الرأي

اعترافات متأخرة.. ورسالة من القذافي للوفاق!

أبيــض وأســود






قبل أن أعرج على صلب الموضوع، لابد لنا هنا من أن نهنئ البحرين وأهلها وقيادتها، ونهنئ سمو ولي العهد تحديداً الأمير سلمان بن حمد حفظه الله، على النجاح الكبير لفعاليات وسباق الفورمولا 1، وهذا ليس بغريب علينا في البحرين، ففي عز الأزمات نجحنا في استضافة السباق، وهب أهل البحرين لإنجاحه. كان ذلك في عز الموجة على المنطقة والبحرين، نجحنا في التنظيم وفي تنظيف الصورة من الشوائب.
أمر بهذا الموقف قبل كل سباق فورمولا 1، فتأتيني الاتصالات من أصدقاء وأحباب ويقولون: «يا أخي ما عندك تذاكر للسباق»؟..وهذا يظهر مدى النجاح، ومدى شغف الجماهير للحضور ومتابعة الفعاليات المصاحبة، كل هذه الجماهير الغفيرة إنما تظهر سباق الفورمولا 1 بالبحرين ناجحاً بامتياز.
في كل مرة يظهر من يحاول التشويش على هذا النجاح، داخلياً وخارجياً، لكنهم يفشلون، وينجح السباق، وتمضي البحرين في طريقها أقوى وأصلب مما كانت عليه، والفضل لله سبحانه، ومن ثم إلى قيادتنا الحكيمة، وإلى رؤية سمو ولي العهد.
توقفت عند أحد نجاحات البحرين عالمياً، وأذهب إلى ما أنا بصدده اليوم، فقد خرجت أصوات مؤخراً تعترف بالأخطاء من بعد استكبار أربعة أعوام، ومن بعد أن ذهبت نشوة دوار المتعة، ومن بعد أن «راحت السكرة»..!
ربما من أسوأ ما حدث لجمعية مثل جمعية وعد، وما حدث لخط جمعية وعد، وفكر جمعية وعد، هو أن يختطفها شخص بعينه، ويحولها إلى جمعية ترتمي في حضن جمعية طائفية انقلابية، فأصبحت وعد التي تبعد عن نفسها الانتماء الى مذهب وطائفة، وعن التوجهات الدينية برمتها، أصبحت اليوم متوغلة وغارقة في الوحل الطائفي، بعد أن تم اختطافها عنوة.
فقد ذهبت (وعد عبد الرحمن النعيمي) وجاءت وعد التي تركض خلف بشت علي سلمان، فإن كان هناك من يحترم وعد، حتى وإن كان لا ينتمي إليها، فقد ذهب حتى الاحترام من بعد هذا الارتماء في أحضان الولي الفقيه والجمعية الانقلابية الطائفية.
خرجت أمس منيرة فخرو لتقول: «إن على المعارضة مراجعة مواقفها والاعتراف بأخطائها، وإن بند الحكومة المنتخبة إنما هو بند تفاوضي».
بينما فات عن منيرة فخرو أن موضوع الحكومة المنتخبة لم يعد مطروحاً أصلاً، لا لشيء، ولكن لأن هذا الأمر يحدده شعب البحرين، وأهل البحرين الحقيقيون، وتحدده قيادة البحرين، ولا يحدد تيار خرج خروجاً طائفياً بامتياز.
أمضيتم أربعة أعوام في وهم كبير، وكنتم تبيعون الوهم على الناس، واليوم جاءت فخرو لتقول: «علينا الاعتراف بالأخطاء»..!!
أعتقد أن الوقت قد فات (وهذا رأي شخصي)، كان يجب وقف الأخطاء في ذلك الوقت، وكان يجب الخروج في ذلك الوقت، والقول إن الجمعية الفلانية والجمعية الفلانية (على سبيل المثال) ضد هذه التصريحات، وضد هذه المواقف.
لكن أن تخرج أصوات فخرو اليوم بعد استكبارات الانسحاب من 3 حوارات أطلقتها الدولة، إنما هي تشبه الآذان في غير وقت صلاة..!
منيرة فخرو ألقت بالحجارة على طرف آخر في المعارضة، وأحسبها تقصد الوفاق، وأخذت تنتقد إطلاق عبارات تسقيطية، وكأن العبارات أطلقت أمس، وليست قبل أربعة أعوام.
يبدو أن منيرة فخرو لديها فارق توقيت سياسي، فما قالته اليوم، كان يجب أن يقال قبل أربعة اعوام، لكن في ساعة النشوة، وفي حلم الانقلاب وتصفيق الحشود، كانت تلك العبارات مقبولة، ولم ينكرها أحد.
هل استيعاب معاني تلك العبارات يحتاج إلى أربعة أعوام؟ أم أن عاصفة الحزم جعلت ألسنة البعض تتبدل، وتتحول، وتستدرك، وتلقي بالحجارة على من أطلق تلك العبارات، وعلى الوفاق وتيار 14 فبراير حتى قالت عنهم فخرو إنهم كانوا على خطأ.
مع تصريحات منيرة فخرو، تذكرت مواقف الدكتور علي فخرو، فمن بعد خطابه فوق منصة الدوار، وبعد أن قال للجموع: «أنتم تصنعون التاريخ» استدرك بعد أن ذهبت النشوة، وغير كلامه، وأصبح يجلس في مجالس الحكم، ثم قال: «على الوفاق أن تنقل الصراع من الشارع إلى البرلمان»..!
غير أن اللافت في الأمر أن الذي استوعبه علي فخرو متأخراً، استوعبته منيرة فخرو متأخرة عن علي فخرو، بمعنى أن تأخير منيرة فخرو كان مزدوجاً، من هنا يبدو أن هناك فارق توقيت سياسي..!
وحين قيل لمنيرة فخرو، وأين حراككم اليوم، هل انتهى؟.. قالت: «لم ينته، ولم يفشل، يسير سيراً بطيئاً ونحن بدورنا ننحني للعاصفة»..!
لا أعرف هل تقصد عاصفة الحزم، أم أنه مجرد تعبير مجازي، غير أن الذي أعرفه أن الذي يحدث اليوم ليس عاصفة، وإنما طوفان قادم، والذي أعرفه أيضاً (ويقرؤه أي قارئ للأحداث) أن هذا الطوفان جعل البعض ينبطح، في اليمن، وفي لبنان، وفي العراق، وفي البحرين، فالذي لا يريد أن يقتلعه الطوفان.. ينبطح..!
غير أنه وعلى أقل تقدير، فإن منيرة فخرو وهي امرأة خرجت وقالت وتحدثت، بينما (رجال) الوفاق ليس لهم صوت، وليس لهم موقف، حتى أننا كدنا ننسى أن هناك جمعية وفاق بالبحرين، نريد أن نعرف موقفهم من عاصفة الحزم في اليمن، فلم نعرفه، هل هم مع عاصفة الحزم، هل هم مع الحوثيين، هل هم مع خيانة علي صالح، لا نعلم.. نريد موقف من (رجال) الوفاق فلا نرى..!
منيرة فخرو (نختلف او نتفق معها) على الأقل صرحت، وقالت إنها تنحني للعاصفة، لكن ماذا عنكم أنتم..؟
هل أنتم تنحنون للعاصفة، هل أنتم تنبطحون للطوفان، لا نعلم..؟
** رسالة من القذافي للوفاق..!
رسالة عاجلة من القذافي وبصوت مرتفع، إلى الوفاق: «مــن ااانتم»..؟!!
ونحن نقول أين أنتم، وأين البطولات والعنتريات..؟
أين الخطب الرنانة، أين بيع الوهم للسذج..؟
أين الذين قالوا: وثيقة المنامة هي طريق الحل، أين الوثيقة، يا أهل الوثيقة؟
إلى أين أوصلتم شارعكم، وإلى أي منحدر تذهبون؟