الرأي

إشاعات أم حقيقة.. و«مهزلة» سجن جو!!

أبيض وأسود


خرجت أنباء مؤخراً من أكثر من جهة ومصدر لا يعرف مدى صحتها، ذلك أن الجهات الرسمية لم تعلن عنها، ولا حتى الجهة الأخرى المعنية بالأمر.
غير أن ما خرج مؤخراً من خطابات مغلفة بالإنسانية تارة وبأحاديث النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم تارة أخرى، والتي تدور حول إزالة كل ما يعرقل الطريق، وأن من يفعل ذلك له أجر، فإن كل هذه الأمور تنبئ بأشياء أخرى تحدث خلف الصورة الظاهرة.
ما قاله رجل الدين الغريفي حول إزالة ما يعرقل الطريق، وأن تعود البسمة على الشفاه، وألا نجد في القرى مواجهات أو صدامات، بل إن الغريفي قال أيضاً: «باللطف يتعافى الوطن لا بالعنف، بالتسامح لا بالشتائم»..!
هذه النوعية من الخطابات في هذا التوقيت لا يبدو أنها تأتي من فراغ، بل إن هناك من يقول إن سبب هذه الخطابات هي مجموعة تنازلات ستقدم للدولة من جانب من يقفون خلف الأحداث الأخيرة، وإن هذه التنازلات ستفضي إلى صفقة ما، ويبدو أن خروج علي سلمان من ضمن هذه الصفقة؛ أو هكذا يروج.
نكتب هذه التحليلات بناء على ما نملك من معلومات (بسيطة)، فالجانب الرسمي لم يخرج عنه شيء، وكذلك الجانب الذي تحدث باسمه الغريفي.
بالمقابل فإن هناك من يقول إن الغريفي سيكون بديلاً عن رجل دين آخر يتصدر المشهد، وإن كان كذلك فإن هذا الخطاب الأخير من الغريفي يظهر أن التواصل معه من قبل أطراف تمثل الجهات الرسمية أفضت إلى أن يلقي خطبة الجمعة الماضية بهذه العبارات التي ذكرت آنفاً.
فهل الغريفي سيكون بديلاً عن عيسى قاسم؟ أم أن حديثه هذا لم يكن إلا توطئة لخطاب آخر سيصدر من عيسى قاسم يحمل ذات فكر وتوجه خطبة الغريفي الأخيرة.
أن يقول الغريفي: «باللطف لا بالعنف يتعافى الوطن»، فهذا خطاب لم نسمعه منذ أربعة أعوام، وهي الأعوام التي تلت محاولة الانقلاب، فما الذي جعل الغريفي يطلق هذا الخطاب، والآن بالتحديد؟
من الواضح أن أموراً تتم خلف الأستار، وأن هناك أموراً تحدث، وهناك حديث يخرج من منابر القرى عن نبذ العنف، فهل هذا يعني أن مثل هذه الخطابات إنما هي لتهيئة شارع القرى لإعلان وقف العنف والإرهاب، مقابل صفقة إخراج علي سلمان وتنازلات كثيرة من قبل الانقلابيين مثلاً؟
هناك بالمقابل أيضاً أسئلة تشغل الناس الذين يراقبون المشهد؛ إذا كانت هناك تنازلات من قبل من قاد الانقلاب في 2011؛ فما هي بالمقابل التنازلات التي ستقدمها الدولة للطرف الآخر؟ هل كل ذلك من غير تنازلات من جانب الدولة؟
أم أن جملة التنازلات تكمن في إخراج علي سلمان من السجن، على أن يلتزم بالقانون وأن يعلن وقف العنف والإرهاب؟
ما أطرحه هنا مجرد تحليلات وليس معلومات، فكل شيء غير معلوم حتى الساعة، والمصادر تلوذ بالصمت ولا تعلق على الأنباء المتداولة.
** مهزلة «جو».. أم مهزلة فساد!
كل يوم تخرج علينا جهة حكومية لتكذب الصحافة، وتقول لنا إن ما يخرج عن الوزارة هو الصحيح، وأن الكتاب والصحافيين يكذبون، ونحن نقول قليل من الحياء، أنتم تريدون تجميل صورتكم أمام القيادة فتقومون بتكذيب الصحافة في كل خبر، بينما الواقع غير ما تقولونه وتجملونه.
لا أعرف كم مرة كتبت عن سجن جو، بينما لا يتغير شيء، على وزارة الداخلية أن تكون صادقة مع نفسها ومع الناس، فهذا أمن وطن، ونحن لا نكتب لاستهداف أشخاص، إنما نستهدف تثبيت (أمن وطن) فُقد منذ أربعة أعوام وأكثر.
سجن جو يحتل من المسجونين الإرهابيين؛ هل هذا معقول؟
أجهزة الهاتف بالكاميرات في كل مكان؛ أليس هذا فساداً في مكان يجب أن يكون أكثر الأماكن أمناً؟ والله لا نعرف ماذا نقول، وصل احتلال السجن إلى كل المبنى والسطح، وتم احتجاز طاقم طبي كما تقول الأنباء.
متى يا وزارة الداخلية تستفيقون من وهم أنكم على الصراط المستقيم؟ ألا يوجد تخطيط من أجل لا يتجمع أكثر من أربعة سجناء مع بعض؟ هذا سجن جو أم سجن في كولومبيا؟
والله عيب هذا الذي يحدث، وهذا يظهر أن وزارة الداخلية نفسها تحتاج إلى تنظيف من المفسدين والفساد، وأعتقد أن المسؤولين يعرفون ماذا أعني، ولا أريد أن أكتب بالتفصيل.
ما حدث في سجن جو يتطلب من الدولة أن تفتح ملف السجن كاملاً؛ من الذي يهرب كل شيء إلى داخل السجن؟ ومن الذي يهرب المساجين لخارج السجن؟
تصوير للحادث من داخل السجن وخارجه، من أعلى السطح ومن ساحة الرياضة، أليست هذه مهزلة كبيرة تتطلب وقفة حقيقية من الدولة، الموضوع يجب أن يحل سريعاً جداً، ويجب أن تحدث تضحيات!!