الرأي

شـكراً إيـران..!!

أبيــض وأســود







إن كانت هناك من كلمة شكر لسمو الأمير سعود الفيصل أمير الدبلوماسية ـ حفظه الله وألبسه لباس الصحة والعافية ـ فإن كلمة شكراً لا توفي هذا الرجل حقه.
سعود الفيصل هو امتداد لذلك الرجل الشهم الذي لا تنسى مواقفه، والذي أحبه العرب والمسلمون، وليس غريباً أن يكون سعود الفيصل بهذه الشخصية والمواقف العروبية والإسلامية، إنه ابن الملك فيصل -رحمه الله- الذي قطع النفط عن الغرب من أجل فلسطين، فلا غرابة أن يكون سعود الفيصل كما هو اليوم، أو كما كان عبر 40 عاماً من خدمة دينه ووطنه وعروبته.
مواقف سعود الفيصل مع البحرين وأهل البحرين لا تنسى، ولا خير فينا، كشعب بحريني أصيل، إن لم نقل لهذا الرجل شكراً، ولا خير فينا إن لم نكرم ونقدر هذا الرجل.
كما قال وزير خارجيتنا الشيخ خالد بن أحمد: «كان في الأزمة (2011) وزيراً لخارجية البحرين والسعودية».
العرب والرجال لا تنسى من وقف معها، هكذا رضعنا من أمهاتنا، أن نوفي الرجال حقهم، وأن نقول لهم شكراً، وأن نكرمهم منزلتهم التي يستحقون، وأن نقف مع من وقف معنا، هذا أقل تقدير، وأقل امتنان وأقل رد للجميل.
من هذا المنبر المتواضع أرفع اقتراح إلى الديوان الملكي وإلى جلالة الملك حمد بن عيسى ـ حفظه الله وأدام عليه الصحة والعافية ـ أن يتم تكريم الأمير سعود الفيصل بالبحرين، وأن يقلده جلالة الملك أرفع أوسمة البحرين تقديراً وعرفاناً له على مواقفه.
وحتى نقول لمن وقف معنا في عز أزمتنا.. شكراً يا شيخ الرجال، فمواقف الرجال لا تقدر بثمن خاصة حين تموج الأرض وترتجف والرجال الحقيقيون يثبتون ويظهر معدنهم في الأزمات، والثبات من عند الله سبحانه.
وإن كانت صحة الأمير سعود الفيصل لا تسمح، فنتمنى أن تكرمه البحرين في قمة مجلس التعاون الخليجي بالرياض ويقلده الملك الوسام أمام الجميع.
عرجت على تكريم سعود الفيصل، وهو يستحق مقالات تكتب في شخصه وعمله ومواقفه، ذلك أني وجدت أن تكريم هذا الرجل من أهل البحرين (تكريم شعبي)، ومن قيادة البحرين أمر هام للغاية.
اليوم تعقد قمة مجلس التعاون التشاورية بحضور الرئيس الفرنسي، وأحسب أن تحديات أمام هذه القمة تتلخص في ملفات اليمن أولاً، ثم سوريا ثم العراق، كشعوب نتمنى أن تخرج القمة بقرارات مصيرية، وأن تعبر عن إرادتنا كشعوب في توقنا للاتحاد بشكل حقيقي واقعي، فالتحديات والأخطار لن تتوقف، بل ستزيد يوماً بعد آخر.
سبحان الله، طال انتظارنا كشعوب خليجية إلى الوحدة والاتحاد، شعرنا طوال 35 عاماً أن الوحدة بعيدة المنال، وأن اجتماعات مجلس التعاون لا تتقدم بالشكل المطلوب في ذلك الوقت، برغم الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينيات، وبرغم احتلال الكويت، وبرغم مشروع الدولة الخمينية الصفوية الشعوبية في طهران.
غير أن كل ذلك كان مقدراً من رب العزة والجلال (وعبارة رب العزة والجلال تذكرني بخطابات الملك فهد -رحمة الله عليه- حين يرتجل فهو من أفضل الزعماء ارتجالاً) كنا كشعوب نستعجل الوحدة، كنا نقول: «ألا يرى قادتنا ما تفعله إيران في العراق والبحرين وسوريا واليمن ولبنان؟
إلى متى السكوت عنها»؟
لكن ذلك كان مقدراً من الواحد الأحد، فما يكتبه الله لنا خيراً مما نظن ونتمنى، فمع قدوم خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- ومع قيام الحوثيين باحتلال اليمن بخيانة من علي عبد الله صالح، جاء الحزم، وجاءت الانتفاضة الخليجية العربية، ونحمد الله أنها جاءت.
كنا نحسب أنها لن تأتي يوماً، وستترك اليمن كما ترك العراق، وكما تركنا أهلنا في سوريا يواجهون الحرب الصفوية من قبل النظام الدموي هناك، ومن قبل مليشيات حزب الشيطان، والحرس الثوري الإيراني، والمليشيات العراقية، إلا أن العاصفة جاءت، وبقوة من الله وتوكل عليه ستقتلع العاصفة الخناجر من الخاصرة والظهر.
هذه الانتفاضة تجعلنا نقول لرب العزة والجلال، ربنا لك الحمد ولك الشكر، على انتفاضة أمتنا الكبيرة (السواد الأعظم من أمة التوحيد) وتجعلنا من بعد ذلك نقول لإيران، شكراً إيران، شكراً لتبجحكم باحتلال أربع عواصم عربية، بتبجحكم فعلتم ما كنا ننتظر أن يحدث سنوات طويلة، شكراً لاحتلالكم اليمن، فقد جاءت عاصفة الحزم والتي بإذن الله لن تتوقف عند اليمن.
شكراً ايتها الدولة الخمينية الصفوية الشعوبية، فقد بدأت هزائم بشار في سوريا تلوح، وحملت النعوش في جنوب لبنان وطهران، وبدأ عويل وصراخ دجال لبنان، فكلما زاد صراخه أدركنا أنها بدايات الغرق، وأن الصراخ على قدر الألم، شكراً لمؤامراتكم، فقد استفززتم العروبة والإسلام، وجاءت عاصفة الحزم لتفشل مشروعكم في اليمن.
قلت قبل أيام مضت، إن الدولة الصفوية بلغت قمة مداها في 2014 حين احتلت أربع عواصم عربية، وفي العام 2015 بدأت في الانحدار إلى أسفل، وهذا لن يتوقف بإذن الله، اليوم أو غداً ستحرر اليمن، وسينتفض أهلها الموحدون ضد الاحتلال الإيراني الصفوي.
واليوم أو غداً، ستحرر اللاذقية وبقية المدن حتى تسقط دمشق، من بعد توحد الجهود (السعودية القطرية التركية) في سوريا مما انعكس على انتصارات المعارضة برغم عدم امتلاك المعارضة مضادات للطيران.
جاء القرامطة وعاثوا فساداً وقتلوا الموحدين حتى في حرم الكعبة المشرفة، فتوحدت الأمة عليهم حتى هزموهم، جاء التتار وعاثوا إجراماً وتقتيلاً، فتوحدت الأمة وهزموا على أرضنا، جاءت الدولة الفاطمية وعاثت فساداً، حتى جاء القائد المظفر صلاح الدين وقضى على الدولة الفاطمية، وقال بما يحمل معنى: «لن تحرر القدس، قبل أن نقضي على الدولة الفاطمية».
فقضى عليها وحرر القدس، في كل ذلك التاريخ الطويل والدموي دروس وعبر، ابحثوا عن خناجر الظهر والخاصرة، ومن الذي كان فتح الأبواب للمحتل ويخون الأوطان والدين حتى تحتل أوطان العرب والمسلمين؟
إنهم أنفسهم يفعلون ذلك اليوم، هذا دأبهم وديدنهم، لكن الله متم أمره ولو كره الكارهون، هكذا يحدث عبر التاريخ، تأتي دولة الظلم والاستبداد والقهر والطائفية والدماء، والتي تقوم على قتل أهل التوحيد وتتمدد، ويحسب البعض أنه زمنهم وأنهم منتصرون (تذكرت لوهلة منصورين والناصر الله في مستشفى السلمانية وهي صورة صغيرة تعطي دلائل وإشارات عن الصورة الكبيرة)، لكن الله يرسل عباده ويسخرهم حتى تستفيق الأمة على يدهم، وبإذن الله تستفيق الأمة على يد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله، ويبدأ تطهير الأمة من أيادي المجوس عبدة النار.
عله يكون بداية عهد جديد، وبداية الهزيمة المنكرة للدولة الخمينية الصفوية الشعوبية في اليمن والعراق ولسوريا ولبنان، وبعدها بإذن الله تحرر القدس الشريف من أيادي الصهاينة.
فلا يمكن أن تحرر القدس وخناجر الخاصرة تضربنا وتوغل في قتل الموحدين، الحكمة والعقل يقولان اقطعوا أيادي خناجر الخاصرة حتى نتوحد ضد الصهاينة وتحرر القدس الشريف، كما فعل صلاح الدين الأيوبي.
التاريخ يعيد نفسه، ولكن القدس بإذن الله سيحررها المسلمون العرب هذه المرة، وهذا لا يقلل من أحد أبداً من المسلمين، كلنا مسلمون بإذن الله، فمن فتح القدس أول مرة كان الإمام العربي العادل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، هذا التاريخ الذي لا يريد سماعه المرجفون ومن يخونون الأوطان، بل أنهم يريدون نكرانه ولا يستطيعون.
تحرر القدس بمثل (عمر، وصلاح) وليس بمثل دجال جنوب لبنان، هؤلاء خونة التاريخ والأوطان فلا يحرر القدس خائن..!
** رذاذ
قرأت تغريدة جميلة وأحسب أن من كتبها من أهل اليمن، يقول صاحب التغريدة: «سأل الحوثيين متى تقاتلون أمريكا والصهاينة كما تزعمون؟
قال الحوثيون: حين يصبحون مسلمين..!!».