الرأي

«عاصفة الحزم».. البحرينية

ورق أبيض







«قررنا المشاركة في عاصفة الحزم انطلاقاً من مسؤوليتنا التاريخية تجاه أمن المنطقة»؛ بهذه الكلمات لخص جلالة الملك أسباب المشاركة في العملية العسكرية في اليمن، وذلك بعيد وصوله إلى شرم الشيخ للمشاركة في أعمال القمة السادسة والعشرين.
فالمسؤولية التاريخية للبحرين بأمن المنطقة؛ كانت على الدوام إحدى قواعد السياسة البحرينية الخارجية، بموازاة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، واحترام إرادة الشعوب، لكن ما قامت به الميليشيات الحوثية في اليمن هو تعد واضح وصريح على أمن المنطقة، ومحاولة خارجية لإشعال فتيل الفوضى وتقسيم الشعب اليمني، تتبعه بالضرورة آثاره الكبيرة على أمن دول المنطقة.
فالبحرين التي اكتوت بنار الإرهاب والتدخل الخارجي في شؤونها، ومازالت، ستكون هي الأقدر على توصيف الحالة واقتراح العلاجات الجذرية لها، فالحزم والجدية في التعاطي مع الميليشيات الإرهابية، أياً كانت توجهاتها ومن يقف وراءها، هي أول الطرق لإعادة ضبط الأمن في المنطقة بعد عاصفة ما سمي بـ«الربيع العربي».
لكل ذلك كان الدعم البحريني اللامحدود للتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، وهو دعم لا يقف عند المشاركة بقوات عسكرية فحسب؛ بل يمتد أيضاً للدعم السياسي والإعلامي، وهو ما بدا واضحاً من تصريحات جلالة الملك وكبار المسؤولين في الدولة، والذين أكدوا على خطورة التدخلات الدولية والإقليمية في الشؤون الداخلية للدول العربية، والتي أوجدت حالات من التطرف والتعصب الديني والطائفي، والانتشار غير المسبوق للجماعات الإرهابية بشتى ألوانها وتوجهاتها وأطيافها.
الدور الكبير الذي قامت به البحرين كان موضع اعتزاز واحترام من دول العالم أجمع، فقد قامت القوات المسلحة ممثلة بصقور سلاح الجو الملكي بدورهم الوطني في الدفاع عن اليمن وشرعية الحكم فيها ضد فئة ضالة هدفت إلى إيجاد موضع قدم لقوى إقليمية، وتسعى إلى زعزعة الأمن والاستقرار في كل دول المنطقة.
لكن الدور الذي لا يقل أهمية عن ذلك هو تحصين الجبهة الداخلية، والذي تقوم به قوات الأمن بكل حرفية واقتدار، فتداعيات ما يجري في الإقليم سيحاول البعض نقلها إلى الداخل البحريني من خلال عمليات إرهابية أو افتعال بعض المصادمات مع قوات الأمن، ولكننا نؤمن شديد الإيمان بقدرة أفراد الأمن على التعامل مع تلك المحاولات، والضرب بيد من حديد على أيدي المخربين الذين يحاولون النيل من أمن البحرين.
«عاصفة حزم بحرينية» انطلقت منذ العام 2011 لإعادة ضبط الأمن، ومازالت تتواصل بذات الحزم والهمة العالية بجهود جميع ضباط وأفراد الأمن العام بهدف القضاء على الإرهاب وتجفيف منابعه، ومازالت متواصلة رغم ما قدم أفرادها من تضحيات وشهداء، ومازالوا متمسكين بالتوجيهات والقيم التي تربوا عليها في مدرسة حمد بن عيسى، حيث كان الوطن دائماً وأبداً أولاً وأخيراً.
- ورق أبيض..
كلمة حق لابد من قولها وأعرف أن مستحقيها أكبر من ذلك؛ فالجهود الكبيرة والجبارة التي بذلتها وزارة الداخلية كانت على الدوام موضع احترام وتقدير من الجميع، فالأمن الذي تتمتع به البحرين اليوم صنعه رجال الداخلية بكل رتبهم العسكرية، فتراهم على الدوام متأهبين مرابطين رغم كل الظروف، لا يدفعهم إلى ذلك إلا إيمانهم بالله وبالوطن وولاؤهم للملك، وحرصهم على حفظ أرواح المدنيين من مواطنين ومقيمين، يلبون نداء الوطن وينفذون توجيهات قياداتهم، فلهم جميعاً كل الاحترام والتقدير والمحبة والوفاء.. وقبلة على الجبين.