الرأي

لن يكون هناك مكان آمن للحوثيين ولا لعصابات إيران

لن يكون هناك مكان آمن للحوثيين ولا لعصابات إيران




نبدأ بما ذكره المتحدث الرسمي باسم عملية «عاصفة الحزم» العميد ركن أحمد عسيري في قوله «لن يكون هناك مكان آمن للحوثيين في الأيام المقبلة»، هذه المقولة يجب أن تنقش على كل جدار، وتكتب في كل كتاب وتكون شعاراً على كل ورقة رسمية، بأن لن يكون هناك مكان آمن للعابثين، وليس فقط للحوثيين، والمكان الآمن يعني لن يترك لهم أو لغيرهم العودة كما كانوا وفيما كانوا، فهم قوم يجب أن يكون بينهم وبين قادة البلاد عهد، إن نقضوا منه حرفاً فيقع عليهم العقاب من طرد ونفي من البلاد، لأن هذه العصبة وباقي عصابتها هم مثل المفسدين في الأرضين الذين ذكرهم الله في كتابه.
لا مكان آمناً، يعني لا يؤمن لهم أمانة ولا يُجعل لهم مكان في مناصب الدولة، لأن ما أقدموا عليه من جريمة لا يمكن العفو عنها، خاصة عندما تكون هذه الجريمة خيانة وطن، وسفك دماء ونهباً وفساداً، وكل هذه الجرائم حدثت على يد الحوثيين، كما ارتكبت مثلها في البحرين الميليشيات الوفاقية، التي لم يقدر لها أن تضع يدها على ترسانة أسلحة الدولة، ولم تؤاتها الفرصة أن تتغلغل في الجيش، وإلا لارتكبت من الجرائم وتمادت أكثر من جرائم وتمادي الحوثيين، فكلاهما مطلبهما واحد، وكلاهما مدعومان من إيران، إذاً لا مكان آمناً للحوثيين ولا غيرهم، وأن يعودوا إلى ما كانوا وأن يمهد لهم الدرب ويكون بينهم وبين الدولة اليمنية حوار أو أن تتم استضافتهم على طاولة حوار مع قادة دول الخليج لن تكون نتيجته إلا كما يقول المثل الشعبي «يا بوزيد كأنك ما غزيت»، وحتى التلويح لمجرد استضافتهم في حوار، هو اعتراف بشرعيتهم ووجودهم كند للدولة اليمنية، وأن الاعتراف بالعصابات يكسبها الصفة الدولية كما كسبت حزب الله اللبناني.
إن الدولة القوية الصلبة الأركان لا تحاور مجرمين ولا تعترف بوجودهم، ثم إنه لا حوار مع منهزمين، فالمنتصر هو من يملي الشروط لا أن يبحث عن شروط توافقية تكون نتيجتها أن يعود المهزوم إلى مكانه مقدراً ومحترماً بعد أن حصل على التطمينات والصلاحيات، واعتراف بكيانه الذي سيكون على أساسه مشاركاً في السلطة، ويكون له مقار ودور رئيس في الدولة، وهي أكبر مصيبة، حيث إن هذا المنهزم وهذه العصابة لم تخسر شيئاً بعد أن يكون له رد اعتبار ودعوته للحوار، وهو ما حصل في البحرين عندما دخلت الدولة في حوار مع جمعية الوفاق التي كانت في قمة الضعف والانهيار، خاصة بعد دخول درع الجزيرة والسلامة الوطنية، فعادت لها الروح بهذه الدعوة ولملمت منها أوراقاً وعدلت صورتها، كما أعطاها المجتمع الدولي وزناً وثقلاً، وقد رأينا كيف هرولت إليها السفارات الأجنبية وجاءها مبعوث خاص من أوباما يزور مرجعيتها، وذلك كله بعدما سمحت لها الدولة بأن تعود إلى صورتها وشكلها الأول.
ونعود إلى ما قاله المتحدث الإعلامي لعاصفة الحزم «لا مكان آمناً للحوثيين في الأيام المقبلة»، ونقول إن الحوثيين هم ذراع إيرانية في الكويت وفي السعودية وفي البحرين غير الأذرع الخفية في الدول الخليجية الأخرى التي لم يحن أوان خروجها، وهذه الأذرع إن لم تقطع وتحش حشاً فإنها ستطول، كما أن إيران ستزيد من دعمها وتمويلها، وخاصة أن الظروف تسمح لهذا الدعم والتمويل والتدريب، فلا حظر على طيران والحدود البرية والبحرين مفتوحة بين دولة عدوة أعلنت الحرب على أهل السنة في سوريا والعراق ولبنان والسعودية واليوم في اليمن وفي البحرين، ولكن مع الأسف الشديد لم يتم اتخاذ التدابير والتي هي تكملة للحرب على الإرهاب الإيراني، الذي مازالت له الحرية؛ فله البنوك والمصارف وله مئات الآلاف من شركات الاستيراد والتصدير والتجارة العامة، إذاً مازالت الأبواب مفتوحة لهذا العدو ليصدر أسلحته ويدعم بتمويله ويقدم التدريب، وإن لم تقطع هذه الأذرع من الجذوع فلا فائدة، حيث إن الأمور ستعود كما كانت وتعود إلى أكثر مما آلت.
إذاً «لن يكون هناك مكان آمن للحوثيين»، يجب أن تكون «لا مكان آمناً لعصابات إيران في دول الخليج العربي» المنتشرة في دول الخليج، فأما أن يقبل الموالون لإيران بأن يعيشوا بأمان وسلام وإما أن يرحلوا، وإما أن تغلق الموانئ البحرية والجوية والبرية بين إيران والدول التي تخضع تحت سيطرتها لبنان والعراق وسوريا، وإلا فكل مكان سيكون أماناً لهم.