الرأي

سجن جو.. كلاكيت مرة أخرى

ورق أبيض



فتحت الأحداث الأخيرة التي شهدها سجن جو، شهية الكثيرين، لسن سيوفهم ورماحهم لمحاولة النيل من الإنجازات التي حققتها وزارة الداخلية، تحديداً في السنوات الأربع الماضية، ونسي هؤلاء أو تناسوا، أن عودة الأمن والأمان الذي ينعم به اليوم كل مواطن ومقيم على أرض البحرين، كان بفضل من الله سبحانه وتعالى، ومن ثم الجهود والتضحيات الكبيرة التي قدمها رجال الأمن، فهل نسينا شهداء الواجب الذين قدموا أرواحهم لأجل أمن البحرين وسلامتها؟ وهل نسينا عشرات المصابين الذين كانوا دائماً على خط التماس لفرض الأمن وإعادة هيبة الدولة؟
من هاجم وزارة الداخلية، وتحديداً قوات الأمن، قدم التبريرات لحادثة سجن جو، ووضعوا افتراضات، لا أنكر أنه ربما يكون بعضها سليماً، ولكن أغلبها كان دون سند حقيقي أو أدلة؛ فتنوعت بين اتهام بعض أفراد الشرطة بالتواطؤ والفساد وصولاً إلى عدم وجود خطط وبرامج في الوزارة لضبط الأمن.
لكن، وليس دفاعاً عن وزارة الداخلية أو قوات الأمن، لنعود إلى عام 2011، ولنتذكر أيام فبراير وما تلاها بكل تفاصيلها وصولاً إلى إعلان حالة السلامة الوطنية؛ فما تم في تلك الفترة كان «تحولاً» حقيقياً في مفهوم الأمن، حيث تضافرت جهود كل المؤسسات العسكرية والأمنية البحرينية، وعملت على إفشال محاولة الانقلاب وفرض الأمن وهيبة الدولة، ولنتذكر أنه ومنذ 2011 وإلى الآن واصلت قوات الأمن جهودها وسط ظروف صعبة ومعقدة للغاية، رغم ما رأيناه من تطوير في أدوات الإرهابيين، لكن الإصرار والعزيمة كانتا عنوان المرحلة، فتم بحمد الله إعادة الأمن والهدوء إلى كل مناطق البحرين.
عودة لحادثة سجن جو، وما سبقته من حوادث؛ فنقول إن مؤسسة كبيرة كوزارة الداخلية وما تحتويه من عدد كبير من الدوائر والمؤسسات والأفراد، لا بد أن يقع فيها بعض التجاوزات أو حتى الأخطاء، هذه الأخطاء وإن وقعت فإنها لا تعكس وجه المؤسسة الوطنية أو توجهاتها أو سياساتها، وإنما هي أخطاء وتجاوزات فردية، تقع مسؤولياتها على من يقومون بها، وبالتأكيد، فإن معالي وزير الداخلية لن يتوانى بأن يضرب بيد من حديد على يد كل من يثبت تقصيره في واجباته، خصوصاً أن أمن البلاد لا مجال فيه للخطأ أو التقاعس.
وهنا لا بد ونحن نستذكر بكثير من الاحترام والتقدير جهود رجال الأمن أن نشير إلى رقي الأسلوب وإنسانية التعامل، والذي أصبح عقيدة وأساساً في ذهنية رجل الأمن البحريني، فرغم العنف الكبير الذي يواجهونه بكل أشكاله وأدواته، مازال رجل الأمن يسعى بكل جهده للحفاظ على حياة الناس، فيتعامل حتى مع الإرهابيين بروح إنسانية ووطنية، فلم نرهم يتمادون في الرد على العنف بعنف مماثل، بل يسعون دائماً إلى ضبط الأمن بأقل الخسائر، وضمن قواعد الاشتباك المعترف بها عالمياً في تلك الحالات.
- ورق أبيض..
- بنظرة سريعة على محيطنا الإقليمي، نرى أن قوات الأمن في تلك الدول تتعامل مع مواطنيها بروح عدائية وانتقامية، هدفها قتل أكبر عدد من الناس، عكس ما يقوم به رجال الأمن في البحرين، والذين يحاولون قدر الإمكان ضبط سلوكهم أثناء المواجهات، حفاظاً على الأرواح والممتلكات.
- تحية إكبار واعتزار إلى كل أفراد الأمن في مملكة البحرين، والذين أثبتوا للعالم أن الوطن أغلى من الأرواح والدماء، فعاهدوا الله والوطن والقائد أن يكونوا العين الساهرة على أمن الوطن والمواطن دون كلل أو ممل، فكانوا على الوعد.. الرجال الصادقين.. رجال البحرين.. رجال حمد بن عيسى الذي تعلموا منه أن البحرين دائماً.. أولاً وأخيراً..