الرأي

الدكتور طارق الثقفي وتسمية مناطق البحرين

الدكتور طارق الثقفي وتسمية مناطق البحرين


تطرق الكاتب السعودي الدكتور طارق سيف الثقفي في مقالة له عن أسماء مناطق بالبحرين، حيث قال: «كانت هذه الجزيرة شعلة نور أضاءت على الخليج كله في بداية القرن الماضي، دخلت سيارتنا إلى أرض مملكة البحرين التي تغيرت كثيراً عن السنين الطوال التي لم أرها فيها، كنت سعيداً جداً بالمناطق الجديدة التي أشاهدها أول مرة، أحببت أن أعرف أسماء هذه الأماكن، توجهت بنظري إلى لوحات الشوارع الإرشادية، اللوحة تقول كرباباد، كرزكان، دمستان، جنوسان سلماباد، شهركان، مركوبان، الأسماء بالطبع ليست عربية وليس لها أي معنى باللغة العربية، ولا أذكر أنني شاهدت أسماء عربية جميلة، لكنها طبيعية لبلد مثل البحرين، وإنما غير الطبيعي هو تلك الأسماء الفارسية».
بدون شك أننا نتفق مع ما ذكره الدكتور، هذا الدكتور السعودي الذي آلمه وحز في نفسه أن يرى أسماءً فارسية على مناطق عربية خليجية مخطوطة على اللوحات الإرشادية في الشوارع، إنه شعور مقزز لكل بحريني غيور على وطنه أن يرى أسماء أعجمية ليس لها معنى في أي من قواميس اللغة العربية، وليس لها ارتباط بتاريخ البحرين، وكثيراً ما نتساءل؛ لماذا تصر الدولة على إبقاء هذه الأسماء والتي كان من المفروض أن يتم تغيرها منذ قرنين، وهو حق من الحقوق الأصيلة للدولة بأن تعرب أسماء مناطقها لأنها دولة عربية، مثلها مثل باقي دول الخليج التي تزينت لوحات شوارعها الإرشادية بأجمل أسماء المناطق، فقط البحرين الدولة الوحيدة في دول الخليج العربي، وحتى دول الوطن العربي، التي تحمل مناطقها أسماء أعجمية.
ومن المؤسف أن نرى التحليلات لهذه الأسماء في بعض المدونات أو المواقع التي تحاول أن تبرر بعض من هذه التسميات لعلمها أنها أسماء غريبة وغير مناسبة لدولة عربية، ومثل ما ذكرنا في مقال سابق عن تسمية منطقة «توبلي»، أما بالنسبة لمنطقة «كرزكان» فتقول هذه المبررات بأن أصل التسمية هو الحصول على «كنز» فقيل «كنز كان» ثم حورت إلى «كرزكان»، نعم إنها التبريرات في المدونات التي تزور دائماً التاريخ البحريني على مواقعها وفي مؤلفاتها، وذلك عندما أهمل هذا الجانب المهم من تاريخ الدولة.
ها هي دولة الكويت تطلق أسماء جديدة على بعض مناطقها، حيث أمر أمير دولة الكويت في 2010 بإطلاق مسميات على بعض المناطق، ومنها إطلاق اسم الدانة على منطقة غرب أبو قطيرة، وإطلاق اسم الاستقلال على منطقة العارضية، وإطلاق اسم التحرير على منطقة ضجيج الطائرات، وإطلاق اسم عكاز على منطقة شمال غرب الدوحة، وكذلك بالنسبة لسلطنة عمان فقد قامت بتغيير بعض أسماء الولايات والمناطق وسميت بأسماء جديدة، وكان ذلك بسبب أن الاسم القديم كان غريباً أو غير مناسب وليس لأنه أعجمي.
أما في البحرين فيحصل العكس؛ فتمدد هذه المناطق بالمشاريع الإسكانية والعمرانية، حيث يشملها نفس الاسم، وحتى لو كانت هذه المناطق الجديدة بعيدة عن القرى والمناطق الموجود؛ إلا أن وزارة الإسكان تطلق الاسم ذاته على المشروع، ومثال على ذلك مشروع إسكان «توبلي الجديد» قيد الإنشاء، كما يشمل المنطقة الحديثة المحاذية للمشروع التي شيدت عليها فلل خاصة، كذلك المنطقة التي يطلق عليها سنابس، والتي تسميتها تدعو للتساؤل التي لا يمكن تحليلها ولا تبريرها، وقد يكون فات الكاتب السعودي الدكتور طارق ذكر هذا الاسم في مقاله، وكذلك بالنسبة لمنطقة الديه والدير والسماهيج، وهي أسماء يتخيل لك أنك تمشي في دولة غير عربية، حتى إيران نفسها تحمل مناطقها أسماء جميلة أقرب إلى العربية. البحرين تحتاج اليوم إلى كتابة تاريخها العربي ليس في مجلدات وكتب بل يجب أن يكون واقع مترجم على كل زاوية وركن وعلى كل لوحة وعلى كل اسم من أسماء مؤسساتها الحكومية من مدارس ومعاهد، فهناك من الأسماء التي كان يجب أن تطلق على المناطق، خاصة تلك التي تقع على الشوارع الحيوية، فلماذا حتى اليوم لم يطلق اسم «الفاتح» على أي منطقة أو مشروع عمراني جديد؟ أليس «أحمد الفاتح» مؤسس هذه الدولة؟ ألا يجب أن تطبع في ذاكرة الأجيال تاريخ أرضهم؟ فكيف إذاً يترسخ ارتباط المواطن بأرضه ويعتز بتاريخه؟
إن الغفلة عن حفظ تاريخ البحرين من التزوير هو ما فتح المجال لبعض الذين يسعون إلى تغيير تاريخ البحرين من خلال مؤلفاتهم ومدوناتهم، وذلك لخدمة أهدافهم السياسية، حيث طالما رددوا أن البحرين لم تكن دولة وليس لها تاريخ وليس لها حضارة منذ 200 سنة، إنهم يسعون لإبادة تامة للتاريخ العربي والخليفي واستبدالها بتاريخ من خيالهم حتى تصدقهم الأجيال القادمة بعد أن تنعدم أمامهم الشواهد والظواهر.
وهنا نطمئن الكاتب السعودي الدكتور طارق سيف الثقفي ونقول له إن البحرين ستظل أرض الحضارة وشعلة النور التي ستضيء دائماً دول الخليج العربي، وستبقى دائماً بإذن الله مملكة الفاتح العربية الخليفية رغم أنف أعدائها.
- سؤال للجهات المسؤولة..
ما هو اسم المنطقة الجديدة التي شيد عليها مجمع البحرين ومجمع الدانة وهيئة سوق العمل وغرفة التجارة وغيرها من مؤسسات الدولة والكثير من البنايات الخاصة، حيث أننا مازلنا نجهل اسمها، أم أنها بدون اسم، أو أن اسمها «سنابس»؟!