الرأي

والله عيب يا بلد.. «52 صندقة» للصلاة؟!

أبيض وأسود








كل يوم يمر علينا في هذا الزمن، والأخبار تترى خبراً بعد آخر، ونحن نشاهد ونقرأ ونقول في أنفسنا؛ هذا آخر الزمان، فقد استولى الأراذل على حكم اليمن، في خيانة كبيرة من الجيش والرئيس السابق علي عبدالله صالح، وبحسب ما يتردد فإن بعض زعماء القبائل تم الدفع لهم بمبالغ كبيرة من قبل إيران حتى يسكتوا ويسلموا بالأمر.
إنه آخر الزمن، بقينا نتفرج على احتلال العراق، بل أننا كدول الخليج ذهبنا مع أمريكا وصدقنا أكذوبة تحرير العراق، وإذا بهذا التحرير إنما هو تحرير من العروبة والإسلام لصالح الدولة الصفوية التي تحكم العراق اليوم، بعد أن قام بريمر بتسليم العراق لإيران..!
سوريا كما ترون، إبادة جماعية لأهل السنة والجماعة وللشعب الشوري، والجميع يتفرج. الحرس الثوري الإيراني يقاتل مع جيش الإجرام السوري، وحزب الشيطان يحارب معهم، وكل الدول المحيطة تتفرج وتنتظر ربما حتى يأتيها الدور..؟
حادث الطيار الأردني ينظر إليها كمحاولة لاستدراج الأردن حتى تنزلق رجل الأردن في الحرب والفوضى، خاصة مع تقارير تقول إن الأمريكان هم من أسقطوا الطائرة الأردنية.
لو يطوف الفرد منا بسلسلة الأحداث الإقليمية حولنا؛ فلن نشاهد إلا حروب إبادة لأهل السنة والجماعة، إما بأيادٍ إيرانية أو بأيادٍ أمريكية.
الحوثيون يحتلون اليمن، والطائرات الأمريكية بدون طيار تقصف قرى أخرى بزعم وجود القاعدة هناك..!
إنه تلاقي الإرادتان كما أسلفت -الصفوية والصليبية- غير أن دول الخليج مع عميق الأسف تتفرج.
حين كنا صغاراً كانوا يقولون لنا «إذا سكت عن النار في بيت جارك فإن النار ستنتقل إلى بيتك»، وهذا ما يحدث اليوم، كلها حروب لمحاصرة السعودية، ومشروع لتفتيت السعودية بلد التوحيد والرسالة وبلد الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين، تلاقت في هذا المشروع إرادتان؛ إرادة إيرانية صفوية وإرادة أمريكية صليبية، الإرادتان لديهما ذات الهدف، السعودية، ومن بعدها تتساقط أحجار الدومينو..!
أعرف أنني ذهبت بعيداً عن الواقع المحلي وعما أنا بصدده اليوم؛ غير أن من يرى الأمور بصورتها الكبيرة والشاملة يدرك أن ما نظنه بعيداً بعض الشيء إنما هو في صلب الموضوع حين تكبر الرؤية والصورة.
عودة إلى الشأن المحلي والذي هو ليس ببعيد عن عجلة الأحداث الإقليمية؛ فقد كان يراد لنا أن نعيش السيناريو الحاصل باليمن اليوم، كان يراد لنا ذلك، لكن الله وحده من هزم الأحزاب وأفشل مخططاتهم، وإن بقينا على حالنا السابق والحالي في التفرج على الاستيلاء على البحرين من الداخل فإن من خطط لـ 2011 يخطط لعام آخر ليس ببعيد، ولا خير فيمن يغض الطرف عن الاستيلاء على وطنه وهو يعلم ويدري، ولكنه يتفرج ولا يحرك ساكناً ولا يقطع كل الخطوط التي أوصلتنا لمرحلة 2011.
تابعت ما أستطيع متابعته من جلسة مجلس النواب أمس؛ قضايا كثيرة كانت مطروحة، غير أني سأتوقف عند موضوع طرحته سابقاً وطرحه مشكوراً النائب جمال داود، وهو المساجد التابعة للأوقاف السنية والتي تشكل قضية مطروحة مؤرقة، خاصة إذا ما عرفنا أن 52 «صندقة» يصلى بها في مناطق مختلفة من البحرين دون أن يلتفت إلى إقامة مساجد لهذه المناطق.
الدولة كانت سخية كثيراً مع مساجد أخرى على خلفية البرفسور المبجل بسيوني، الذي أتى من الخارج ورسم لنا خارطة الطريق..!!
والدولة تسير اليوم على هدى وسنة البرفسور بسيوني عليه (...)!، وإذا كان كذلك؛ فلماذا لا تقوم الدولة ممثلة في وزارة العدل بالإنصاف والعدل، وأن تبني مساجد وجوامع لأهل البحرين بدل أن يصلوا في «صنادق» وكأنهم في دولة أفريقية؟
الذي وضع ميزانية الـ 30 مليون دينار (عشان خاطر بسيوني) على أقل تقدير يضع مثلها «عشان خاطر أهل البحرين»..!
كتبت سابقاً عن 7 مساجد في مدينة حمد يصلي بها الناس وهي «صنادق»، غير أن النائب جمال داود فجر مفاجأة بأن عدد الصنادق بالبحرين 52 صندقة..!!
هل هذه هي البحرين؟
هل هذا يرضي قادة البحرين؟
حتى وإن تذرعتم بالميزانيات، غير أني أعرف أن أهل الخير في البحرين كثر، ومن خارج البحرين أيضاً، كلهم يتمنون أن يسمح لهم بتمويل ببناء مساجد؛ فلماذا لا نفتح المجال لهم؟
من يريد أن يبني مسجداً أو جامعاً ويضع عليه اسمه، فهذا حقه، لأنه مول بناء المسجد بالكامل، فلماذا نعيق من يريد بناء مساجد؟
«الثقافة» دخلت على الخط وقامت بترميم مساجد (مشكورين يا جماعة، في ميزان حسنات الفاعلة)..!
والثقافة أيضاً قامت بمشاريع لطوائف أخرى، ونحن نحترم كل الطوائف والأديان، لكن نريد العدل قليلاً (يعني يا ثقافة مادام عندكم فلوس وايد شوفوا لكم صندقة واعتبروها أثرية من أيام عمر بن الخطاب ورمموها وسوها مسجد.. والا أنتوا ما تحبون عمر بن الخطاب بعد)..!
ما قول إلا (زاد الماي على الطحين) وزير العدل في جلسة الأمس وعد ببناء مسجد معاوية بن أبي سفيان في مدينة حمد، لكن لا أحد يعرف متى يبنى، وهل مسجد معاوية بن أبي سفيان يقابل الـ 30 مليون دينار التي أنفقت على الكفة الأخرى..؟
ليس مقبولاً اليوم أن تبقى 52 «صندقة مسجد» في مناطق مختلفة من البحرين ونحن في بلد الخير، وأهل الخير يتمنون لو أن تتاح لهم فرصة بناء مساجد، كما أن الدولة التي لديها 30 مليوناً للأوقاف الجعفرية، ومن باب العدل أيضاً أن تضع 30 مليوناً أخرى للأوقاف السنية (وإلا الميزانية ما تسمح فقط لأن المخصصات للأوقاف السنية)؟
من يدري لعل بسجدة ساجد وبدعاء رجل مسن في تلك المساجد يحفظ لنا رب العباد البحرين من الكوارث والمؤامرات الداخلية والخارجية، فيا وزارة العدل، ويا دولة، عليكم بالعدل في بناء المساجد، فمن المعيب أن يصلي الناس في 52 مسجداً على هيئة صندقة في بلد الخير..!
** إلى وزارة الصحة..!
وردني من مجموعة من أطباء يعملون بالمراكز الصحية أن هناك قراراً من وزارة الصحة يفيد بمنعهم من الصلاة في أوقات الدوام.
وإن كانت هذه المعلومة صحيحة؛ ففي اعتقادي أنه قرار خاطئ، فإذا كان هناك متسع من الوقت للصلاة فلماذا لا يؤدون الصلاة، وأغلب مراجعي المراكز الصحية ليست حالات طارئة إلا ما ندر، كما أن الطبيب إذا ما كانت لديه حالة طارئة لن يتركها ليصلي..!
إذا كانت شكوى الأطباء صحيحة، فأعتقد يجب مراجعة القرار من قبل وزير الصحة، فلا أحد يمنع الموظفين من الصلاة..!
** 10 % من سكان البحرين مصابون بحصى الكلى (بعيد الشر عن الجميع).. لماذا لا نعتبر هذه الحصى ثروة وطنية ونستخدمها في الدفان، ما شاء الله الدفان شغال..؟!
** لعل في هذه السطور السابقة من يطلع على أوضاع هذه «الصندقات» من أهل الخير داخل وخارج البحرين ويبدي استعداده لبناء المساجد التي تحتاج إلى بناء، أو أن تصبح جوامع وتكون فرجاً للناس والمصلين.
** في موضوع قانون المرور يبدو أن الحوادث انتقلت من المربع داخل الإشارة (تخيل الإشارة الحمراء) إلى ما قبل الخط الأبيض للإشارة، وذلك بسبب خوف السائقين من تحول الإشارة الخضراء إلى الحمراء، وبالتالي وقوفهم المفاجئ قبل الإشارة خاصة إن إشارات البحرين ليس عليها (تايمر) وبالتالي يصبح الوقوف قبل الإشارة مفاجئ جداً..!
أخشى أننا نقلنا الحوادث من داخل مربع الإشارة إلى الخط الذي قبل الإشارة، بسبب عدم استغلال التقنيات الحديثة وأخذ تجربة الدول المجاورة في موضوع الإشارات الضوئية والتايمر..!