الرأي

قصة نجاح سعودي

بنــــــــــادر











للنجاح طعم خاص ونكهة غريبة، مغايرة، مختلفة، متميزة، لا يمكن أن يشعر بها غير من دخل خانة الناجحين، ويشعر بها من يحاول أن يزيد من رقعة الشباب الناجحين في العالم، لأنه يتعامل مع اللحظة التي تقفز إلى اللحظات الأخرى القادمة.
النجاح هو أن أرى ما أراه أمامي دائماً في صورة من الصور الإنسانية، لا يهمني لغة الناجح أو قوميته أو دينه أو المكان الذي يسكنه؛ في قصر عال أو في أحد الأكواخ التي لا تحتمل حرارة الصيف أو برد الشتاء.
الناجح هو ناجح لا علاقة له بالظروف بقدر علاقته بالقدر الذي عمل على إنجاحه رغم أنف الظروف الصعبة التي تحاصره.
في الجو المزحوم بغبار المشاكل والهموم اليومية وأخبار الحروب في كل مكان والقتل غير المبرر لأي من يمتلك ذرة من الوعي أو الفطرة الإنسانية، حروب مفتعلة بين الطوائف والقوميات والمذاهب، يذهب ضحيتها الفقراء والأطفال والنساء والكهول والعجائز، والذين يسمون في التاريخ بوقود الثورات، هذه الثورات والتي تقود المجتمعات المتطورة إلى الخلف، مازالت تعمل على استمراريتها أجندات خاصة، لهذه أو تلك من الدول الكبيرة أو التي تريد أن تصبح كبيرة من خلال شغلها اليومي على زيادة مساحة رقعة الموت في العالم.
ولأنني أحاول دائماً البحث عن مساحة تمكنني من التأمل في ما حولي من جمال، أذهب عميقاً إلى كل ما يطرح في الساحة العالمية من إنجازات في العالم والمعرفة والثقافة الإنسانية وأخبار التحديث في التكنولوجيا وآخر أخبار الطب والطب البديل وغيرها من الأخبار التي تفرح القلب وأيضاً تفرح الروح.
قبل عدة أيام وصلني على «الواتس آب» من الصديق علي الشيراوي خبر جعلني أرقص فرحاً، عنوان الخبر «مايكروسوفت تصف طالباً أحسائياً بالماسة الغالية»، وجاء فيه.. حصد الطالب جواد جعفر الهاشم من محافظة الأحساء المركز الأول في العالم من بين 20 متسابقاً، في مسابقة تصميم المعلومات، ويعد العربي الوحيد في المسابقة والتي انعقدت بالولايات المتحدة الأمريكية، والذي أذهل مصممي البرمجيات على مستوى العالم».
حصل جواد الهاشم على 85.2 درجة، بينما المركز الثاني طالب أمريكي وكانت درجته 85 والمركز الثالث طالبة أسترالية 76.2 درجة، وقررت شركة مايكروسوفت العالمية تحمل جميع نفقات الطالب السعودي بجامعة واشنطن وذلك لمدة 8 سنوات، وإقامته بالولايات المتحدة الأمريكية. ووصف بيل جيتس صاحب الشركة الطالب جواد بأنه ماسة غالية في عالم الإلكترونيات.
من هنا لا تحاول أبداً أن تستهزئ بالأطفال الصغار الذين يحملون حقائبهم المدرسية الصغيرة والتي تكاد تكسر ظهورهم، فبمثل هؤلاء الأطفال يتشكل المستقبل.
الكثيرون في الماضي من الزمان استهزؤوا بمثل أولئك الأطفال الذين تراهم في أرصفة المدن وفي زرائب القرى بملابس رثة، بيوتهم غير صحية، وأكلهم لا يصل إلى مرحلة الشبع، ولكن من بين هؤلاء خرج القادة العظام والزعماء والحكماء والعشاق والحالمون ببناء عالم أكثر جمالاً وأكثر متعة.
في كل بيت هناك نجاح يتشكل، في كل حي هناك إنسان مختلف ومتميز، في كل مدينة هناك شخص يصعد من الظلمة لينشر النور، في كل بلاد هناك عشرات الأطفال الذين علينا أن نراهم في المستقبل وليس في ما هم من عوز وحاجة وطلب لأصغر الأشياء. إذا شاهدت الأطفال المهملين في البيوت والشوارع والأحياء الشعبية لا تباركهم، إنما تبارك بهم، فهم من سيغيرون العالم الذي عشته، وهم من سيحولون ما تراه صعباً ومستحيلاً، فتبارك بهم ليبارك لك.