الرأي

تدفق انتصارات اليمن.. وتدفق مياه «عذاري»!!

أبيــض وأســود







حين سمعت عويل دجال جنوب لبنان وصراخه، تذكرت ذات المشهد وذات الصراخ الذي خرج منه بعد دخول قوات درع الجزيرة للبحرين، كان يقول للانقلابيين في البحرين أنتم من ستنتصرون، وأخذ يعدهم بالنصر ويحفزهم على الثورة.
وها أنتم ترون المشهد في البحرين، ولله الحمد انهزم الانقلابيون؛ وهزائمهم القادمة أكبر وأكثر قساوة.
أخذ دجال لبنان يقول للانقلابيين في اليمن أنتم ستنتصرون، لكن بالأمس قام الحوثيون العملاء بإطلاق سراح السجناء البالغ عددهم 1800 سجين في صنعاء، ولا يفعل ذلك إلا من كان يعرف أن هذه هي الساعات الأخيرة له ويريد أن تعم الفوضى.
دجال لبنان قبل غيره يعلم أن حزب الشيطان سيعاني الأمرين في القادم من الوقت، خاصة بعد أن يتحقق الانتصار بإذن الله في اليمن، ويتحقق الانتصار في سوريا، وأن حدث ذلك بنصر من الله فإن حزب الشيطان سيقطع عنه الحبل السري الذي يغذيه من سوريا، وهذه بداية الموت المحقق، وبداية الهزيمة الكبرى لإيران وأذنابها إيذاناً بتحرير العراق بإذن الله.
«راحت السكرة» وجاءت عاصفة الحزم التي أسكتت الأفواه في البحرين والكويت، أفواه الدجالين الذين تدعمهم إيران وولاؤهم لإيران، أخذوا يلفون بالصمت، حتى أن بعضهم اختفى من تويتر ولم يكتب كلمة واحدة، ذلك أنه يعرف أن القانون سيطاله إن كتب وتهجم على عاصفة الحزم وعلى قوات التحالف.
وصلتم إلى قمة التبجح والغرور في 2011، غير أن في 2011 أيضاً جاءتك الصفعات الواحدة تلو الأخرى، حتى صرتم في هزيمة منكرة اليوم (مشيمع في السجن، علي سلمان في السجن، المقداد في السجن، عبدالوهاب حسين في السجن، نبيل رجب سجن وعليه قضايا)، كل من تقولون عنه إنه رمز لديكم هو في السجن، والبقية الباقية ستسمعون عنها مالا يسركم بإذن الله.
يقف أهل البحرين والخليج اليوم بعزة وكرامة ومجد ورفعة للرأس، كل ذلك من عند الله أولاً، من ثم من بعد أن جاءت عملية عاصفة الحزم التي ستقضي بإذن الله على فلول الحوثيين والخائن علي عبدالله صالح.
يقف أهل البحرين اليوم بشموخ واعتزاز بمشاركة أبناء البحرين البواسل في عملية عاصفة الحزم، من طيارين وفنيين وخبراء اتصالات وغيرها من التخصصات التي يبرع فيها أبناء الجيش البحريني، والذي يعتبر من أفضل جيوش المنطقة تدريباً واستعداداً، وهذا بفضل من الله سبحانه ثم بفضل توجيهات وتأسيس جلالة الملك حمد بن عيسى لقوة دفاع البحرين، وبعمل كبير ومضنٍ من القائد العام المشير خليفه بن أحمد الذي يحسب له هذا التفوق للجيش البحريني، ونحن نأمل بالمزيد.
إلى كل أفراد الجيش البحريني نقول؛ إن أهل البحرين معكم ويكبرون أعمالكم ومجهودكم الحربي والقتالي كلاً في تخصصه ومجاله، فهذا هو العهد بكم رجال أوفياء وأقوياء في الحق وبأسكم شديد، فإن حدث مكروه لأحدكم فإننا نحسبه بإذن الله شهيداً، وهو تكريم من عن الله للشهيد وأهله، وإلا فإن النصر أمامكم بإذن الواحد الأحد.
الحمد والشكر لله وحده على كل ما تحقق ويحدث، فللحقيقة لم نكن نتوقع أن تفزع كل هذه الدول لعاصفة الحزم، لكن ذلك حدث بتوفيق الله، وبقيادة المملكة العربية السعودية وخادم الحرمين الشريفين حفظه الله.
هذه الخطوة كان مفاجئة لإيران، فحين خرج وزير خارجيتها بتصريح من جنيف كان شاحب الوجه عليه ارتباك شديد، فقد أصابه الموقف بالذهول والصدمة من انهيار المشروع الإيراني في اليمن.
إيران وأذنابها لا يعرفون إلا لغة القوة، كلما واجهتهم بالقوة والحزم تراجعوا واندحروا وطأطؤا الرؤوس وغشيتهم المذلة.
عاصفة الحزم ستلقي بظلالها الجميلة على كل الخليج، وسيشعر أهل الخليج كلما مر الوقت أكثر بأن الانتصارات ستأتي، وأن قوة إيران وصواريخها إنما هي وهم كبير وخداع، بل أنهم يستخدمون لغة الإعلام كسلاح إرهاب، وهذا لم ينجح، وسينهار مشروعهم في سوريا والعراق كما انهار مشروعهم بالبحرين واليمن بإذن الله.
لا ينبغي أبداً أن نفوت الفرص في البحرين، على الدولة اليوم أن تقوم بواجباتها لحماية المجتمع من الأعمال الإرهابية، عليكم اليوم وليس غداً، أن تجهزوا على كل الخلايا الإرهابية أينما كانت، كما أن على الدولة أن تخضع كل المناطق تحت هيمنتها وسيطرتها، سواء على اليابسة أوعلى البحر.
ليس مطلوباً أن نتراخى أو نسكت أو نؤجل، اليوم نحن مطالبون بفرض الهيمنة وإخضاع الجميع للقانون، فليس هناك أهم من الأمن المجتمعي، هو أول الأولويات، وهو بداية الرخاء الاقتصادي والتجاري، تركنا أموراً كثيرة معلقة وقلتم في ذلك الحين (مو وقته)، لكن اليوم أعتقد أنه (وقته) وعلينا أن نأخذ زمام المبادرة بقوة وحزم دون تأخير.
أعود إلى ذات الشأن ولكن خارجياً، فقد صرح وزير خارجيتنا الشيخ خالد بن أحمد أمس وقال: «كل الدول المحتلة عربياً هي على طاولة التحالف، وسيبحث التحالف موقفه منها».
هذا التصريح خطير أيضاً ويحمل دلالات كثيرة، وأحسب أن أولها دلالة تتعلق بموضوع سوريا، فما يحدث من انتصارات في سوريا اليوم لم يكن وليد الصدفة، فقد زاد الدعم للجيش الحر من أطراف عدة وأولها دول الخليج والسعودية، فكلما زاد الدعم المعنوي والسياسي والعسكري، وهذا الأخير أكثر أهمية، ستتحقق انتصارات بإذن الله، فالعامل النفسي ضد عملاء إيران في سوريا، ولولا عامل الجو والطيران لانهار نظام الأسد منذ العام الأول، لذلك فإن أول ما يجب أن يسلح به الجيش الحر هو صواريخ مضادة للطائرات، عندها ستتغير المعادلة كثيراً.
كان ذكياً جداً موقف خادم الحرمين الشريفين من تركيا والسودان، فقد ابتعدنا عن السودان وتركناه لإيران، اليوم كان موقف السعودية حكيماً في جعل السودان معنا وليس ضدنا، وكذلك الموقف من تركيا وهي دولة محورية وهامة وصاحبة أكبر اقتصاد في محيطها الإقليمي.
من المهم اليوم أن تطوى كل صفحات للخلافات، كانت بين قطر ومصر، أو بين مصر وتركيا، أو بين تركيا وبعض دول الخليج، الظرف الإقليمي والتحديات تتطلب ذلك، لا يجب أن نخسر تركيا أبداً لما لها من ثقل إقليمي وسياسي واقتصادي.
أعود لما قلت في عمود أمس، عاصفة الحزم أعادت إلينا البسمة، وأعادت لنا الكرامة والعزة، وجعلتنا نشعر (ونحن أصحاب الحق) أن اليد الطولى بإذن الله لنا، وكل مشاريع الصفويين في البحرين واليمن وسوريا ولبنان والعراق إلى انهزام وخسارات.
** رذاذ
بعض الأنباء ترددت حول طلب من دولة خليجية للبحرين بوقف تدفق الباصات العابرة للعراق، ويبدو أن هذه الباصات تحمل ما تحمل وهي ذاهبة، وتحمل ما تحمل وهي قادمة.
أليس المطلوب اليوم أن نقوم إجراءات صارمة وقوية تجاه هذه الباصات، وأصحابها، والحملات التي تتبعها؟ حتى السائق يجب أن يحاسب؟
لكن قبل ذلك أليس المطلوب اليوم وقف هذه الرحلات إن كانت تؤثر على الأمن لدول الخليج والبحرين بشكل خاص؟
هل تفتش هذه الباصات تفتيشاً دقيقاً صارماً؟
** نشكر الأخ الوزير عيسى الحمادي وزير الإعلام على جهوده في تلفزيون البحرين من خلال تغطية الأحداث الجارية على الساحة المحلية والإقليمية، برغم أن التلفزيون يحتاج إلى تطوير كبير جداً خاصة في جانب المعدين والمذيعين.
الجهود التي تمت اليوم بالطاقم المتوفر للوزير يشكر عليها، ونتمنى المزيد من ذلك، ونتمنى أن تكون قناتنا الفضائية أفضل مما هي عليه وهذا يحتاج إلى عمل كبير وميزانيات، ورجال ونساء مخلصين.
** عودة المياه العذبة إلى «عين عذاري»..!!
أسعدني وأسعد أهل البحرين الخبر الذي زفه إلينا الرجل الفاضل الشيخ هشام بن عبدالرحمن، محافظ العاصمة، حين قال إن المياه العذبة عادت للتدفق في عين عذاري.
هذا الخبر يحتاج إلى متابعة قوية من الصحافة ومن التلفزيون لما له من أهمية قصوى لدى البحرينيين والخليجيين على حد سواء.
لا أعرف مدى قوة تدفق المياه، ولا أعرف إن كانت عذبة كما كانت عين عذاري، لكن الخبر أسعدنا كثيراً، وكأنه يعيد فينا تلك الروح والمشاعر البحرينية الأصيلة والقديمة حين كانت البحرين جميلة، وكانت من دون إرهاب ومن دون أحقاد ومن دون تطرف..!
كأن الزمن الجميل بدأ يعود من خلال عاصفة الحزم في اليمن، فجاء الخبر الأجمل لنا في البحرين بعودة تدفق مياه عين عذاري مرة أخرى.
البعض توجس من تدفق مياه عذاري من جديد، وقال وكأن عصر تدفق النفط سينتهي قريباً، فأعاد الله إلينا تدفق مياه عذاري..!!