الرأي

حلم الاحتراف الكروي!

صفارة






قبل يومين عقد الاتحاد البحريني لكرة القدم ندوة «خجولة» عن الاحتراف عنوانها «الاحتراف بين الواقع والطموح» غاب عنها جل أعضاء مجلس إدارة الاتحاد وكان الحضور العام خجولاً أكثر حتى من عنوان الندوة نفسها ولا أدري إن كان السبب يكمن في اختيار التوقيت أم أنه ذو علاقة بالتنظيم!
لست هنا بصدد التقليل من جهود ومساعي اتحاد كرة القدم لتجسيد الاحتراف الكروي في ملاعب البحرين على أرض الواقع، بل إنني من ضمن الغالبية العظمى التي تنادي بالانتقال إلى مرحلة الاحتراف ولكن ما كل ما يتمنى المرء يدركه تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن!
واقعنا الرياضي عامة والكروي خاصة لايزال بعيداً عن أجواء الاحترافية بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معانٍ وعلينا أن نعترف بذلك بكل شجاعة، فبنيتنا التحتية متواضعة ولا تتناسب مع القيم والأنظمة الاحترافية وثقافتنا لاتزال ناقصة في هذا الجانب إذ إن الغالبة في المجتمع الرياضي يفسرون الاحتراف على أنه عقود ورواتب يتقاضاها اللاعبون وهذا تفسير ناقص حيث إن الاحتراف يعد منظومة رياضية متكاملة إدارياً وفنياً.
ليس هذا فحسب بل إن الاحتراف يحتاج إلى تفعيل الشراكة المجتمعية بين القطاعين العام والخاص من جهة وبين اتحاد كرة القدم من جهة أخرى ولا يمكننا أن نلغي كامل المسؤولية على اتحاد اللعبة الذي يبدو وحيداً في ساحة المعركة الاحترافية وهذا ما تجلى بوضوح في حضور الندوة وفي تصريحات الرئيس الشاب المتحمس لهذا المشروع. التجربة الاحترافية اليابانية سبقتها خطوات وخطط طويلة الأمد امتدت لأكثر من أربعين عاماً في مجتمع يقدر دور الشراكة ويؤمن بالتطوير أيما إيمان ولذلك تحولت الخطط والمشاريع إلى واقع ملموس رفع كرة القدم اليابانية من القاع إلى القمة الآسيوية، بل تعدت الحدود القارية لتبلغ العالمية ولاتزال تنشد المزيد.. على نفس الخطى تسير كرة القدم في أستراليا وبعض الدول الآسيوية المتقدمة صناعياً مثل كوريا الجنوبية والصين وبوتيرة أبطأ بكثير نجد بعض الدول العربية الشقيقة تخطو نحو الاحتراف الكروي. جميل جداً أن نستعرض التجربة اليابانية كمثال حيوي للاحتراف الناجح، ولكن هل الأرضية التي نقف عليها هي ذاتها التي وقفت عليها اليابان قبل أربعين سنة تقريباً؟! هذا هو السؤال الذي يجب أن نتعرف على إجابته والتي من خلالها يمكن أن نرسم خارطة الطريق الاحترافية لكرتنا البحرينية. دعونا نركز في كيفية تطوير مفاهيمنا التسويقية وثقافتنا الرياضية ونبدأ بتحسين أوضاع أنديتنا الوطنية ومسابقاتنا المحلية ومنتخباتنا الأهلية من خلال خلق شراكة حقيقية مثمرة مع شركات ومؤسسات القطاع الخاص من أجل أن نؤسس لقاعدة صلبة ننطلق منها إلى منظومة احترافية متكاملة تحقق طموحاتنا.