الرأي

امسح من حياتك

بنادر




في مناخ مزحوم لدرجة أن الجميع يتنفس مع كل ذرة هواء آلاف الأفكار السلبية التي تفرض على الهواء كنتاج طبيعي للحروب والعنف والإرهاب، فما أن تحاول الابتعاد عن هذه الأجواء إلا ورأيتها تقفز أمامك في التلفزيون، عبر الأخبار السلبية التي ينقلها كمواد مثيرة ولها متابعة كبيرة من المشاهدين الذين يحبون متابعة صور القتل والدمار والتخريب، حتى إن الحس الجمعي أو ما يسمى بالضمير قد مات فيهم، فليس بعيداً أن تشاهد صور القتل وأنت تواصل الأكل.
أفكار سلبية تصفعك من كل مكان؛ الصحف اليومية، الإذاعات، كلام الأصدقاء، طلاق بنت الجيران، موت أحد زملاء الطفولة... أين تهرب من كل الأفكار السلبية التي تحاصرك وتدخل خلايا دمك؟ وأي طريق يقودك إلى الصفاء الذهني؟ّ
هذه الأفكار السلبية؛ كيف أتغلب عليها؟ كيف أزيحها من رأسي وقلبي ورئتي؟ والأشخاص الذين أساؤوا ليّ في حياتي كيف أبعدهم عن اللعب في حياتي؟
الطريقة الوحيدة التي أراها هي أن أعود نفسي فقط على استقبال ما هو خير لي ولأهلي وللمجتمع وللإنسانية، فإذا تحدثوا عن الحرب والدمار والعنف الديني والطائفي والقومي، أحاول قدر الإمكان ألا أشارك أو أدلو برأي، وإذا لم يكن هناك مجال لممارسة ذلك؛ أحاول الهروب من مثل هذه الأحاديث عن طريق أن هناك أمراً يجب أن أنتهي منه، ولا يمكن لأحد أن يفرض عليك البقاء في هذا الجو المشحون بالغضب والعنف، فكل حديث عن نبذ العنف هو عنف من نوع آخر، وإن جاء تحت مسمى الحوار.
لا تقل لي كيف أعرف ما يدور في العالم في هذه اللحظة، وإذا لم أتابع هذه الأخبار فسوف يفوتني الكثير، ما الذي سيفوتك يا صديقي، وهل لمثل هذه الحوارات أهمية في تطور البشرية، أم أنك بدل التفكير فيها عليك أن تفكر فيما يمكن أن يجعل أمورك وأمور غيرك أكثر جمالاً وروعة.
ابتعد عن متابعة أخبار القتل والعنف والتخريب التي تعرضها شاشات التلفزيون، وسترى أنك استطعت بابتعادك هذا أن تعود إلى صحتك النفسية وبالتالي الجسدية، إذا ابتعدت عن الأصدقاء السلبيين فثق أنك ستجد أصدقاء إيجابيين تستطيع معهم أن ترى الحياة بصورة أجمل وأفضل.
وإذا أردت أن تعطي حياتك بعداً أكثر جمالاً مما تعيشه الآن فاذهب لأقرب متجر أفلام، واختر لك مسرحيات كوميدية أو أفلام مستر بين أو أعمال لوريل وهاردي، وأغلق على نفسك الغرفة وابدأ الضحك حتى تدمع عينك، لحظتها ستشعر أنك غسلت داخلك المزحوم بالطاقة السلبية، بكل أشكالها ومسمياتها، وفتحت مسارات جديدة لتسيل منها الطاقة الإيجابية التي هي طاقة الجسم الطبيعي.
إن عشت هذا الأمر بصورة يومية فسترى نفسك دائم الحيوية، أقوى من كل الصعوبات التي قد تعترض طريقك، فالصعوبات قادرة على إنهاك أصحاب الأفكار السلبية، لأنهم بكل بساطة جاهزون للانهيار، كأنما ينتظرون شيئاً ماً يدخلهم في حالة الانهيار التام.
أقول بكل ثقة إن الإنسان الإيجابي هو الإنسان الفطري، المحب، المتسامح، الكريم، النبيل، القادر على فعل المعجزات وإيجاد الحلول لكل أنواع المشاكل، فيما الآخرون يدورون في فلك المشكلة ولا يعرفون كيفية الخروج منها؟
إذا ما واجهتك أية أفكار سلبية مباشرة اعمل لها «دليت»، امسحها تماماً، وحينما يتحول المسح إلى عادة يومية من عاداتك الجميلة، ثق أن الأفكار السلبية لن تمر أمامك لأنها ستظل مرعوبة منك ومن موقفك المعروف منها؟
امسح الأشخاص، الأحداث، القضايا التي شغلتك عن نفسك بعض الوقت، واعمل مسح تام لها ولهم.. اعمل «دليت» كامل لكل ما كان قبل خمس دقائق.