الرأي

اكتشف قوتك الذاتية

بنادر



أنت جئت إلى هذا الكون تملك قدرة هائلة؛ قدرة أكبر مما يتصورها العقل البشري، قوة تستطيع أن تصل بك إلى ما وراء الأكوان. فالقوة الذاتية، كما يقول العالمون بها والدارسون لتجلياتها هي..
أولاً: القدرة على القيام بالفعل؛ فالكثيرون من الناس يخططون للقيام بمجموعة من الأعمال، أو يتمنون القيام بها، ولكنهم لا يملكون القدرة على القيام بهذه الأعمال إما بسبب ضعف شخصي يعانون منه، أو عدم وجود الدافعية التي تدفعهم للقيام بالفعل. هل أنت كذلك؟ وإذا لم تكن بهذه الصورة التي أنت عليها، فأية صورة تلك التي تحلم أن تكون عليها. وإذا شاهدت صورتك الجديدة، فما هي التصرفات الجديدة التي لا بد أن تكون عليها لتكون أنت الصورة والصورة أنت.
ثانياً: القدرة على التصرف؛ فكثير من الأحيان نقع في حيرة بين أمرين، أو نقع في ظرف طارئ لا يحتمل التأخير، أو أن تأخيره ينبني عليه الكثير من النتائج السلبية ويحتاج للتصرف، والبت في الأمر، وهو جزء من القوة الذاتية، فكما يقال دائماً إن تعب الإنسان المعاصر في إيجاد طريقة لحل المشكلة الصعبة التي يقع فيها.
وكما أرى دائماً ليست هناك أية مشكلة، فأي قضية من القضايا اليومية والحياتية من الممكن أن تقع لنا دون إنذار أو لم نكن مستعدين لها، تأتي المشكلة من لحظة تعاملنا معها وكيفية تلقينا لها، فإذا كانت ردود أفعالنا انفعالية، عصبية، متوترة، من الطبيعي عدم استطاعتنا رؤية الحل المباشر الفوري، وإذا كانت ردود أفعالنا على أن هذا أحد الأمور الطارئة اليومية، ولم ننفعل ونحن نتلقاها، لن تكون صعبة الحل، فكل مشكلة تملك حلها داخلها.
ثالثاً: القدرة على اتخاذ القرار؛ عملية التغيير تحتاج إلى قرار ينبع من الإنسان نفسه لا من جهة خارجية، قرار ينبع من قناعة ذاتية، وإلا فلن يتم التغيير.
السؤال الذي من الممكن أن يطرحه أي واحد منا هو؛ كيف يمكن أن أحصل على هذه القوة؟ في الواقع أنت لا تحتاج إلى الحصول على هذه القوة، لأنها متوفرة في ذاتك، أنت تمتلكها بالفعل، ولكنك لم تستطع حتى هذه اللحظة أن تكتشفها، هي ليست بعيدة عنك، إنها في داخلك، قرر أن تكتشفها وستكتشفها.
أنت لست ضعيفاً، أنت لست فاشلاً، ولكنك كسول إلى درجة تحاول أن تبحث عن مشاجب أو شماعة تعلق أدوات الكسل الكثيرة، مرة تتعلق بالضعف البدني، مرة أخرى تقول إن الظروف غير مواتية، مرة أخرى تقول سأعملها في المستقبل.
كل ما تحتاج إليه هو اتخاذ القرار برغبة قوية، تقرر ماذا تريد أن تكون عليه بعد سنة، بعد سنتين، بعد خمس سنوات، وترى صورة حلمك في ذهنك واضحة، تلمسها بيدك، تتحسسها بجلدك، تشمها، تتوقها.
أنت تملك القوة في داخلك، لا تأتي وتقول لي الظروف التي أمر بها صعبة، اقرأ سيرة الأنبياء والمرسلين والحكماء والفلاسفة، لم تكن حياتك أصعب منهم، ولست تمر بظروف أقسى من ظروفهم، لكنهم قرروا أن يغيروا واقعهم مهما كانت الحالات السيئة التي تحاصرهم، وتشبثوا بآلامهم فلانت لهم الصعاب وذلت لهم الظروف.
أنت، رجل أو امرأة، شاب أو كهل، تملك قوت يومك أو لا تملك، تستطيع أن تفعل كل ما تريد وما تحلم، تستطيع أن ترى نفسك في القمة، فقط لا تفكر بكل ما هو سلبي، لو لم يكن لديك المال لا تقل ما عندي، قل عندي كل الخير، وإن كنت مريضاً لا تقل إني مريض، منهك، تعبان، لا أقوى على الحركة، بل ابتسم وقل؛ أنا في أفضل حال.
نظرتك الإيجابية إلى ذاتك وإلى ما حولك هي الوقود الذي تحتاجه للوصول إلى ما تريد.