي توعدها هذا النشيد، فجميعهم يشتركون في قتال العرب في سوريا والعراق ولبنان واليمن والبحرين، ولكن، صبراً جميلاً فمصيرهم وكبيرهم إلى الزوال بإذن الله.
ونقول هنا لمحبي حزب الله ومريديه في البحرين إن حزب الله سيسقط في سوريا وسيتلو ذلك سقوطه في لبنان، وكما سقط مريدوه في البحرين في حربهم ضد الدولة التي أعلنوها في 14 فبراير 2011، وبهذا تنتهي أسطورة حسن نصر الله، كما تنتهي أحلام بغاث الطير الذي حاول أن يستنسر علينا في البحرين، فلا تحاولوا بعدها أن تتمسكنوا وتتعذروا وتتقربوا بالمقالات واللقاءات، وهي كعادتكم في التمسكن حتى التمكن.
وعلى دول الخليج العربي؛ وأولها البحرين، أن تتعامل مع هذا البغاث بحجمه، وإلا سيعود هذا البغاث مرة أخرى لاستنساره، خاصة أنه وبعد سقوط حزب الله في لبنان لن يكون أمام إيران إلا ميلشياتها في البحرين، والتي ستعول عليها في زعزعة أمن الخليج وتهديده، ولكن يمكن قطع أحلامها وكسر آمالها بتحييد بغاثها وأن يلزموا أماكنهم، ولن يكون ذلك إلا بتنكيس راية كسرى مثلما تم تنكيسها في سوريا واليمن، وتنكيس راية كسرى بأن تكون المظاهر في جميع شوارع البحرين تثبت أنها دولة عربية.