الرأي

بوادر ظهور هلال سني.. حاربوا عدوكم بذات سلاحه!

ابيض و اسود




من يرى الصورة العربية والإقليمية بتشاؤم عطفاً على أحداث اليمن تحديـــداً، وعلــى خلفيــة احتــلال الحوثيين للدولة؛ فعليه أن يراجع نظرته ويرفع رأسه إلى أعلى ويرى أبعد من الصورة.
ما يفعلــه الحوثيــون بدعـم إيراني وسكوت أمريكي أحسبــه بإذن الله سينقلب على الحوثيين أنفسهم، ومــا فعلــوه سيعجــل بنهايتهـــم الأخيرة في اليمن.
اليوم ليس مطلوباً من دول الخليج أن تذهــب لتحارب الحوثيين، هذا ليس مطلوباً؛ المطلوب أن نساعــد اليمنيين ليستعيدوا البلــد مــن الانقلابيين، مساعدة بالمال والسلاح والدعم اللوجستي، دخول الحرب سيكون قراراً خاطئاً في هذا التوقيت، بل أن إيران تتمنى ذلك ليكون مسوغاً لها لدخول حرب باليمن أوفتح جبهة مع دول الخليج من العراق، بالتالي يصبح من المتعذر أن تدخل دول الخليج حربين كبيرتين على أطرافها، هناك في الجنوب في اليمن وفي الشمال مع حدود العراق.
دخول دول الخليج في حرب باليمن هو بمثابة فخ إيراني أمريكي، فأهل اليمن أقدر منا على تحرير بلادهم وهم يملكون ذلك، فقط على دول التعاون دعمهم ومساندتهم وتمويلهم بالسلاح والطائرات والأموال حتى يهزموا الحوثيين.
شخصياً أرى أن ما فعله الحوثيون هو تعجيل بنهايتهم القريبة والأخيرة، وهذا بإذن الله سيحدث قريباً.
الدوائر تدور اليوم على من ترعى الإرهاب والخراب والقتل وسفك الدماء، دولة الملالي والعمائم في إيران، فبعد أن قامت السعودية بتكتيك ذكي وبعيد المدى من خلال التحكم في أسعار النفط عالمياً؛ جاءت النتائج بعد أشهر قليلة في الداخل الإيراني.
حرب الأسعار قد تركع طهران، عوضاً عن حرب الدبابات والصواريخ والطائرات، وهذه لعبة ذكية ورائعة رغم تبعاتها أيضاً، إلا أن ما يحدث اليوم من اختلالات في إيران داخلياً من خلال ترنح الاقتصاد، وتقليل الميزانية العامة، وخواء خزينة الدولة؛ كل ذلك ينذر بتتابع الأحداث الداخلية في إيران.
مضحك ذلك الخبر الذي قيل فيه إن البحرين تدفع أموالاً لشراء أسلحة لجماعات داخل إيران، هذا الأمر مضحك ويدعو للسخرية، نحن كدولة لا نملك ذلك، رغم أن الفكرة جيدة، إلا أننا لا نملك (كدولة) أموالاً لتبديدها في هكذا أمور، كما أن السياسة الخارجية البحرينية اتسمت دوماً بالذكاء وعدم ممارسة دور أكبر من حجمنا.
تمنيت أن تفعل ذلك دول خليجية القوية والكبيرة، إيران هشة كثيراً من الداخل، ومن يزعزع أمن الخليج علينا أن نحاربه بذات السلاح، من أجل أن تتخلخل عنده الجبهة الداخلية، ومن أجل أن تفقد إيران سلطتها على الدولة الإيرانية من الداخل، بسبب تشتت الجهود واشتعال الفتن في أجزاء متباعدة من إيران الكبيرة.
تمنيت أن تفعل دول الخليج مجتمعة ما تفعله إيران في العراق وسوريا واليمن والبحرين، لماذا نبقى نتفرج على كل ما تفعله إيران؟ ليس مطلوباً اليوم حرباً تقليدية مع إيران؛ المطلوب أن تحرك الجماعات بالداخل وأن تقف دول الخليج جميعها وتحظر كل أنواع التبادل التجاري مع إيران، وأن توقف رحلات الطيران معها، وأن تمول الثورة الخضراء التي يقبع رموزها إما في السجون وإما في الإقامة الجبرية.
المطلوب أن توجه دول الخليج قنوات فضائية كثيرة لمحاكاة الداخل الإيراني وفضح أعمال الحكومة الإيرانية بالخارج والداخل، كما يفعلون عبر أكثر من 80 قناة موجهة للعرب.
زعزعة الداخل الإيراني وجعل الحكومة تنشغل بالداخل أهم توجه استراتيجي لدول الخليج، من يعاني من (حرب الداخل) سيكف عن حرب الخارج وسيجعل الأموال تتجه للداخل قبل الخارج.
كنت أتمنى قراراً من مجلس التعاون الخليجي يوقف كل أشكال التجارة مع إيران، هذا سيساهم في خنق الاقتصاد الإيراني، وأول هذه الدول الإمارات العربية المتحدة التي تحتل إيران جزرها.
هزيمة نظام الأسد الدموي المجرم تبدأ من حرب الداخل الإيرانية، خسارة الحوثيين أيضاً تبدأ من الداخل الإيراني، إفلاس حزب الشيطان ونهايته تبدأ من الداخل الإيراني، فماذا فعلت دول الخليج من أجل خلخلة الأوضاع الداخلية الإيرانية؟
الشعب الإيراني يعاني من الفقر والجوع والأزمة المعيشية وارتفاع الأسعار، كل هذه قنابل موقوتة، ويمكن أن تشتعل إذا ما قامت دول الخليج العربي بتغذية الداخل حتى يتأرجح كرسي الملالي.
حين ذهبت دول الخليج لمساعدة أمريكا لاحتلال العراق كان هذا أكبر الأخطاء، كان هذا أكبر هدية لإيران، فقد سلمت لها بغداد بدعم أمريكي خليجي، وهي لم تطلق رصاصة واحدة، فماذا فعلنا بأنفسنا حين أخذنا نتبع الأمريكان في كل شيء ونصدقهم في كل شيء.
انتصار الثورة السورية يبدأ من زعزعة نظام الملالي داخلياً في إيران، انتصار أهل اليمن على الحوثيين يبدأ من خلخلة الأوضاع الداخلية الإيرانية، انتصار أهل العراق واستعادة العراق كبوابة العروبة الشامخة يبدأ من تحريك الجماعات في إيران.
دول الخليج تدفع مليارات الدولارات على شراء الأسلحة؛ بينما مليار واحد يخصص للداخل الإيراني كفيل بهزيمة طهران الداخلية.
نتمنى من دول مجلس التعاون أن تحارب إيران بذات سلاحها، نتمنى أن نفكر أبعد من شراء الأسلحة فقط، حتى وإن كان ذلك مهماً، إلا أن زعزعة الداخل الإيراني أهم خطوة يجب أن تتخذ اليوم، اجعلوهم لا يرون إلا أقدامهم، بدل أن يروا سوريا والعراق واليمن والبحرين.
على قادة دول التعاون أن يضعوا استراتيجية غير معلنة من أجل أن نفعل بإيران كما تفعل هي بنا، التفرج موقف خاطئ، يجب أن تذهب الأموال إلى الداخل لتغذية المناوئين لحكم الملالي وهم كثر جداً، أطراف إيران الخارجية يجب أن تشتعل، كما أن جبهة أفغانستان يجب أن تشتعل، فإن اشتعلت انشغلت هي بحرب خاسرة تستنزفها وترهقها.
تترد اليوم أنباء تقول إن هناك تقارباً سعودياً تركياً باكستانياً لتطويق إيران، وهذا إن حدث فهو تحرك طيب، وهذه خطوة على الطريق الصحيح، لا يجب أن نخسر تركيا، علينا أن نقوي علاقاتنا بها، فهي الاقتصاد رقم 9 عالمياً، وهي دولة قوية لها تاريخها ولها ثقلها في المجتمع الدولي، كما أننا نتمنى أن ينضم إلى هذا التحالف مصر العربية، الخطر الداهم يحتم علينا أن نضع أيادينا مع بعضنا، وأن نواجه الخطرين الصفوي والصهيوني، فلا تحرير للقدس وخناجر الخاصرة في العراق ولبنان وسوريا واليمن والبحرين.
طريق تحرير القدس يبدأ من كسر ظهر الأنظمة والمليشيات الصفوية.
5 ملايين لأئمة بالخارج!
قال رئيس الأوقاف الجعفرية الشيخ محسن العصفور إن هناك خمسة ملايين دينار ديوناً بسبب كادر الأئمة، وأن هذه الملايين الخمسة تصرف على أئمة يسكنون خارج البحرين..!
وقال أيضاً؛ إن 6 ملايين دينار عجز أنفقت على أئمة غير منضبطين..!!
هذا كلام رئيس الأوقاف الجعفرية، وأنا لا أعرف كيف يحدث هذا، كل هذه الملايين تصرف على أئمة بالخارج؟
من هم الائمة بالخارج؟
ولماذا تصرف لهم هذه الملايين من ميزانية البحرين؟
ألا تحاسب الحكومة الأوقاف الجعفرية، ألا يحاسبهم النواب، أين إذاً جهاز وديوان الرقابة المالية عن هذا الموضوع؟
أسئلة أخرى نطرحها على الدولة وعلى وزارة العدل وعلى الأوقاف السنية من بعد مقابلة رئيس الأوقاف الجعفرية.
لدى الأوقاف الجعفرية 820 مسجداً مسجلاً، ناهيك عن المساجد التي تبنى وغير مرخصة، فكم عدد المساجد للأوقاف السنية يا وزارة العدل؟
عدد المآتم بالبحرين (المرخصة فقط) 650 مأتماً!
وإذا ما جمعنا المآتم مع عدد المساجد للأوقاف الجعفرية فإن العدد يصبح 1470 مكاناً دينياً للأوقاف الجعفرية، وأعود وأقول هذه المرخصة فقط..!
ألا ترى وزارة العدل هذه الأرقام؟
نقول لوزارة العدل هل هناك اشتراطات (قاسية ومعيقة) يتم وضعها أمام أهل الخير الذين يريدون بناء المساجد والجوامع، وبالتالي يتم تعجيزهم حتى يتركون المشروع؟
أرقام الأماكن الدينية لها دلالات أخرى كثيرة، أتمنى أن تروها كما نراها نحن على أرض الواقع «لي قلنا أن الوجع من البطن.. ما كذبنا»!