الرأي

مجلس التعاون بين الأمن والاقتصاد «1-2»

على خفيف







أيهما أفضل لمجلس التعاون، وعلى أي منهما يستطيع أن يعتمد في تطوره ومنافسته وبناء مستقبله، وإلى أين يجب أن يسير من أجل حماية نفسه من الداخل والخارج، أيهما أجدى هل هو الأمن أو الاقتصاد، هذه بعض الأسئلة التي ناقشناها في اللقاء الخامس والثلاثين لمنتدى التنمية والذي حمل عنوان: «مستقبل مجلس التعاون».
أعضاء المنتدى هم نخبة من أبناء دول مجلس التعاون الست يجتمعون سنوياً في إحدى دول المجلس لمناقشة موضوع يهم المجلس، ومع أن جميع الموضوعات التي تطرح للمناقشة من خلال أوراق يقدمها أصحاب الاختصاص، وتصدر سنوياً في كتاب فإن أحداً من المسؤولين في دول مجلس التعاون سواء التي ينعقد فيها المنتدى أو غيرها لا يحضرون اجتماعاتنا، الحاضرون والمشاركون في تقديم الأوراق والمناقشة يكونون أحياناً من المسؤولين السابقين سواء كانوا وزراء أو رؤساء منهم على سبيل المثال السيد عبدالله بشارة أول أمين عام لمجلس التعاون الذي قدم ورقة في منتدانا هذا العام كانت جيدة وأثرت النقاش حول مستقبل المجلس كما فتحت ذهن السيد عبدالله بشارة على آراء وأفكار جديدة لم يخبرها قبل ذلك.
وعودة على سؤال الأمن أم الاقتصاد، فقد ناقشت الأوراق وكذلك الجلسات الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وركزت ورقة السيد عبدالله بشارة على فكرة أو دعوة الملك عبدالله رحمه الله لتحول مجلس التعاون إلى اتحاد والتي أطلقها في قمة المجلس عام 2011، ووجدنا في كل ما قدم وقيل أن مجلس التعاون قام على الأمن ومن أجل الأمن، واستمر في وجوده اعتماداً على الأمن، وحدثت الخلافات بين دوله بسبب الأمن وتم التصالح بينها من أجل المصالح الأمنية المشتركة، وجاءت دعوة التحول إلى اتحاد لظروف ودواع وأسباب تتعلق بالأمن المحلي والإقليمي، وتباينت المواقف من هذه الدعوة بين الموافقة والقبول والرفض لأسباب تتعلق بالأمن أو من خلال النظرة الأمنية.
وبعد مناقشات معمقة ومطولة تم طرح السؤال: هل يمكن أن يتحول مجلس التعاون إلى اتحاد أم يبقى كما هو أم تتم المحافظة على صيغته الحالية ولكن مع تطويره وتفعيل وتنفيذ مجموعة القرارات التي تم الاتفاق عليها خلال 33 عاماً من مسيرته ولم تنفذ ومنها قرارات اقتصادية وجدنا أن الجواب يأتي دائماً من ضفة الباب الأمني وليس الاقتصادي.