الرأي

مكتسبات أزمة فبراير

مكتسبات أزمة فبراير


كما تطرح الأسئلة في البرامج الإعلامية حول مكتسبات ذكرى ميثاق العمل الوطني على المواطنين؛ فإنه يحق أيضاً من باب الحيادية والموضوعية والشفافية أن نتساءل عن مكتسبات الطرف الآخر في ذكرى 14 فبراير؟
قبل أن نتحاور في المكتسبات ندعو هذا الطرف أن يزيل «غشاوة الوهم» عن أعينهم ويبصروا ببصيرة الإنسان العاقل الفطين.
لا يمكن إنكار أنه ومنذ أزمة 14 فبراير الأمنية عام 2011 بأن هناك جملة من المكتسبات التي تحققت لهم كأطراف تأزيمية لا تتجاوز مفهوم الخلايا الإرهابية، فقد نجحوا في توجيه أنظار العالم نحو مملكة البحرين، إلا أنهم أخفقوا حينما بدأت الصورة تتضح أكثر ليرى العالم الأعمال الإرهابية التي يشنها كمتطرفين تجاه رجال الأمن والمدنيين الأبرياء.
لا يحتاج الإعلام البحريني إلى عصا سحرية لإظهار حقيقتهم فقد فضحوا أنفسهم، وأضحت حقيقتهم كشمس ساطعة أمام الإنسان المنطقي العقلاني الذي يحب أن يرى الأمور كما هي بلا رتوش!
ما هي الكعكة التي تقاسموها غير كعكة الخيبة وتقسيم بعض مناطق البحرين إلى أوكار إرهابية محاصرة بالأسلاك والأسياخ وحاويات القمامة؟ فمن اختار أن يتبنى أفكار القمامة لن نستغرب أن نراه يدافع عن أفكاره المتطرفة بحاويات القمامة.
حتى تعاطف العالم الذي نالوه في مرحلة من الزمن انقلب ضدهم، فقد جذبوا اهتمام العالم لمتابعتهم فلم يجد من تصرفاتهم سوى المراهقة السياسية؛ ادعوا أنهم يتكلمون باسم الشعب وانسحبوا من البرلمان الذي طالبوا به في التسعينات من أجل تعزيز الديمقراطية وترك ساحته بعض أتباعهم وقدموا استقالاتهم من مجلس الشورى.
مكتسباتكم أنكم في بداية ثورتكم المزعومة تخيل البعض أن مطالبكم وطنية وشعبية تأتي في سبيل تحقيق المزيد من التطلعات، ليكتشف حجم خديعتكم له، وأن ثورتكم ليست إلا ثورة طائفية فقد أهديتموهم شعار «ارحلوا» فانفض من حولكم حتى من كان يحترمون أطروحاتكم السياسية وإن لم يتفقوا معها، وبدؤوا ينظروا لكم من زاوية أخرى؛ زاوية أنكم «مسخرة سياسية».
لا يؤسفنا أن نقول بأن حلم الانبطاح الذي تتمنونه ليعود في الشوارع ودوار العار لن يحدث، مخيمات +18 لن ترجع، ولن نبدي أي أسف أو تضامن أو تعاطف معكم، ولكم في دول العالم التي لا تتعاطف مع أي إرهابي أسوة.
حتى مظاهر الثورة فقدت احترامها أمام ما قامت به جماعاتكم الميدانية، وما نقلته وكالات الأنباء من صور عناصركم وهم يرتدون العباءة النسائية بهدف التخفي ومهاجمة قوات الأمن، أوصلكم لحد أن تكونوا «أشباه نساء» وذلك مخز؛ متظاهر يرتدي نظارة برتقالية وعباءة نسائية، وآخر يضع «جدر» على رأسه وبيده مكنسة، أهذا منظر؟ هذه المناظر التهريجية تجعل العالم يتساءل؛ هل هذه ثورة «أوادم وإلا مهرجين»؟ والعقاب الجماعي الذي تمارسونه بحق أنفسكم مخز ومعيب بحق أعماركم.
ضمن مبرراتكم وأعذاركم الترقيعية لهدر دم رجال الأمن أو المواطنين أن الدولة تمارس القمع المفرط للحرية، فيما الواقع يقول إنكم أسستم دولة إرهابية في القرى، وأن هناك قمعاً مفرطاً يمارس من قبلكم ضد الأهالي في المناطق التي تستعمرها خلاياكم الإرهابية، حيث إجبار أصحاب الأعمال على إغلاق محلاتهم، بل وصل الأمر لزرع الأسياخ في الشوارع وثقبها وإغلاقها بشاحنات سكبت الإسمنت لمنع الأهالي من التوجه لأعمالهم.
حتى الطبيعة لم تسلم من تخريبكم؛ فاقتلعتم أغصان الأشجار لتغلقوا بها الطرقات؛ فمن يمارس القمع المفرط للحرية ضد الآخر؟ ومن يصادر حريات الآخرين في طريق آمن للوصول إلى عمله دون تعطيل وإيذاء؟
جماعاتكم عندما يقومون بالاعتداء على الشرطة ويفرون هاربين يداهمون بعض المنازل للاختباء فيها، المنازل لها حرمة وبها نساء، فأصبح أهالي القرى مجبرين على ترك أبوابهم مفتوحة دون خصوصية لتستغلها عناصركم للهروب.
تريدون ضرب اقتصاد الدولة من خلال أعمالكم الإجرامية، لكن تبين أن المكسب الوحيد الذي تحقق لكم هو ضرب اقتصاد أصحاب المحلات التجارية من أبناء القرى.
إنجازاتكم في مجال الديمقراطية صفر على الشمال؛ بدءاً من تهديد المخالفين لكم من أهل القرى، وصولاً للاعتداء على الإعلاميين الذين يقومون بتغطية أخبار إرهابكم.
نعم لكم حق تقرير المصير، والمصير يكون إما بالاستمرار في «ثوراتكم» المزعومة أو الانتهاء منها.
- إحساس عابر..
زميلة من الطائفة الشيعية الكريمة تعيش في إحدى مناطق الإرهاب أخبرتنا أنها تضطر مع أهلها، تزامناً مع ذكرى 14 فبراير، أن يبيتوا في أحد منازلهم بمنطقة الرفاع إلى أن تهدأ الأوضاع؛ باجر قولوا أهل البحرين يعانون من التشرد.