الرأي

هل لي أن أقرع هذا الجرس..؟!

أبيض وأسود










في بهو فندق إقامتنا بدولة الكويت الحبيبة قبل أسبوع؛ جمعني حديث مع مجموعة من الأخوة الصحافيين حول الأحداث بالمنطقة، خاصة أحداث العراق، وسط هذا الحديث اكتشفت أمراً هاماً وأحسبه يعنينا بدرجة كبيرة في البحرين غير أننا نسكت عنه.
أحد الأخوة من دولة قطر الشقيقة تحدث وقال؛ إن لديهم قانوناً للتجنيد يطبق في قطر، وأن الحد الأقصى للعمر هو 35 عاماً ومن هم أدنى، وإذا بزميل لنا من الكويت يقول إن التجنيد مطبق بالكويت.
هذا الحديث أخذني بالفكر بعيداً عن الجلسة، قلت في نفسي نحن في دوامة من الأزمات والحروب التي تحاصر الجزيرة العربية والمخاطر كثيرة، خارجياً وداخلياً، لكننا في البحرين لم نوجد آلية معينة من أجل استقطاب من يُحب بلده ويريد أن يدافع عنها.
كل المحاذير التي تطوق موضوع التجنيد تشغلني (كما تشغل الدولة، ولدى الدولة رؤية أوسع) غير أن كل ذلك لا يمنع من وضع خطة أو برنامج أو تصور من أجل استقطاب من يحب وطنه ويتمنى أن يصبح (مجند احتياط) ويكون تحت إمرة الجيش ساعة الأزمة وساعة الغبار الشديد..!
أعرف أن وضع البحرين ليس كوضع قطر (مثلاً)؛ غير أن لكل أمر مخرجاً وحلاً، وإذا ما كان لدينا مشروع وطني يمكن تطويع القوانين له، لست خبيراً قانونياً ولا عسكرياً، وأترك الكيفية والنظام والطريقة للمختصين من الخبراء لدينا، وهم كثر وعلى كفاءة عالية، لكن بالتأكيد هناك مخرج.
المنطقة تمر بمرحلة خطرة جداً من الأحداث والتقلبات، وقد قلت سابقاً في فقرة كتبتها عن الإرهاب في العراق، إن من سينتصر من داعش والصفويين سيتوجه لدول الخليج، كلا الانتصارين كارثة، لا تظنوا أن هناك انتصاراً أهون من الآخر، ربما من تحسبونه أهون قد يكون أكثر شراً.
استوقفني قبل فترة خبر استدعاء قوات الاحتياط والمتقاعدين من الجيش، وهذا أمر طيب، غير أن ساعة الذروة تحتاج لسواعد الشباب وقوة الشباب وبأس الشباب، من هنا نقول لا بد من وجود تخطيط ودراسة وفكر من أجل وضع برنامج لتدريب الشباب تحت راية الجيش لينخرطوا في العمل العسكري وقت الحاجة ووقت الأزمة ويصبحوا قوة احتياط حقيقية.
أعرف كثيراً من الشباب من الجنسين من يتمنون ذلك ويتوقون له، لا يريدون رواتب، لكنهم يريدون أن ينالوا شرف الدفاع عن وطنهم ساعة الأزمة، ولا يوجد أفضل من أن يكون هذا الدفاع منظماً وتحت راية واحدة وتحت شرعية الجيش البحريني.
البعض منشغل بالوضع الداخلي، لكن تدحرج حجر الأحداث حولنا يجب أن يكون نصب أعيننا، ويجب أن نكون على استعداد لساعة الصفر، فحين حلت علينا أزمة 2011 لم تستأذننا حتى تقع، وإنما وقعت كما شاهدنا، وحدث الارتباك الكبير لدى الدولة، ونحمد الله أن رب العباد لطف وسلم.
نريد أن ينخرط الشباب الوطني (تطوعاً) لخدمة وطنه ولخدمة راية الإسلام الصحيح والعروبة، وللدفاع عن تراب البحرين، هذا الذي نريد أن يحدث، لا يجب أن ننتظر حتى تحل علينا كارثة جديدة، بل علينا أن نجعل الشباب تحت إمرة الجهة الرسمية، وأخشى من وجود فراغ كبير إن لم نقم بالمبادرة، وهذا الفراغ قد يستغله آخرون أو تستغله جماعات، عندها وفي ساعة الأزمة ستفلت الأمور ولا تكون هناك سيطرة على الشباب.
أجدني أقرع جرساً كنت أود أن أقرعه منذ فترة، غير أن هناك محاذير حول آلية تنفيذ المقترح، لكن اليوم ومن بعد كل هذه الأحداث، علينا أن نستغل طاقات الشاب الوطنيين الذين يتمنون خدمة وطنهم ويحتاجون للتدريب، ولأن يكونوا تحت راية الوطن وليس راية جهات أخرى مريبة..!
أعتقد أن الموضوع يحتاج لجلسات نقاش من المختصين والخبراء حتى نجد الطريقة المثلى والصحيحة للفكرة التي طُرحت في هذا العمود.
** 400 مليون دينار أموال مهدرة..!!
مجلس النواب قال إن هناك 400 مليون دينار أموال مهدرة في تقرير ديوان الرقابة المالية الأخير، وقد نشر جدول عن الوزارات والشركات، فجاءت بابكو في المرتبة الأولى من حيث الأموال المهدرة والتي قدرت بـ 209 مليون دينار..!!
ألم أقل لكم أن بابكو تحتاج لثورة حقيقية بعد كل الأحداث الأخيرة؟
بابكو تحتاج لتصحيح مسار، وتصحيح (توجهات وفكر) من الاستيلاء على شريان الاقتصاد البحرين بفعل فاعل، ماذا تريدون أن نقول أكثر؟
هذه الأرقام تبقى في ملعب مجلس النواب والدور المنوط بالمجلس في الرقابة والمحاسبة.
** عن مطار البحرين..!
كل يوم وآخر يخرج لنا خبر عن مطار البحرين، وهذا حالنا منذ سنوات مضت، لكن الواقع لا يتغير أبداً، تعبنا من التصريحات والرسوم التخيلية، نرجوكم أنقذوا مطار البحرين، فقد أصبحنا في آخر الركب بين دول الخليج، الناس تريد عمل، ونحن مازلنا مع التصريحات والواقع كما هو، وما زلنا نتغنى بالتاريخ، كنا أول.. وكنا أول.. «والحين احنا التوش»..!!
** لجنة تحقيق نيابية في غناء الفاتحة
قرأت أن مجلس النواب سيشكل لجنة تحقيق في موضوع غناء آيات من سورة الفاتحة بالآلات الموسيقية. أعتقد أن إجراءات وزارة التربية لم تكن صحيحة مع هذه الواقعة، ما زالت الوزارة تتخبط وتريد أن تسكت الرأي العام بإجراءات لا تستقيم مع قوة الواقعة وحجم الخطأ. من المؤسف أن وزارة التربية دائماً ما تحاول تجميل الخطأ، فقد قالت في ردها عن واقعة غناء الفاتحة إنه حفل «تواشيح»..! وهذه مصيبة حيث أن الوزارة لا تعرف الفرق بين التواشيح وسورة الفاتحة، كما أن الوزارة ما زالت لا تقول الحقيقة في كل شيء جرى الذي أمام أعيننا..! مسؤولة بالمدرسة التي حدثت فيها الوقعة طالبتني في الانستغرام بالإعتذار لها شخصياً إن كانت لديّ مهنية، على خلفية تبرأة وزارة التربية ساحتها..! وأنا أقول للمسؤولة؛ عليك أن تستغفري ربك عما جرى بمدرستك، وأن تقومي بالإعتذار لشعب البحرين عما جرى وحدث، نريد أن تظهري «مهنيتك وأسلوبك التربوي في ذلك»..!! شاهدت خلال فيديو حادثة غناء الفاتحة أشخاصاً يجلسون بالصف الأمامي، وأخالهم جزء من اللجنة، وأنا أشاهد هؤلاء الذين لم يحركوا ساكناً حين سمعوا غناء الفاتحة، تذكرت مشهد لعادل أمام وهو يقول: «أنت شيوعي ياله..!!».