الرأي

من دولة إسلامية إلى أيقونة «الدب»!

ابيض و اسود



هل من متعقل اليوم؟
هل من متدبر لما يجري؟ هل هناك من يفكر بتجرد من العاطفة من أهل القرى من أجل أن يحكم ويشخص ما يجري اليوم من إرهاب وتدمير وسد للطرقات، وإزالة لأغطية المجاري وتفجير «للسلندرات»؟
ماذا تفعلون أنتم بأنفسكم؟
من الذي يدمر نفسه بنفسه؟
إن كان البعض يريد الانقلاب؛ فالانقلاب فشل في عز موجة ما يسمى بالربيع العربي، وفشل حين كانت تدعمكم أمريكا وإيران وإنجلترا؟
كيف تنتصرون اليوم؟
لماذا هذا التدمير لأماكن سكنكم؟ ألا يوجد عاقل يسأل نفسه؟
الطفل الذي سقط في حفرة عميقة للمجاري وأصيب بإصابات بالغة؛ من المسؤول عن هذا العمل؟
أنتم من تدمرون قراكم، كنتم تريدون أن يقع في الحفرة رجال الأمن، فوقع فيها أحد أطفال القرية؛ فماذا تفعلون بأنفسكم؟
قلتم للناس إن إضرابكم سيستمر 3 أيام، وإن الإرهاب سيضرب البحرين بـ 166 عملية نوعية، على عدد «قتلاكم» كما تدعون؛ فماذا فعلتم؟
أنتم من فشل إلى فشل أكبر، اليوم علينا أن نقول كلمة حق للإخوة الكرام في وزارة الداخلية على كل جهودهم في الأيام التي مضت، فلم يستطيعوا أن يفعلوا شيئاً، سوى أنهم يفجرون (إسطوانات الغاز) في قراهم..!
لو تمت أحداث نوعية أمس الأول لكانت الصحافة انتقدت وزارة الداخلية، اليوم الداخلية تنجح في فرض الأمن بقوة القانون (وهذا ما كنا نطالب به منذ 2011) حتى لم يستطع الإرهابيون تنفيذ أية عملية في موعدهم للإرهاب.
الشكر للرجل الفاضل الشيخ راشد بن عبدالله على دوره وقيادته للعمليات الأمنية بنفسه، وهذا العمل يشكر عليه أيضاً أفراد رجال الأمن والضباط والشرطة النسائية، وكل أفراد العمل في الداخلية نقدم لكم الشكر على أنكم فرضتم الأمن في يوم توعد فيه الإرهابيون بالإرهاب.
المجمعات التجارية مكتظة، السينما مكتظة، جزيرة أمواج مكتظة، الحركة في الشوارع العامة تسير بشكلها الطبيعي جداً، الناس تذهب وتخرج بالشكل المعتاد لأعمالها والمتنزهات، الأطفال يلعبون في السواحل (المعدودة) التي يقصدها الناس.
كل ذلك لا يجب أن يمر دون أن نشكر من قام بجهود كبيرة لتأمين حياة الناس والطرقات، وحصر الإرهاب في أماكن الإرهاب (من أراد أن يرهب داخل قريته فهذا شأنه، اتركوه يفعل هذا شأنه) لكن أن ينتقل الإرهاب خارج أماكن الإرهاب هذا ما كنا ننتقد وزارة الداخلية عليه، والحمد لله اليوم أحكمت القبضة وبإمكانها أن تحكم القبضة أكثر وأكثر إن أرادت.
فقط قليل من التخطيط، قليل من الجهود والدراسة، وقليل من المعلومات الاستخبارية، لذلك نشكر وزارة الداخلية على عملهم وصرامتهم، وهذا الشكر ليس من كاتب السطور وحده؛ إنما نسمع ذلك من أهل البحرين والمقيمين.
بالأمس تحدثت مع شخص مطلع وأخبرني أن خطة تأمين (يوم الإرهاب) وضعت قبل 5 أشهر من الآن، واليوم تأتي النتائج، بمعنى أننا كنا نحتاج إلى دراسة وتدريب ووضع خطط لمواجهة الإرهاب وتنفيذها وأخذ رأي الخبراء من رجال الأمن المتمرسين.
وحين تم ذلك أتت النتائج كما ترون، يوم الإرهاب كان يوم الاحتفال بذكرى الميثاق، الناس احتفلت وعاشت حياتها كما تريد (بالطول العرض) وهذا جهد مشكور من رجال الأمن.
أقول للإخوة الكرام في وزارة الداخلية؛ لديكم أفضل مما تم وحدث، وباستطاعتكم أن تجعلوا البحرين أكثر أمناً، وتملكون المزيد من الجهد والخبرات والقدرة على التنفيذ، لذلك نتمنى أن يتطور العمل أكثر وأن نبني على نجاح يوم 14 فبراير الماضي.
وصلتني معلومة مؤكدة «خاصة بعد الاطلاع على فيديو وصلني على الموبايل» وهي أن وزير الداخلية قام يوم 14 فبراير بالنزول الميداني وزيارة رجال الأمن في مواقعهم، وأخذ يطلع على حقيقة الأمور في قرى سترة وسماهيج والدير وغيرها.
هذه الزيارة ترفع معنويات رجال الأمن، وهي بمثابة إعلان قوة، وتدل أكثر من أي وقت مضى أن تخطيط وزارة الداخلية كان في محله وأننا حين نضع الاستراتيجية سنجني النتائج.
ما نتمناه اليوم أن تتضافر جهود كل الأجهزة الأمنية للوصول إلى الخلايا الإرهابية ومخابئ الأسلحة وتجفيف المنابع المالية وقطع ألسن المحرضين.
نحمد الله أن موعدهم للإرهاب مر دون دماء، نحن لا نريد أن نرى الدماء لأي إنسان، نريد أن يعيش الجميع في أمن وأمان، وأن يعيش المواطن حياته الطبيعية كما يشاء، لا نريد أذى لأحد، لكن من يريد أن يؤذي المواطنين والمقيمين فيجب أن يلقن درساً قاسياً جداً بقوة القانون.
اليوم نشكر رجال الأمن، ونقول لهم نريد منكم المزيد، ونريد أن نبني على نجاحكم هذا، وأنتم قادرون بإذن الله.
** تصريح وزير الداخلية الذي أطلقه قبل أيام حين قال: «من يريد أن يعتدي على رجال الأمن فعليه أن يراجع حساباته».
هذا التصريح لم يكن تصريحاً للاستهلاك المحلي، ولله الحمد طبقه وزير الداخلية، ولم يصب رجل أمن واحد في موعدهم للإرهاب.
** نقول لوزير الأشغال والبلديات؛ إن ميزانية الدولة بحاجه للأموال التي تضيعونها في تعديل وإعادة بناء ما يدمره الإرهاب، وعلى سعادة وزير أن يصدر أمراً بأن لا تعديل ولا إعادة بناء في أماكن الإرهاب قبل أن يتوقف الإرهاب في كل التواريخ على مدار العام.
وإلا فإننا كدولة نحرق الأموال والميزانيات، من يريد أن يدمر قريته فليفعل، وإن كان هناك من أهل القرية من هو ضد هذا التخريب فليخرجوا ويوقفوا الإرهاب والتدمير.
من يرهب ويدمر عليه أن يسدد فاتورة باهظة الثمن جداً، لكن الدولة لا تفعل ذلك مع عميق الأسف..!
** كل الشكر للأخ الكريم وزير الإعلام عيسى بن عبدالرحمن الحمادي على تواصله مع الصحافة، وعلى إعادة فتح مجلس الوزارة الأسبوعي (والذي كان قد دشنه قبل ذلك الشيخ فواز بن محمد أثناء تولية الوزارة) للتواصل واستقبال وزراء الدولة لمناقشة وطرح تساؤولات الصحافة على الوزراء.
كما أنها فرصة للوزير لتوضيح وجهة نظره، والحديث عن مشاريع الدولة وتسليط الضوء على القضايا المثارة عند الرأي العام.
الفكر المنفتح والتواضع والبساطة التي يتعامل بها وزير الإعلام افتقدناها مدة من الزمن، وحقبة لا نريد الحديث عنها، من هنا نشكر الوزير على تواصله مع الصحافة وهذا يظهر احترامه للصحافة ولأصحاب الرأي وكتاب الأعمدة.
كما نشكر سعادة وزير الصحة صادق الشهابي والمسؤولين في الوزارة على حضورهم للمجلس في أول جلساته، وعلى توضيحهم للأمور المتعلقة بوزارتهم.