الرأي

ادفع توماناً تزعزع أمناً

نبضات





داخل كل رجل صبي يركض خلف الكرة، وداخل كل امرأة طفلة بضفائر وشرائط ملونة، وداخل كل إيراني تاجر صغير مهما بلغ به الفقر؛ ولذلك فإن علة الخليج العربي المسماة بإيران، لا يمكن وقف ألمها أو السيطرة عليه إلا بالضغط على موضع الألم بالطريقة الأكثر ملاءمةً.
تتمادى إيران يوماً بعد الآخر لأنها لم تجد ردعاً كافياً ولا فعلاً مضاداً حقيقياً لوقفها أو الحد من تطاولها المستمر، ما عدا "عاصفة الحزم" التي أصبح لزاماً أن تخرج من كونها عملية عسكرية مؤقتة إلى ظاهرة خليجية آخذة في النمو. تلعب إيران بالبيضة والحجر؛ ففي الحين الذي تتفاوض فيه مع أمريكا والمجتمع الدولي على مفاعلها النووي كالقطة المتلوية حيناً والمتنمرة حيناً آخر، تدس سمومها في الداخل الخليجي، أيديولوجية، وغذائية في السنوات الأخيرة!
لطالما كنا نردد "استنفدت مع إيران كل الحيل"، ولعله الوقت المناسب للاعتراف أن الأسطوانة المشروخة التي نتداولها لم تعد ذات جدوى، وأنه ما من حيل سابقة أصلاً موجهة لإيران لاستنفادها، وإن بضعة الانتصارات الكلامية التي كنا نعتقد بتحقيقها إزاء إيران لا تتعدى كونها تخبطات وهرطقات لفظية حالفها حظ النجاح بالصدفة لتحظى بالتصفيق، وهذا ما يؤكده الواقع اليوم.
وبما أنه ما من مواقف أو سياسات جدية مضادة في وقت سابق، فقد حان وقت بدء الحيل، ولا غضاضة من تجربتها واحدة تلو الأخرى بدراية وفكر عميق، فلعل في هينها العلاج الشافي والرد الناجع الذي يعرف إيران بقدرها الحقيقي، ويعريها من تلك الأكاذيب التي شيدت بها لسنوات طوال اسم إيران "المرعب" في الشرق الأوسط والعالم، ويجردها من ازدواجيتها المعهودة.
روشتة الخليج العربي تقول: "عليك بالمقاطعة للمنتجات والبضائع الإيرانية، اقطع جميع السبل المؤدية لنفاذها إلى الجسد الخليجي الواحد، فإن مقاطعة البعض وانكفاء آخرين عن اتخاذ قرار مماثل، سيحول دون رسم هوية المواقف المشتركة والسياسات الموحدة للخليج العربي"، وتستطرد الروشتة: "إن الطريق إلى كسر الأنوف الإيرانية تمريغ التاجر بداخلها في الوحل، ومنحه ما يستحق من الخسائر والخيبات، وبقدر ما ستسهم تلك المقاطعة في إضعافه وإذلاله بقدر ما ستسهم حتماً في تراجعه وإعادة حساباته إزاء المنطقة"، وتضيف: "بقدر الثقة في الإرادة الشعبية الخليجية، نؤكد على ضرورة اتخاذ قرارات حكومية مشتركة، لا تقل حزماً عن عاصفة الحزم وعزيمة الشعوب في وقف استيراد البضائع والمنتجات الإيرانية كورقة ضغط اقتصادية سياسية".
- اختلاج النبض..
لابد من وقف دعم اقتصاد المتدخل في شؤوننا، والكف عن ضخ مزيد من التومانات الموظفة في إشقاء الخليج العربي وزعزعة أمنه.